مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أثار الارتفاع الحاد في الأسعار عالميا ردود فعل كبيرة لدى قطاعات واسعة من المواطنين في بعض الدول ، خاصة الأردن الذي شهد أمس حركة احتجاج واسعة من قبل أكثر القطاعات تأثرا بهذا الارتفاع ما دفع بالعاهل الأردني إلى تجميد العمل بقرار رفع تلك الأسعار.

فلسطينيا بدا صوت الاحتجاج خافتا وضعيفا، ولم تول وسائل الإعلام المكتوبة اهتماما بهذه القضية على خطورتها، رغم أن الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية هي الأكثر سوءا وتدهورا، ويزيد من تدهورها الارتفاع الأخير في أسعار الوقود والسلع الأساسية مثل الحليب والبيض ومنتجات الألبان والخضار أيضا.

وفي هذا الشأن تشير المعطيات الرسمية –على سبيل المثال- إلى أن زيادة غير مسبوقة سجلت في أسعار الوقود خلال الأعوام الثلاثة الماضية وصلت إلى 55% ، وفق إعلانات وزارة المالية ذاتها، في حين لم تسجل سوى زيادة بنسبة 9% فقط على رواتب الموظفين في القطاع العام. بينما أوضاع العمال ليست أفضل حالا بالنظر إلى العدد الكبير من العاطلين عن العمل في الأراضي الفلسطينية الذي بلغ حتى الربع الأول من العام الحالي 232 ألف عاطل، من بينهم (127) ألفا في الضفة الغربية، وحوالي (105) آلاف في قطاع غزة، في حين وصل معدل الأجر اليومي للمستخدمين بأجر إلي (87.4) شيكل في الضفة، مقابل (64.3) شيكل في غزة، وفق إحصائية الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نشرت في الخامس عشر من آب المنصرم.

وكانت سجلت الأسعار في الضفة الغربية خلال شهر تموز 2012 ارتفاعاً بنسبة 0.52% ، ونتج هذا الارتفاع بصورة رئيسية عن ارتفاع أسعار مجموعة المواد الغذائية والمشروبات المرطبة بنسبة 1.32%، ومجموعة السلع والخدمات الترفيهية والثقافية بنسبة 0.62%، ومجموعة خدمات المطاعم والمقاهي والفنادق بنسبة 0.48%.

إن الارتفاع الجديد على الأسعار غير المسبوق، والذي يضرب دولا عديدة في المنطقة، يستوجب من حكومة رئيس الوزراء د. سلام فياض اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لمواجهة هذه الأزمة، من قبيل إقامة شبكة أمان اجتماعي لقطاعات كبيرة من المواطنين المتضررين، وإلا فعليها تحمل نتائج وتبعات هذه الموجة من الارتفاع الحاد للأسعار، وأن توفر البدائل التي تعين المواطن على الصمود والتحمل، مع الخشية من أن فشل الحكومة في اتخاذ بعض الاجراءات التقشفية قد تؤدي إلى تململ اجتماعي، في وقت تزداد فيه معدلات الفقر والبطالة، وعجز كثير من الأسر عن تلبية الاحتياجات الأساسية لأفرادها، ما اضطرها إلى دفع حتى الأطفال إلى سوق العمل، وهو ما أشار إليه البيان الأخير للجهاز المركزي للاحصاء، حيث وصلت نسبة عمالة الأطفال ما بين (10-17 سنة) في الأراضي الفلسطينية إلى (4.9%) ، بواقع (6.7%) في الضفة الغربية و(1.9%) في قطاع غزة.

وبدون إجراءات تقشفية حقيقية وتقليص في النفقات غير الضرورية، فإن الضائقة ستتواصل، علما بأن السلطة تعلني أصلا من أزمة مالية خانقة، تجعلها غير قادرة على القيام بإجراءات حازمة وحاسمة، لمواجهة الموجة الجديدة من ارتفاع الأسعار التي أضرت بشكل واضح بالفئات الفقيرة والفئات المتوسطة التي باتت غير قادرة على توفير احتياجاتها الأساسية، وفق ما أكدته الحملة الشعبية لتشجيع المنتجات الفلسطينية " راصد" ، في تقرير خاص أصدرته بهذه المناسبة. وهي "معاناة تضاعفت في ضوء انعدام التدخل الحكومي المباشر أو غير المباشر لحماية المستهلك وتوفير الدعم للسلع الأساسية، ومراقبة الأسعار في السوق الفلسطيني ومنع الاستغلال والاحتكار، ما يستوجب تدخلها من عدة جوانب أهمها دعم أسعار القمح، والتعجيل في مشروع بناء صوامع القمح لتوفير مخزون استراتيجي منه كمادة أساسية وضبط سعره".

لقد ارتفعت الأسعار ومع ارتفاعها، هناك من ارتفع ضغطه... في حين عبر البعض عن رجاء وأمل بأن تسارع الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء واقع معيشي بات المواطن فيه غير قادر حتى على تأمين مستلزماته اليومية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required