مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

اليوم هو اليوم 89 من بدء الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسير محمود السرسك، وفيما نعد نحن الأيام يعد هو وعائلته اللحظات التي تفصله عن موت محقق، إذا لم يتم إنقاذه في أسرع وقت ممكن، حيث أعلن مساء الأمس مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي أن الأسير محمود السرسك يحتضر وأن إدارة المستشفى أبلغت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بأنها لا تتحمل أي مسؤولية عن موته خلال الساعات القادمة، بعد أن تم نقله مساء أمس إلى هناك.

السرسك لاعب كرة القدم، ارتأى أن يواصل معركة الماء والملح احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، واحتجاجاً على سياسة مصلحة السجون التعسفية بحق الأسرى الفلسطينيين ومطالبهم العادلة، فرغم التوقيع الذي تم بين إدارة الإضراب عن الطعام في السجون، وبين مصلحة السجون الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن السرسك واصل إضرابه عن الطعام حتى يتم تنفيذ مطالبه العادلة بشكل فعلي، وليس نظرياً فحسب.

الأسير السرسك يعيش في حالة صحية متدهورة ووضع أقل ما يمكن أن يُقال عنه أنه خطير، أمر وضع عائلة السرسك في قلق دائم، وخوف مستمر من شبح الموت الذي يتربص لابنهم، خاصة بعد كل الأنباء الواردة عن حالته الميؤس منها كما أكد المحامون الذين زاروه، وأشاروا إلى أنه قد تم إبلاغ المعنيين بالتطورات الخطيرة والمتلاحقة في وضعه الصحي مشيرين إلى أن ناطقا باسم المستشفى أبلغهم بأنه قد يفقد حياته خلال ساعات وأن المعلومات بذلك وصلت إلى كافة السلطات والأجهزة المعنية في إسرائيل.

كل ما أراده السرسك ابن ال25 عاماً هو أن يمارس هوايته في لعب كرة القدم، لكن يبدو أن هذا الهدف كان سببا ًكافياً لاعتقال السرسك في الثاني والعشرين من يوليو عام 2009 على معبر بيت حانون جنوب قطاع غزة، حيث كان ينوي الذهاب إلى الضفة الغربية للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي للاحتراف في صفوفه كلاعب كرة قدم على الرغم من حصوله على تصريح مرور من قوات الاحتلال لدخول للمحافظات الشمالية. لكنه حتى الآن أسير جدران سجون الاحتلال دون تهمة ودون محاكمة، تحت مسمى الاعتقال الإداري الذي يتجدد بشكل دوري، فقد استغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مادتين قانونيتين كمسوغ لفرض الاعتقال الإداري على آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني. الأولى: المادة (111) من أنظمة الدفاع لحالة الطوارئ التي أقرها الانتداب البريطاني عام 1945 . والثانية: البند 78 من اتفاقية جنيف الرابعة الذي يسمح باعتقال أشخاص ضمن الاعتقال الإداري في حالات شاذة للغاية، كوسيلة أخيرة تهدف إلى منع الخطر الذي لا يمكن إحباطه بوسائل أقل مساً بالحرية التي أعتبرها قانون حقوق الإنسان الدولي "من اللبنات الأساسية في حقوق الإنسان".

وبالطبع فإن تلك الأوامر (والاعتقال الإداري نفسه) منافية لأحكام المواد 83-96 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب، كما يشير أستاذ القانون الدولي د.حنا عيسى.

السرسك اليوم، يضع حياته على المحك، بعد أن أدرك أن حلمه في احتراف كرة القدم، لم يمر دون حصوله على الكرامة الإنسانية التي نشدها زملاءه في سجون الظلم الإسرائيلية، اليوم يغيب السرسك عن العالم فيدخل في غيبوبة لا يشعر فيها بما يجري حوله، فيما نرى نحن ما يجري ولكن لا نرحك ساكناً، في وقت لا مجال فيه للتبلد أو الجمود، فكل لحظة لها قيمتها وقد تحدث فرقا ً ما بين حياة أو موت، لذا فإن على جميع المستويات الرسمية والشعبية التحرك الفوري للضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن محمود السرسك، ومناشدة المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان من أجل الضغط بشكل جاد وسريع للتوقف عن استخدام سياسة الاعتقال الإداري ومنح الأسرى حقوقهم كافة دون نقص أو استثناء، استناداً للقوانين والأحكام الدولية والشرعية، والإفراج عنهم.

لابد من الإشارة إلى أن الأسير أكرم الريخاوي مضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن 53 يوماً رداً على قرار محكمة ثلثي المدة (الشليش) التي عقدت يوم 5/6/2012 التي رفضت طلب محاميه محمد عابدين بالإفراج عنه، حيث أجلت المحكمة النظر بالملف تحت حجة عدم حصولها على تقرير من جهاز الأمن، ولم تأخذ المحكمة بالاعتبار الوضع الصحي للأسير أكرم الريخاوي. وقال الريخاوي إنه مواصل إضرابه عن الطعام وسوف يقدم محاميه استئنافا على قرار محكمة الشليش، وأنه يعاني من الضغط والأزمة، وازداد وضعه سوءاً نتيجة الهبوط بالسكر، وهبوط بالوزن حيث وصل وزنه إلى 49 كغم.

كما أن الأسير سامر حلمي البرق، سكان قلقيلة 37 عاما ويحمل الجنسية الأردنية ومعتقل منذ 11/7/2010 لا زال مضرباً عن الطعام منذ تاريخ 22/5/2012 احتجاجاً على تمديد اعتقاله الإداري ورداً على نقض حكومة إسرائيل للاتفاق مع الأسرى.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required