مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تدخر دولة الاحتلال الإسرائيلي وقتا ًفي تحقيق أهدافها التوسعية والاستيطانية، لضم أكبر مساحة يمكن ضمها والسيطرة عليها في الضفة الغربية، بل أيضاً لم تدخر جهدا ًفي إثبات أن ما تقوم به قانوني ومنطقي وإن بالطرق الملتوية، وهو حق مشروع، يدحض كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تتعارض مع زعمها هذا، ويشرعن وجود مستوطنيها على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وهذا ما خرجت به ما يُسمى ب"لجنة إدمون ليفي" التي شكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أوصت بتنظيم أوضاع البؤر الاستيطانية التي أقيمت دون تراخيص حكومية، وبتقديم التسهيلات لليهود لشراء أراض في الضفة الغربية، وهي بهذا خلصت في تقريرها الذي رفعته لنتنياهو في 21 من حزيران الماضي لنتيجة أساسية، ألا وهي شرعية المستوطنات أو كما تسميها البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية، ورغم ذلك فالتقرير بقي في درج نتنياهو، حتي أول من أمس، بعد أن فوجئ هو نفسه بمخرجاته، التي تمناها وسعى لها عندما شكل اللجنة من مجموعة من أكثر الأشخاص تطرفاً في "إسرائيل"، وهو على ذلك ليس وحيداً في تطرفه، وسياسته الاستيطانية.

تقرير "ليفي" اعتبر المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967، قانونية على اعتبار أن نقل السكان اليهود إلى مناطق الضفة الغربية التي تسميها دولة الاحتلال "يهودا والسامرة" لا يتعارض والقانون الدولي.

وعلى مدى السنوات السابقة، لم يتوقف نتنياهو عن بناء المستوطنات وتوسعتها، ولم تتوقف حكومته عن دعم الاستيطان وتسهيل شراء الأراضي، وتقديم المغريات لنقل الإسرائيليين لمستوطنات الضفة الغربية، كما لم يرضخ لكل الجهود الدولية بما فيها مناشدات الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والمجتمع الدولي، بل هاهو يحاول أن يثبت للعالم أن أعماله شرعية، وهي ضمن القانون.

سعى نتنياهو لإثبات وشرعنة حقه المزعوم في أراضي الضفة الغربية، وحققت له "لجنة ليفي" ما أراد، حتى وإن أدرك أن نتائج اللجنة ستضعه في مواجهة مع المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، لكنه يدرك في ذات الوقت أن هذه المواجهة ليست كفيلة بردعه عن تنفيذ مساعيه ومخططاته الاستيطانية.

لكن المفارقة أن ننتظر من لجنة تحقيق كلجنة ليفي، التي تضم رؤوس التطرف في دولة "إسرائيل"، أن تأتي بغير ما أتت به، فكما يقول المثل: إذا كان القاضي غريمك..لمن تشكو حالك؟ فكيف إذن نتوقع أن ننصف من قبل عدونا.

وبالتزامن مع كل ذلك، لا تتوقف حكومته ولا جيشه عن مواصلة أبشع الممارسات العدوانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ومقدراته، وبالأمس كشفت المصادر عن الحفريات التي تواصلها سلطات الاحتلال تحت المسجد الأقصى وفي مدينة القدس والتي تبدأ بعد منتصف الليل وتنتهي في الصباح الباكر، حتى لا تلفت الأنظار إليها، ناهيك عن عمليات السرقة لتراث المدينة وسياسة تهويدها وطمس معالمها العربية وهويتها الثقافية والدينية.

لذا فإن حكومة من هذا النوع، تثبت بالدليل القاطع أنها لا تسعى سوى لتنفيذ أطماعها التوسعية الكولونيالية، والتي تصادر من خلالها الحقوق الفلسطينية العادلة والمشروعة التي كفلها القانون الدولي، حكومة لا تفهم لغة التفاوض ولا تسعى لأي حل سلمي، طالما أنها قادرة على فرض رؤيتها دونما تدخل دولي، وأمام عجز فلسطيني وعربي.

والأمر الذي يتطلب موقفا ًجاداً وسريعاً من القيادة الفلسطينية، برفض أي دعوة إسرائيلية للتفاوض دون مرجعيات واضحة وحقيقة، والعمل على فضح سياسات الاحتلال وتعريته أمام العالم، من أجل محاكمته قضائياً في المحاكم الدولية على جرائمه ضد الفلسطينيين، وتكريس الجهود نحو توحيد الصف الداخلي من أجل مواجهة نظام الأبرتايد الذي تمارسه "إسرائيل" بحقنا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required