مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في صورة تفضح ما تدعيه دولة الاحتلال من ديمقراطية زائفة، وتؤكد على عنصريتها المتأصلة أيدت ما تُسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية قرار حكومة الاحتلال بهدم ثمان قرى فلسطينية جنوب مدينة الخليل بحجة أنها تقع في منطقة إطلاق نار وتدريب للجيش الإسرائيلي، الأمر الذي من شأنه أن يخلق كارثة إنسانية.

وكانت جمعية الحقوق المدنية في "إسرائيل" وسكان 12 قرية جنوب مدينة الخليل قد تقدما بشكوى لدى المحكمة بعدما باشرت دولة الاحتلال إجلاء قرويين فلسطينيين بدعوى أنهم يقيمون على أرض مخصصة للتدريب العسكري. والشهر الماضي قررت الدولة العبرية أن تسمح لسكان أربع من هذه القرى بالبقاء في منازلهم، في حين يسمح للآخرين بالتوجه إلى المنطقة للقيام بأعمال زراعية خلال فترات عدم إجراء تدريب عسكري (نهاية الأسبوع وأيام الأعياد اليهودية) وشهرين كل عام.

وقالت المحكمة في قرارها "بالنظر إلى الطابع المعقد للموضوع، ولمنح الشاكين الوقت لإعداد شكواهم المقبلة، فان الأوامر والاتفاقات المؤقتة بين الجانبين (التي تحول دون عملية الإجلاء) تبقى من دون تغيير حتى الأول من تشرين الثاني 2012، الأمر الذي ينسجم مع الوقت الذي طلبه الشاكون لبلورة موقفهم".

وبهذا تمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنكيلها وقمعا لأبناء الشعب الفلسطيني في مسلسل إذلال متواصل، مستخدمة مختلف أدواتها من آليات عسكرية ومحاكم ظالمة ومنحازة، ولا تعدو كونها أداة من أدواتها الاستعمارية، لتمرر من خلالها مخططاتها التوسعية.

لقد عانى أهالي القرى الثمانية، صنوف العذاب الشتى التي أذاقها إياهم الاحتلال من أجل ترحيلهم، لكنهم ورغم هذه المحاولات الشتى، أبدوا مقاومة صلبة وتحد عال، في ظل ضعف مقومات الصمود بل وضعف الاهتمام الرسمي والشعبي بهم، ما جعلهم لقمة سائغة في مهب المخططات الإسرائيلية التي ترمي لتهجير السكان من موطنهم الأصلي وهو مخطط عمدته منذ ما يزيد على 67 عاماً، من أجل احتلال الأرض والسيطرة على منافعها.

والحديث عن العنصرية الإسرائيلية لا يتوقف، فدولة إسرائيل التي تتشدق بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، عدلت في نهاية تموز الماضي أنظمتها القانونية، بحيث لم تعد تسمح لأي شخص لا يحمل الهوية الإسرائيلية أو جواز سفر أجنبي برفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الإسرائيلية بغض النظر عن القضية، التي ينوي رفعها، وأياً كانت الجهة التي سيقاضيها، الأمر الذي سيخلق معه الكثير من المشاكل والتبعات العنصرية تجاه الفلسطينيين، هذه العنصرية التي لم تتخل عنها يوما ً المحاكم الإسرائيلية التي حكمت بالسجن 45 يوماً على قناص إسرائيلي قتل امرأة وابنتيها في قطاع غزة خلال العدوان الذي وقع عام 2009 على قطاع غزة، بعد أن تغيرت التهمة المنسوبة إليه من القتل إلى استخدام السلاح بطريقة غير قانونية، في صورة تؤكد على انحياز هذا القضاء وعدم نزاهته أو إنسانيته، بل وبصورة استهزائية ترخص حياة الفلسطينيين، وتبخس بها، فيما ذات القضاء يحكم بالمؤبدات على الفلسطينيين، ويحتجز جثثهم لسنوات وعقود بعد الموت.

إن المطلوب الوقوف الرسمي والشعبي في وجه هذه المخططات، وتوفير مقومات الصمود وكل أنواع الدعم المادي والمعنوي والاهتمام الإعلامي، لأهالي القرى الثمانية من أجل مواجهة هذا الترانسفير بحق أصحاب الأرض، فمن المعيب أن تتابع المنظمات الحقوقية الإسرائيلية مثل هذه القضايا، فيما تنأى المؤسسات الفلسطينية عن نفسها بها.

كما أن على المجتمع الدولي أن يخرج عن صمته، وينحاز للقضية الفلسطينية العادلة ويعمل على مساءلة ومحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاتها اللا إنسانية واللاأخلاقية وعلى جرائم الحرب التي تمارسها بحق الفلسطينيين، وإجبارها على الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية التي تلزمها بالتوقف عن هضم حقوق الفلسطينيين.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required