مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع ارتفاع درجات الحرارة المتزايدة في هذا الصيف الملتهب، ووصولها إلى ذروتها اليوم بعد الإعلان عن تأثر منطقة شرق المتوسط بامتداد سطحي للمنخفض الموسمي الهندي مع مرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا، ووصول درجات الحرارة إلى أعلى من معدلها السنوي بنحو 9 درجات، كما توقعت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، تتصاعد التوقعات بانقطاع التيار الكهربائي بسبب الاستهلاك المتزايد للكهرباء، خاصة في وقت الذروة، وقد شهدنا ذلك خلال العامين الماضيين وما أتيا به من حر شديد.

وعلى الرغم من الدعوات الحثيثة للمواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء وخاصة في ساعات الذروة في فصل الصيف وهي ما بين الساعة 12 ظهراً وحتى الساعة 5 مساء؛ لتخفيف الضغط عن الأحمال وبالتالي تجنب انقطاعات الكهرباء التي قد تحدث، إلا أن ما يزيد من احتمالية هذا الانقطاع بل ويؤكد عليه، ليس الاستهلاك المتزايد للطاقة الكهربائية بسبب الحر الشديد كما هو معتاد فحسب، بل يضاف إلى ذلك ما أعلنته شركة كهرباء محافظة القدس مع بداية الأسبوع الجاري عن إمكانية انقطاع التيار الكهربائي "لفترات قصيرة ومحدودة" على حد تعبيرها لكنها ستكون طويلة في هذا الحر المطبق، في مختلف مناطق امتيازها، نتيجة تعطل إحدى محطات توليد الكهرباء الإسرائيلية بسبب الطلب المفرط على الكهرباء في إسرائيل خلال موجة الحر التي تجتاح المنطقة، وتوقف إمدادات الغاز المصري وعدم وجود بدائل رخيصة.

حيث قال المهندس هشام العمري مدير عام الشركة، "إن أحد مولدات الكهرباء لدى الشركة القطرية الإسرائيلية توقف عن العمل، وأن إصلاحه سيستغرق عدة أشهر، الأمر الذي سيؤثر على جودة الكهرباء التي تحصل عليها "كهرباء القدس" من إسرائيل، وحدوث عدم توازن ما بين الطلب على استهلاك الكهرباء والقدرة على توفيرها في اللحظة نفسها.

وكانت بالفعل قد حذرت شركة كهرباء إسرائيل الأسبوع الماضي الإسرائيليين من إمكانية انقطاع التيار الكهربائي بسبب موجه الحر الشديد، حتى بدأت تعاني العديد من المدن "الإسرائيلية" من انقطاعات وتشويشات على التيار الكهربائي، لتعلن شركة الكهرباء عن حالة طوارئ. مؤكدة أن ما يحدث اليوم لا يشكل شيئا في حال استمر الوضع الراهن في استخدام الكهرباء، فالأيام القادمة قد تشهد انقطاعا متواصلا وتأثير كبير على الوضع الاقتصادي في "إسرائيل" كما أفادت جريدة القدس.

والحقيقة أن آثار موجة الحر هذه لا تقتصر على التحذير من خطر حدوث ضربات الشمس، جراء التعرض المُباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة وذلك منذ ساعات الصباح المُتأخرة وحتى ساعات المساء في مُعظم المناطق، والذي حذرت منه كل الجهات، وأوصت بالإكثار من شرب السوائل الباردة و المُرطبة، إلا أن السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه اليوم على الجهات المسؤولة؟ كيف استعدت تلك الجهات لمواجهة أي انقطاع في تيار الكهرباء قد يحدث أضراراً جسيمة على المستوى الصحي أولاً، فيما يتعلق بالمستشفيات والمراكز الطبية والمخبرية وتوابعها، وكذلك على المستوى الاقتصادي.

ففي كل مرة نواجه فيها أزمة طبيعية، سواءً جراء ظروف جوية سيئة، أو أوضاع بيئية أو كارثية طارئة، نطرح ذات التساؤل، ما هو مدى الجهوزية والاستعداد لمواجهة مثل هذه الحالات لتفادي وقوع خسائر وأضرار في الأرواح البشرية بالدرجة الأولى؟ فهل فرق الدفاع المدني على استعداد لإنقاذ من قد يحتجزوا في المصاعد الكهربائية بالسرعة المطلوبة في حال انقطاع التيار فجأة؟ خاصة في المباني العالية، وكذلك الجاهزية في المستشفيات، وخاصة المرضى ممن يعيشون على الأجهزة الكهربائية، أو الأطفال الرضع في الحاضنات، أو العينات المخبرية؟

فإذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي ستشهد تأثراً اقتصادياً بسبب التوقعات بانقطاع التيار الكهربائي، وهي التي تمتلك منظومة اقتصادية تضاهينا بأضعاف مضاعفة، فكيف سينعكس ذلك على اقتصادنا المتهالك أصلاً، خاصة مع استعداد الكثيرين من التجار وأصحاب المحال التموينية لاستقبال رمضان، وشرائهم لكميات كبيرة من المجمدات واللحوم وغيرها والتي تحتاج أن تحفظ باردة في ظل هذا الطقس الحار، وإلا فسدت على الفور.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى وضع قطاع غزة وأهله في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، والذي لا يقتصر على أوقات محددة كارتفاع درجة حرارة أو انخفاضها، وإنما هي أزمة متواصلة منذ سنوات، لا تعرف صيفا ًولا شتاءً ولا امتحانات توجيهي ولا شهر رمضان ولا غيره، وسقط بسببها الكثير من الضحايا، وهي مستمرة حتى على الرغم من دخول الوقود القطري والإسرائيلي لمحطة الكهرباء.

نأمل أن تمر موجة الحر هذه على خير، دون أضرار أو خسائر، وفي حين لا حيلة للمواطن أمام هذه الحر، يتوجب على الجهات المسؤولة أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه الظروف الجوية السيئة، وتوجيه المواطنين، والمستشفيات والجهات المختلفة للتعامل معها بحيطة وحذر.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required