مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ليس جديداً على أحد، أن الكثير من جرائم المستوطنين واعتداءاتهم تحدث على مرأى ومسمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يقف متفرجاً فحسب، بل يقوم بتأمين الحماية لهؤلاء المستوطنين، وكثيراً ما يبارك أعمالهم العدوانية، ويهيئ لهم الظروف لممارستها، لكن هذه الحقيقة باتت مسجلة على شريط فيديو يُظهر للعالم تواطؤ هذا الجيش مع المستوطنين الذين يفتعلون الفتن، ويبدؤون بالعنف، إذ تسرب مقطع فيديو يصور جنود إسرائيليين وهم يقفون دون تدخل، بينما يقوم مستوطنون بإطلاق النار على فلسطينيين.

ووقع الحادث مساء السبت 19/5/2012 خلال مواجهات بين مستوطنين من مستوطنة يتسهار المتطرفة ومزارعين فلسطينيين من قرية عصيرة القبلية قرب مدينة نابلس. ويظهر الفيديو الذي صوره متطوع لصالح منظمة بيتسيلم الحقوقية الإسرائيلية قيام مستوطنين اثنين بإطلاق النار على فلسطيني بوجود ثلاثة جنود على الأقل دون أن يتدخلوا.

فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين 21/5/2012، أنه يحقق في الحادث، والحقيقة أن اعتداءات المستوطنين لم تتوقف يوماً، بل هي في تصاعد مستمر، فحين يدرك المستوطنون أنه من المسموح لهم العبث في ممتلكات الفلسطينيين والاعتداء عليهم دونما حساب، أو رادع بل بمباركة وحماية من الجيش، فمن ذا الذي سيمنعهم من تنفيذ أعمالهم العنصرية والانتقامية!

وقد شهد الشهر الماضي، اعتداءات كثيرة من قبل المستوطنين، أما الجديد فيها كان التوثيق بالصورة لمباركة الجيش وحمايته لهذه الممارسات، فقد أضرم مستوطنون متطرفون من مستوطنة "يتسهار"، مساء الخميس 24/5/2012، النار في أراضٍ مزروعة بمحاصيل القمح والشعير، وحقول زيتون في قرية مادما، جنوب نابلس، وفوق هذا ورغم أن المستوطنين هم البادؤن، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت ما بدؤه من عدوان فاعتقلت شابين من القرية بعد مواجهات اندلعت بين المستوطنين والمواطنين، الذين هُرعوا لإخماد النيران التي طالت أراضيهم، فما كان من الجيش إلا أن أطلق قنابل الغاز والرصاص المطاطي ليصيبوا عدداً من الشبان، في صورة تكاد تنطق بالتآمر الواضح بين المستوطنين وقوات جيش الاحتلال.

وكثيرة هي القصص التي تشابه هذه الواقعة، وهي مستمرة وماثلة على الأرض، وكأن دولة الاحتلال باتت تعتمد على هؤلاء المستوطنين المتطرفين، كأداة انتقامية تنفذ من خلالها مخططاتها بحق الفلسطينيين من تنغيص عيش وقهر وإذلال، كيف لا! ودولة الاحتلال، تستمر في بناء المستوطنات، وتوسعتها، وتشجيع الاستيطان في الضفة الغربية، غير آبهة بأي مناشدات عربية وفلسطينية ودولية لوقف الاستيطان، من التوصل لاتفاق سلمي، بل وغير آبهة بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تقول بعدم شرعية المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية.

إن دولة الاحتلال دولة لا تنشد السلام بأي حال من الأحوال، ولا تسعى إليه، فلغتها المغناة والوحيدة هي العنف ثم العنف، ولا شيء غير العنف، وهذا هو نهج جيشها العنصري التي تربى على التجرد من القيم الإنسانية الأخلاقية، وهو أيضاً منطق شعبها الذي ينحدر يوما ً تلو الآخر نحو مزيد من التطرف، كيف لا يفعل! وهو يعيش في دولة تبارك عنفه وتطرفه وعنصريته تجاه الآخر المختلف، وتسمح له بالعبث بممتلكات الآخرين وحياتهم، فهي التي تعزز فيهم قيم الفوقية على غيرهم من البشر، بل إن رجال دينهم أي الحاخامات، يرون أن دم العربي وماله حلال لليهودي، وأنه لا يستحق العيش.

وفيما يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن ردع هؤلاء المستوطنين وعاجزاً عن توبيخ دولتهم أو حتى انتقادها، يتوجب علينا نحن الفلسطينيون قيادة وشعبا ًأن نسلط الضوء على هذه الممارسات بحق أبناء شعبنا، وأن نعرف العالم بالمأساة اليومية التي يعيشونها تحت الاحتلال وأدوات ظلمة، ولابد من توثيق هذه الممارسات لتكون شاهداً على هذه الممارسات، ونشرها في كل العالم، وعلينا أن نستخدم الإعلام كما يستخدمه الاحتلال للترويج لقضيتنا فلو أن الرواية معكوسة، لعرف العالم أجمع ما حدث ولاتهمنا بأننا شعب إرهابي ومتطرف.

مبدئياً لابد من التأكيد على أنه لا سلام مع المستوطنات وساكنيها، وتجب محاربتهما بشتى الطرق، وحشد الرأي العالم الدولي من أجل ذلك، وتجدر الإشارة هنا إلى بعض التحركات في هذا السياق والتي جرت الشهر الجاري حيث أعربت كل من جنوب إفريقيا، والدنمرك بأنهما ستقومان بتمييز منتجات المستوطنات في إطار الدعوة لعدم شرعيتها، وهذه مبادرة ستشكل وعياً دولياً من أجل مقاطعة بضائع المستوطنات، كخطوة أولى لتعريف العالم بعدم شرعية وجودها على أراضي الضفة الغربية حسب القوانين الدولية، ولا ننسى أن نبادر بتعزيز هذه المقاطعة كفلسطينيين وأصحاب حق مشروع حتى دحر الاحتلال عنا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required