مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

هاهم الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي يسطرون مجدداً بانتصاراتهم الفردية والجماعية فصلاً جديداً من فصول النضال الفلسطيني الذي امتد على مدى العقود الستة الماضية، فبعد 28 يوما ًمن معركة الأمعاء الخاوية، استجابات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمطالب الأسرى، ورضخت لشروطهم التي لم تكن لتأتي لولا إزار الإرادة الحرة....والعزيمة القوية الذي ارتداه قرابة 3000 أسير في سجون الظلم الإسرائيلي، لاسترجاع حقوقهم المشروعة والعادلة، والتي تصر دولة الاحتلال على هضمها ومصادرتها زورا ًوبهتاناً.

وفي ليلة الذكرى ال64 للنكبة، كان موعد الأسرى ومن ناصرهم ومن وقف إلى جانبهم مع النصر، في صورة تجلت فيها وحدة الشعب الفلسطيني الذي انتفض من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه، من أجل قضية الأسرى، فذابت الخلافات الفصائلية وتراجعت معها أي انقسامات وخلافات أخرى، توحدوا جميعاً على صوت الحرية والكرامة، مقابل الطعام، شعار رفعه الأسرى دوماً "الجوع ولا الركوع"، وقاله الأسير المحرر خضر عدنان الذي أطلق شرارة الرفض للاعتقال الإداري، "كرامتي أغلى من الطعام"، وحملت الشعلة من بعده الأسيرة المبعدة إلى غزة هناء شلبي، وانتقلت من بعدهما إلى الحركة الأسيرة التي خاضها قرابة 3000 أسير في سجون الاحتلال، وبدأها الأسير بلال ذياب والأسير ثائر حلاحلة الذي جاوز إضرابهما حاجز الـ 78 يوماً.

انتصار أعاد للحركة الأسيرة عزها ومجدها وقوتها على رسم الاستراتيجيات وكتابة الأجندات السياسية، لمن هم في الخارج، من محتلين إسرائيليين وسياسيين فلسطينيين، وحتى أبناء الشعب الذي يعيش حرية زائفة مع وقف التنفيذ في سجن كبير، انتصار أعاد للفلسطينيين الثقة من جديد في قدرتهم على المواجهة والصمود والتحدي، وأعاد لهم الأمل بما يمكن أن يحققه هذه الشعب إذا ما اتحد وتكاتف ووقف في خندق واحد ضد الاحتلال ومشاريعه التعسفية، هو نصر للأسرى الأبطال وذويهم وللقادة الذين حملوا هذه القضية إلى العالم، فأخذ الإضراب صدى إقليمياً وعالمياً في عواصم العالم، يُضاف للبعد المحلي الذي لم يتوقف عن متابعة قضيتهم والتأكيد على مشروعية مطالبهم وحقوقهم.

هذه هي إرادة الوحدة التي أراد الأسرى أن يخبروا المنقسمين عنها، فرغم اختلاف ألوان الأسرى السياسية، وتعدد انتماءاتهم الفصائلية، إلا أنهم ارتأوا التوحد من أجل قضيتهم العادلة في مواجهة الاحتلال، فاحتكموا جميعهم إلى قيادة الإضراب، وما نصرهم إلا رسالة تأكيد على أن الوحدة هي مفتاح النصر، فوحدة الأسرى في السجون قابلها وحدة فلسطينية بين القيادة في الضفة الغربية وغزة، وكانت هذه هي النتيجة عندما تضافرت الجهود بين شقي الوطن وفي الداخل والخارج، رضخت السياسة الإسرائيلية.

ونقول لؤلئك الذين يقللون من هذا النصر، أو يحاولون تجيره لصالح دولة الاحتلال، كأن يقولوا أن مصلحة السجون لم تستجب لمطالب الأسرى، نزولاً عند إضرابهم، وإنما جاء ذلك وفقاً لإستراتيجيتها وسياستها الخاصة، فهي لا تريد إشعال فتيل ثورة داخل السجون تنطلق شراراتها للخارج، خاصة مع ذكرى النكبة، نقول لهم كما يقول المثل "أن الطلق اللي ما بيصيب بيدوش"، و"إسرائيل" كانت قلقة وحائرة من كيفية التعامل مع معركة الأسرى فهي ترتبك دوما ًعندما، تواجه بمثل هذه الأساليب السلمية التي تخشى استعمال العنف ضدها، كي لا تُفضح ويتكشف وجهها الحقيقي أمام العالم، وهي التي لا تعرف غير العنف لغة وأسلوباً تواجه به الفلسطينيين.

إن انتصار الأسرى، هو فصل جديد في فصول معركة النضال والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، هذه المعركة التي لم تتوقف يوماً، ولم تهدأ وتيرتها أبداً حتى وإن اختلفت وتعددت أشكالها، وهذا النصر لابد أن يشكل في ذات الوقت نقطة انطلاق من أجل مواصلة هذه الأساليب النضالية، فقد بدأت تأتي أُكلها، وإن رويدا ًرويداً، كما أن ما قدمه الأسرى الذين لا يملكون شيئاً سوى إرادتهم الحرة وعزيمتهم القوية، هو مثال يُحترم، وقدوة لا بد من الاحتذاء بها، على كل الأصعدةـ وعلى رأسهم موضوع تنفيذ "المصالحة"، فعلى القائمين عليها أن لا يضيعوا التضحيات والجهود التي بذلها الأسرى في إضرابهم، بل عليهم أن يبنوا عليها، لتحقيق مزيد من الإنجازات لصالح الشعب الفلسطيني، ولصالح إعادة حقوقه واسترجاع ما سُلب منه جوراً وظلماً.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required