مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد مخاض عسير...وتخوفات شتى ما بين فتنة واقتتال داخلي، أُعلن أخيراً بالأمس رسمياً فوز د. محمد مرسي مرشح حزب العدالة والتنمية الذي يمثل الأخوان المسلمين، برئاسة مصر، لتدخل مصر والمنطقة مرحلة تاريخية جديدة، لا يمكن الاستهانة بنتائجها أو التوقع بمجرياتها، فأي تغيير في مصر لا ينحصر في حدودها فحسب، بل يمتد ليشمل كل القضايا العربية والإقليمية، وحتى الإسلامية.

بالنسبة لمصر هي إعلان عن انتهاء فترة حكم العسكر، من خلال المجلس العسكري، وإيذانا ً بمرحلة جديدة بحكم مدني قادم عبر انتخابات وطنية، أختار فيها الشعب المصري رئيساً له، وهو في الواقع قد اختار رئيسا ً للمنطقة، نظراً لدور مصر القيادي والريادي على المستويين العربي والإسلامي، وذلك استناداً لأبعادها التاريخية والسياسية كأحد أهم الدول العربية استنادا ًلقاعدتها الجغرافية والديمغرافية والسياسية.

إن نتيجة الانتخابات التي جاءت بنسبة 51.73% لمرسي مقابل 48% لأحمد شفيق، تبشر بالدخول في مرحلة جديدة بعد أن اعتادت الشعوب العربية على النتائج المحسومة من أمثال 98% وغيرها للرئيس ذاته وعلى مدى عقود، فها قد بدأت تتضح مخرجات ومآلات الربيع العربي، الذي عصف بمصر، وها قد ظهرت إحدى نتائج الثورة، غير أن عملية النتائج لا تضح بين لليلة وضحاها، بل هي عملية مستمرة ومتغيرة وبحاجة لفترة زمنية طويلة حتى تستقر أمورها، وتتحقق مآربها التي انطلقت من أجلها، كما أن أي ثورة لا بد أن تلتفت في بادئ الأمر لأولوياتها الوطنية، ومطالبها الداخلية.

كما أن أي ثورة تحتاج لوقت ليس بالقصير، حتى تؤتي أُكلها، فلا يجب الاستعجال واستباق الوقت في الحكم على الأمور. ففي بلدان الثورات لا يمكن التوقع بأن تتخذ القيادات الجديدة قفزات سياسية كبيرة على المستوى الخارجي، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع "إسرائيل" وأمريكا، كما الحال مع مصر مثلاً، قبل أن تحاول ترتيب بيتها الداخلي والنظر في مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تخص الشعب الذي انتفض وثار مطالباً بها.

وعلى الرغم من أن الرئيس محمد مرسي لم يشر إلى القضية الفلسطينية بشكل مباشر، كما لم يشر إلى أي صراعات أو ثورات تعصف بالدول العربية، إلا أنه أكد على أن مصر ستحافظ على كل المعاهدات والاتفاقات الموقعة، وهذا أمر يراه المحللون طبيعياً بل ومنطقياً، وقد تنبأ به الكثيرين منهم الكاتب الفلسطيني د. إبراهيم أبراش في مقالته المنشورة سابقاً " الثورات العربية وصعود الإسلام السياسي وتأثيرهما على القضية الفلسطينية"، حيث أشار إلى أن كل ثورة تعبر عن قيم المرحلة وثقافتها ومتطلباتها، وبالتالي لا يتصور أو يتوقع أن تكون الثورات المعاصرة نسخة من الثورات السابقة لا من حيث القوى المحركة، ولا من حيث أهداف الجماهير التي قامت بالثورة، فبالنسبة إلى الحراك الشعبي العارم الذي يضع الشعوب العربية على أعتاب ثورة حقيقية، فالكاتب أبراش لا يتوقع أن تقوم القيادة الجديدة في مصر مثلاً – في حالة حدوث التغيير الذي تريده الجماهير بمباشرة خطوات دراماتيكية في السياسة الخارجية لمصر سواء من حيث العلاقة بإسرائيل أو بواشنطن والغرب، حتى إن شاركت في هذه القيادة جماعة الإخوان المسلمين، إذ ستطغى انشغالات الوضع الداخلي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على أي انشغالات أخرى. وكان قد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء يوم الأحد بأول تصريح رسمي على نتائج الانتخابات المصرية وفوز محمد مرسي، وقال نتنياهو أن إسرائيل تحترم نتائج الانتخابات. وأعرب نتياهو عن تقديره للعملية الديمقراطية في مصر، وأفاد أن إسرائيل ستواصل التعاون مع الحكومة المصرية على أساس اتفاق السلام بين البلدين. وأشار أن اتفاق كامب ديفيد هو مصلحة للشعبين ويسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وكانت قد قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء الأحد عدم الرد على أو التعليق رسمياً على فوز محمد مرسي مرشح الإخوان رئاسة مصر، فيما هنئ الرئيس محمود عباس مرسي بالفوز، وعبر أعيان حماس اسماعيل هنية ومحمود الزهار عن فرحتهما بفوز مرسي، والكل على أمل أن يأتي بجديد للفلسطينيين.

فبالنسبة لنا من الصعب علينا أن ننأى بأنفسنا عن ما يجري بمصر، فارتباطنا بالمصريين ارتباط ذا بعد تاريخي وسياسي قديم بقدم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويزيد، وأملنا باهتمام ورعاية مصر للقضية الفلسطينية لم يأت من فراغ، بل من تاريخ مصر الطويل ودورها الرائد في عملية التوصل لحل للصراعات الفلسطينية سواءً الداخلية أو مع دولة الاحتلال، فهل ستباشر مصر دورها تجاه فلسطين في القريب العاجل؟؟..في كل الأحوال فأن فلسطين تأمل وتترقب ذلك.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required