مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا يدري المواطن الفلسطيني من أيهما يشتكي أولاً، من احتلال ظالم يمارس ظلمه وعدوانه حتى في شهر رمضان، أم من أوضاع معيشية صعبة فرضها عليها أبناء جلدته، ما بين أسعار مرتفعة بالتزامن مع رمضان، وأقرب لأن تكون أسعاراً سياحية وليست رمضانية كما يشير كاريكتير "الأيام" اليوم، وما بين نصف راتب تبخر قبل أن يصل على الجيوب، ووعود من السلطة بتسليم راتب الشهر الحالي إذا ما التزم الأخوة العرب بوعودهم المالية، وبين هذا وذاك يقف المواطن حائراً مهموماً مقهورا.

أما الاحتلال الإسرائيلي فهو ماض كعادته في تسلطه وجبروته، للتنغيص على المواطن الفلسطيني الذي يسعى لاستغلال شهر رمضان في الطاعة والعبادة، لكن الاحتلال يأبى إلا أن يعكر عليه صفو عبادته، فاليوم أفادت المصادر الإخبارية باقتحام عشرات المستوطنين لباحات الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، الذين قاموا بتأمين وصولهم وتجولهم في باحات المسجد.

وقد تواصلت هذه الاقتحامات منذ بدء رمضان وحتى من قبله، وبصورة مستمرة ومستفزة لمشاعر المصلين بل الفلسطينيين عامة، وليس هذا فحسب بل كان المستشار القانوني لحكومة الاحتلال "يهودا فاينشتاين" قد ادعى الأسبوع الماضي بأن الحرم القدسي الشريف هو جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة العبرية، في تصريح مستفز وغير مقبول، يكشف عن نوايا الاحتلال تجاه المسجد الأقصى.

وفجر اليوم الإثنين 30/7/2012 قتل الجيش الإسرائيلي عاملاً فلسطينياً لم يجد ما يسد به جوع أطفاله، إلا العمل داخل "إسرائيل"، وهو الشهيد حسن بديع عمر الطبر (46 عاما) من بيتللو غرب رام الله، وأصاب اثنين آخرين أحدهما بجراح خطيرة، عندما أطلق جنودٌ النار على سيارة تقل عمالاً متوجهين إلى القدس قرب حاجز الزعيّم شرقي المدينة المقدسة.

ورغم أن جيش الاحتلال ليس بحاجة لمبرر أو ذريعة ليقوم بما قام به من عمل وحشي، إلا أنه ادعى أن إطلاق النار جرى باتجاه سيارة رفضت التوقف على الحاجز، بينما نفى العمال الذي كانوا يستقلون السيارة الرواية الإسرائيلية جملةً وتفصيلاً.

وأكد عدد من العمال الذين كانوا يستقلون السيارة أن ادعاءات شرطة الاحتلال بأن السيارة اقتحمت الحاجز هي تدليس وادعاءات كاذبة، نافين إمكانية قيام عمال كانوا في طريقهم إلى مكان عملهم بمثل هكذا عمل، وقالوا إن من يشاهد مكان السيارة يدرك تماماً أنها تعرضت لإطلاق النار قبل وصولها إلى الحاجز.

وفي كل يوم تمارس سلطات الاحتلال، اقتحماتها وعدوانها بحق الفلسطينيين، فيوم السبت الماضي 28/7/2012ـ اقتحمت عدة أحياء في مدينة نابلس واعتقلت عدد من المواطنين، مثيرة حالة من الرعب والفزع بين المواطنين مستبيحة ًمناطق السلطة دون حسيب أو رقيب، في صورة لا تدع مجالاً للشك بأن هذه السياسة العدوانية لا يمكن أن يبنى معها أي سلام، ولا أمل لمفاوضات أو اتفاق مع هكذا تطرف يبسط سلطته على الأرض، غير آبه بالمجتمع الدولي ولا بالاتفاقات والمواثيق الدولية التي تقول بعدم شرعية مستوطناته التي يوسعها ويبنيها على أراضي الضفة الغربية.

فيما يقف العالم متفرجاً وعاجزاً عن ردع "إسرائيل" ومساءلتها، وتقف السلطة الفلسطينية عاجزة عن مواجهتها ومنعها، يطرح المواطن المكلوم التساؤل التالي: ما الحل في مواجهة آله الحرب الإسرائيلية هذه وعدوانها، في الوقت الذي لم يعد من المقبول ولا المجدي أبدا ًالحديث عن مفاوضات مع هكذا حكومة متطرفة، وإن كانت، فهي لن تكون إلا لتخدير الجراح، وإضاعة الوقت ودرء ما يمكن درءه من خسائر، وحتى كل ما سبق لبس مؤكداً مع كيان معتد كإسرائيل، لا يحترم أي اتفاقات ولا معاهدات.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required