مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تتراجع دولة الاحتلال الإسرائيلي عن سياستها التي تبنتها منذ 36 عاماً، بل ومنذ احتلالها لفلسطين عام 1948، من تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين وتهويدها، وسياستها هذه قائمة على تنفيذ مخططها الاستيطاني بشكل ممنهج ومعروف، تصاعدت وتيرته خلال السنوات الماضية بشكل غير مسبوق، حيث استغلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة بقيادة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو حالة الانقسام الداخلي التي يعيشها الشعب الفلسطيني، نتيجة التنازع على السلطة بين "فتح" و"حماس".

فسارعت سلطات الاحتلال لقضم كل ما تطاله يداها من أراضي، سواء من خلال بناء المستوطنات أو من خلال جدار الفصل العنصري، الذي كان الهدف الأساسي منه هو ضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية وتطويق مدنها وعزلها وفصل الضفة الغربية عن مدينة القدس، التي باشرت في تهويدها وتهويد مقدساتها وطمس معالمها العربية، وإلغاء هويتها الفلسطينية المقدسية، والتضييق على سكانها وهدم منازلهم، بل وإجبارهم على هدم منازلهم بأيديهم، وسحب هوياتهم ومصادرتها، وغيرها من الممارسات العدوانية تجاه أبناء المدينة المقدسة، من اعتقال لأبنائها ومطاردتهم وتنغيص حياتهم اليومية، وتدمير حاضرهم ومستقبلهم بشتى الطرق.

ورغم كل ذلك، ناضل الفلسطينيون وبذلوا كل نفيس في مواجهة كل أشكال الاستبداد والاحتلال، حيث شكّلت انتفاضة يوم الأرض في الثلاثين من آذار 1976، مؤشرا ًعلى صمود هذا الشعب وثباته في وجه كل التحديات وكل المغريات، بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في منطقة الجليل، ومن ثم خُصصت للمخططات الاستيطانية من أجل تهويد المنطقة ونزع صبغتها الاستيطانية، وعم الإضراب أغلب المدن والتجمعات في فلسطين المحتلة عام 1948.

ومصادرة الأراضي كما هو معروف، لا يتوقف على الأرض فحسب بل يتعداه إلى كل ما تحمله من مياه سطحية وجوفية، ولكل ما فيها من تاريخ وآثار، فيما الأرض التي لم تطالها بعد، تستخدمها كمكب لنفاياتها أو مياه الصرف الصحي لمستوطناتها، وتبارك لمستوطنيها الاعتداء عليها بقطع أشجارها المثمرة، أو على أصحابها ممن يحاولون استصلاح ما بقي لهم منها.

فيما لم تقتصر الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وسياستها في التهويد والتطهير العرقي يوماً على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة فحسب، بل طالت كل ما هو عربي وفلسطيني في كل مكان، في تلك المناطق أو حتى ضمن حدود دولتها المزعومة المقامة على الأراضي الفلسطينية عام 1948، فهاجمت فلسطينيو الداخل ومقدساتهم التاريخية، وسعت ومازالت تسعى لطرد وترحيل بدو النقب، بهدم مساكنهم وممتلكاتهم وتهجيرهم من بلداتهم.

لذا فإن الفلسطينيين في كل مكان سواءً في الضفة الغربية أو في فلسطين المحتلة عام 48 أو في الشتات يحيون هذه الذكرى لأنهم سواءً في استهداف سياسة الضم والتوسع الاحتلالية، حتى بات هذا اليوم رمزاً للدفاع عن الأرض الفلسطينية وللتصدي للأطماع الإسرائيلية فيها، في كل فلسطين التاريخية.

إن "إسرائيل" تدرك أن الأرض هي جوهر الصراع لذا فهي تسابق الزمن في قضم ومصادرة كل ما أمكانها مصادرته من أراضي لبسط سيطرتها خاصة على الضفة الغربية، فيما تدرك أن العرب والفلسطينيين لا ينسون أرضهم لأنهم يعتبرونها بمثابة عرضهم وشرفهم، لذا وفي كل عام وقبل هذه الذكرى تتحضر دولة الاحتلال لمواجهة جموع المنتفضين سواء من داخل فلسطين، أو ممن يقتربون على الحدود لإحياء هذه الذكرى، وقد بدأت السلطات الإسرائيلية قبل أيام من الذكرى بإطلاق تهديدها ووعيدها لمسيرة القدس ومنظميها يوم غد الجمعة الذي يصادف يوم الأرض 30 آذار بأنها لن تتوان عن إطلاق الرصاص على كل من يقترب من حدودها، ومن ثم باشرت بنشر قواتها وبشكل استفزازي في كل مكان في الداخل وفي الضفة وبالأخص في أماكن التظاهرات والتجمعات.

وفي هذه المناسبة يجدد الفلسطينيون ولاءهم وانتماءهم لأرضهم، بتذكرها وتذكير العدو أنها حاضرة في أذهاننا وأذهان الأجيال القادمة، وأنهم سيقومون يوماً لتحريرها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required