مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يبدو جليا ًوواضحاً تماماً أن كل ما يتمخض عن حكومة اليمين المتطرفة الإسرائيلية لا يمكن أن يصب في أي مشروع سلمي للصراع، تماما ًكما يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يقوى على إغضاب مستوطني الضفة الغربية، فبعد أن أعلنت حكومته موافقتها على قرار ما يُسمى ب "بالمحكمة الإسرائيلية العليا" التي أقرت بإزالة خمسة بيوت في البؤرة الاستيطانية في «هاولبانا» المقامة على أراضي مواطنين فلسطينيين وليست أراضي وقف مصادرة، أعلن نتنياهو عن نيته بناء عشرة بيوت في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بدل أي بيت يهدم أو يزال وإن بقرار المحكمة، مشيراً إلى أن إسرائيل ينبغي أن تعزز النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية في الوقت الذي تحافظ فيه على تطبيق حكم القانون. كما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

حيث قدم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي خطة لنقل البؤرة الاستيطانية "هاولبانا "القريبة من مستوطنة بيت إيل إلى الشرق من مدينة رام الله.

نتنياهو الذي لم يتخل أبداً عن مشروعه الاستيطاني، ولم يتوقف عن الاستيطان في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة، ويجدد في كل مرة تمسكه بأراضي الضفة الغربية لم يتحرج من أن يدعي رغبته بوجود دولة فلسطينية تعيش جنبا ً إلى جنب مع جارتها الإسرائيلية، في رده الذي بعثه على رسالة الرئيس محمود عباس في الفترة المنصرمة.

كل هذا يضاف إلى بناء وحدات الاستيطان وتوسعة المستوطنات في القدس ومحيطها، ناهيك عن مصادرة الأراضي بشتى الطرق وإن كانت بزرع مقابر وهمية على مساحة 300 دونم من أراضي المدينة.

ففي تقريرها الشهري'شعب تحت الاحتلال'، ذكرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال صعدت من عمليات البناء في المستوطنات والاستيلاء على الأراضي لصالحها، فقد أقرت بناء 4342 وحدة استيطانية، منها 2100 وحدة في مستوطنة ارئيل، و2242 وحدة في مستوطنة جيلو على حساب أراضي الولجة وبيت جالا وبلدة بيت صفافا، كما أقرت بناء 1100 غرفة استيطانية في الحي الاستيطاني 'جفعات همتوس' جنوب مدينة القدس المحتلة.

وفي سياق متصل، أقرت الكنيست الإسرائيلية قانون إعفاء من الضريبة، حيث يحصل كل من يتبرع للاستيطان على إعفاء ضريبي بقيمة 35%، بهدف تشجيع الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتحدث التقرير عن عمليات اقتلاع الأشجار التي ينفذها المستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال، فخلال شهر أيار تم اقتلاع وإتلاف 1024 شجرة زيتون ولوزيات.

فيما يواصل نتنياهو حلمه الاستيطاني التوسعي، فاجئ وزير حربه إيهود باراك الجميع بتصريحه يوم الأربعاء الماضي، عندما قال بإمكانية الانسحاب من الضفة الغربية من طرف واحد كما حدث في غزة عام 2005، فأطرق المحللون السياسيون يبحثون فيما وراء مثل هذه الأفكار، التي لابد أن تكون "لغاية في نفس يعقوب"، كما يُقال، إذ أن هذا الكيان لا يؤمن جانبه ولا يمكن أن يتفتق عنه إلا كل ما يخدم مصالحه ورؤياه الأمنية والاقتصادية والسياسية دونما اعتبار للطرف الآخر، ورغم أن فكرة مماثلة كهذه بحاجة لكثير من البحث والتمحيص ودراسة الأبعاد، حيث تفرض دولة المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، سيناريو مختلفاً عما حدث في غزة عندما تم تفكيك المستوطنات هنلك، إذ أن هذا الطرح لا يمكن أن يكون وارداً في حالة الضفة الغربية. إلا أن انسحابا أحادي الجانب يخلص حكومة الاحتلال اليمينية من عبء العودة للمفاوضات من أجل إحلال السلام الذي تدعي أنها تنشده.

إن خطة انسحاب أحادية الجانب من الضفة الغربية، ستسقط تجربة قطاع غزة، على الضفة الغربية التي ستحولها دولة الاحتلال إلى كيان معزول عن العالم، وتتعامل مع حكومتها باعتبارها كياناً إدارياً ليس إلا، فيما تحاول الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة إلى كنتونات معزولة، بما يقوض السعي لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وتواصل جغرافي.

حكومة الاحتلال اليمينية الإسرائيلية تواصل مخططاتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني ومقدراته، ولا تضع أي اعتبارات لا لقوانين ولا لشرعيات دولية ولا لمجتمع عربي أو غيره، لذا فمن المهم ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني والإسراع في تنفيذ المصالحة، من أجل الالتفات والتفرغ للقضايا الوطنية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required