مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في مشهد متواصل لجرائم المستوطنين، التي لا تعرف الإنسانية ولا القيم الأخلاقية، ولا تستثن بشراً أو شجرا ًأو حجر، أقدم المستوطنون على جريمة نكراء بالأمس، حين فتحوا نيرانهم على ثلاثة مواطنين على أطراف بلدة السموع قضاء الخليل ما أسفر عن استشهاد اثنين هم نعيم النجار وأنور عبد ربه ، وإصابة ثالث بجروح لم تعرف درجة خطورتها.

وكيف لهؤلاء القتلة المجرمين، أن يرتدعوا عن أفعالهم وممارساتهم العدوانية، التي بلغ السيل منها الزبى، فحولت حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق، والعالم أجمع يقف متفرجاً على أفعالهم التي تزداد تطرفا ًوعدوانية يوماً تلو الآخر، فيما يبارك جيش احتلالهم الإسرائيلي تصرفاتهم، بل ويدعمها ويوفر لها الحماية، حتى إنه ليستخدم المستوطنين كأداة لبسط مزيد من السيطرة والنكد وتنغيص العيش على المواطنين الفلسطينيين في كل أنحاء الضفة الغربية؟!

إضافة إلى ذلك، وبدلاً من أن يستنكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أفعال المستوطنين وعدوانهم، بل وبدلاً من أن يخجل من نفسه، ويعمد إلى تهدئة الأمور، فأنه يشترك مع المستوطنين في حربهم واعتداءاتهم ضد كل ما هو فلسطيني، فيواصل توغله في مناطق قطاع غزة، ويكثف طيرانه في سماء القطاع، ويقصف بطياراته الحربية الليلة الماضية ورشة للحدادة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيصيب خمسة مواطنين بينهم سيدة وطفل، كما يشن في وقت سابق غارة على موقع بدر لكتائب القسام جنوب مدينة غزة.

ويُضاف إلى ما سبق استشهاد ثلاثة مواطنين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، فيما قُتل جندي إسرائيلي في اشتباك مسلح وقع قرب معبر 'كرم أبو سالم'، جنوب شرق مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة.

حيث قالت مصادر إعلامية إسرائيلية إنه 'وقع منذ ساعات صباح اليوم تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي ومجموعة فلسطينية على الحدود المصرية الإسرائيلية، حيث تم تفجير عبوة ناسفة موضوعة على قارعة طريق لدى مرور سيارة تابعة للجيش تتفقد عمليات بناء جدار الفصل بالقرب من منطقة 'كودش برنيع'، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين، ووصلت قوات من الجيش الإسرائيلي التي اشتبكت مع مجموعة من الفلسطينيين، كذلك وصلت طائرات عمودية تابعة للجيش تقوم بعمليات الإخلاء والخدمات الطبية'.

إن هذه الاعتداءات المتواصلة، تثبت في كل يوم وبشكل قطعي استحالة التوصل لحل يحقق الأمن والسلام، مع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة التي تواصل سياستها في مصادرة الأرض الفلسطينية لبناء مزيد من المستوطنات والتي تشرعنها، وتوفر الحماية للمستوطنين في انتهاكاتهم اليومية بحق الفلسطينيين العزل، والتي لم تقتصر على استباحة الممتلكات وتخريبها ومصادرتها، من منازل وأراضي وأشجار ودور عبادة وغيرها، بل هي تستبيح دماءهم أيضاً في مشهد يظهر عجز الجميع عن توفير الحماية لهم في مواجهة هذه الممارسات الحربية، فلا السلطة الفلسطينية قادرة على حمايتهم أو دعمهم، ولا الدول العربية أو المجتمع الدولي مستعد لوضعهم بين أولوياته.

والسؤال الذي يطرحه الفلسطينيون اليوم، هو إلى متى سيظلون يدفعون ثمن جرائم الاحتلال، وتقاعس الجميع عن حمايتهم ودعمهم؟ وإلى متى سيظل مشهد اعتداءات المستوطنين مشهداً يومياً ترتفع حدته وتزداد وتيرته يوماً تلو الآخر؟ دون أن يسمع نداءاهم واستغاثاتهم أحد؟

إن على الجميع، تكثيف الجهود من أجل كشف جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وفضح ممارساتهم وإظهار الوجه الحقيقي للدولة التي تزعم كونها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية أن تتعامل بالمثل مع دولة الاحتلال، فلا تتمسك بالاتفاقيات التي وقعتها معها، في حين تخرقها "إسرائيل" كل يوم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required