مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إن الساعات الأخيرة في يوم أمس والتي أسفرت عن اتفاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب كاديما شاؤول موفاز، على حكومة جديدة، بحيث تؤجل الانتخابات في الكنيست حتى موعد تشرين الأول (أكتوبر) 2013، شكل مفاجئة لكثير من المحللين الذين لم يتوقعوا هذا الاتفاق وليس الوفاق، بين الرجلين اللذين، يمكن وصفهما بأنهما الأشد قسوة وصلافة في "إسرائيل"، خاصة بعد التصريحات المتتالية التي أدلى بها موفاز كزعيم للمعارضة في السابق، واصفاً نتنياهو بالكذاب، متوعداً بملاحقته وإسقاط حكومته، والحقيقة أن ليس ثمة ما يدعو للاستغراب والدهشة، فهذا هو واقع السياسة، التي لا يوجد فيها عدو دائم ولا صديق دائم، وبالتالي فمن أراد أن يبقى في مضمار اللعب، عليه اعتناق دين الأمير ميكافيلي الذي قال: "إن الغاية تبرر الوسيلة"، لذا فأياً كانت الوسيلة التي جمعت الرجلان على طاولة واحدة، فقد كانت "لغاية في نفس يعقوب"، بمعنى تحقيق مآربهم الشخصية، فالسياسيون لا يتكلمون إلا لغة واحدة هي لغة المصالح.

"فقد قايض كل منهما شيئاً بشيء: نتنياهو يُطيل أمد تزعمه للحكومة بقاعدة برلمانية عريضة، أي في وضعية لم تتوافر إلا لقليلين سواه، في تاريخ إسرائيل (94 نائباً) وهذا من شأنه المساعدة على تحقيق مبتغاه على نحو أفضل من الذهاب إلى انتخابات عاجلة، وموفاز يستثمر عدد المقاعد الحالية لحزبه، لكي يلعب دوراً مركزياً، لعله ـ بالاندماج مع الليكود في حكومة ـ يُحسّن فرص «كاديما» في انتخابات العام المقبل، ويتحاشى الانهيار التام للحزب مثلما يتوقع المراقبون!" حسبما قال سفير فلسطين في الهند عدلي صادق. في مقاله "المحتلون ذاهبون إلى الحرب" المنشور في صحيفة الحياة الجديدة اليوم.

ما يهمنا من تجاذابات الأقطاب السياسية هذه، ليس فقط تبعاتها على الساحة الإسرائيلية، بل أيضاً انعكاساتها على الوضع الفلسطيني، وعن ماذا ستتمخض مثل هذه التحالفات؟ فنتنياهو الذي يصر على مواصلة تعنته وغطرسته، فلا يعيل بالاً لأي جهود فلسطينية للتهدئة، واسترجاع الحقوق، فيصر على استكمال خطته الاستيطانية في الضفة الغربية وخاصة في القدس، ولا يتوقف عمله على توسعة مستوطناته وتضخيمها فحسب، بل يسعى لشرعنتها، رغم أن المواثيق والقوانين الدولية تؤكد جميعها على عدم شرعية وجودها على أراضي الضفة الغربية.

وهكذا كان رده على رسالة الرئيس محمود عباس التي بعثها إليه الشهر الماضي، وطالبه فيها بوقف الأعمال الاستيطانية ضمن مطالب أخرى، فيما طال الانتظار الفلسطيني على الرد الرسمي الإسرائيلي، إلا أن الرد كان واضحا ً بشكل عملي على أرض الواقع، فحكومة نتنياهو واصلت تنفيذ سياستها الإسرائيلية الاستيطانية، وعملت على شرعنة ثلاث بؤر استيطانية، يُضاف إلى ذلك، تعنتها في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين الذين بدؤوا إضراباً عن الطعام منذ ما يزيد عن 23 يوماً، لتحقيق مطالبهم العادلة التي كفلتها المواثيق الدولية كأسرى حرب، فيما تعتبرهم دولة الاحتلال "إرهابين"، وتحرمهم على ضوء ذلك من أبسط حقوقهم، كزيارة الأهل ومواصلة التعليم، بل وتحرمهم حتى من القراءة، وتصادر ما يكتبونه من خواطر، وترفع أسعار "الكانتين" الكافتيريا، بل وتزجهم في زنازين عزل إنفرادي كما تفعل مع العديد من الأسرى الذين يقبعون في العزل الانفرادي لسنوات وسنوات.

ورغم الحملة الشعبية والرسمية الفلسطينية والعربية، كموقف جامعة الدول العربية، التي دعت بداية الأسبوع الجاري إلى تدخل دولي عاجل لحل أزمة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، حيث طلب مجلس الجامعة خلال اجتماع على مستوى المندوبين في القاهرة من المجموعة العربية في نيويورك تقديم طلب لعقد جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون إسرائيل، وغيرها من التحركات والخطوات التي قامت بها الجامعة العربية إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تصم آذانها عن هذا التصعيد الفلسطيني والعربي، وترفض الاستجابة لمطالب الأسرى.

وعلى الرغم من ذلك، لابد أن تتواصل حملات التضامن مع الأسرى في السجون، حتى تتحقق مطالبهم العادلة وحتى ينالوا حريتهم المنشودة، ولنا في تجاربنا السابقة دليل على أن دولة الكيان الإسرائيلي رغم تغطرسها إلا أن أصوات أمعاء الأسرى الخاوية، لابد وأن يزعجها، تماماً كما امتثلت لإرادة الأسير المحرر خضر عدنان، وهناء شلبي، فالإرادة الحرة هي مصدر قوتنا، فحتى وإن خسرنا المعركة إلا أننا سنكسب الإرادة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required