مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

حظيت الاجتماعات المتتالية للقيادة الفلسطينية على مدى اليومين الماضيين بأهمية خاصة كما يرى مسؤولون فلسطينيون ومراقبون تابعوا هذه الاجتماعات التي ناقشت ملفات ساخنة، كما نقل عن محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فيما أكدت مصادر موثوقة أن المجتمعين ناقشوا كافة الخيارات، بما في المطالبة بمراجعة شاملة لاتفاق أوسلو، والتفاهمات المترتبة عليه، بما في ذلك إعادة النظر في التنسيق الأمني.

وحتى الآن، فإن ما تمخض عن هذه الاجتماعات من قرارات من قبيل توجه القيادة الفلسطينية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول منها على الاعتراف بفلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، يظل مجرد خيار من بين خيارات أخرى تدرسها القيادة في التعامل مع التحديات الراهنة التي تثقل عليها، في ظل حالة الجمود الحالية على الصعيد السياسي، والضغوط الهائلة التي ترزح تحتها إقليميا ودوليا، في وقت تطالب فيه بمزيد من التنازلات، كان أولى أن تطالب بها إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة الموغلة في الاستيطان.

إن الظروف الصعبة التي تحيط بالسلطة الوطنية وبمنظمة التحرير الفلسطينية حيث تواجه الأخيرة محاولات محمومة للنيل من تمثيلها، والتشكيك في هذا التمثيل، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي تواجهه السلطة وتفاقم أزمتها المالية على وجه الخصوص، تضع القيادة الفلسطينية في وضع لا تحسد عليه، خاصة مع استمرار الضغوط الأمريكية والدولية عليها، ومحاولة ابتزازها سياسيا لمنعها من التوجه إلى الأمم المتحدة، وإرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات دون مقابل، ودون تعهد أمريكي ودولي بإرغام إسرائيل على إبداء ليونة في مواقفها، وتقديم تنازلات، .

فهل تفلح هذه الضغوط في ثني القيادة الفلسطينية عن التراجع عن مواقفها، أو الرضوخ للابتزاز الدولي وحتى العربي، في وقت زادت في إسرائيل من وتيرة التصعيد في ملف الاستيطان، بعد قرار الحكومة الإسرائيلية مؤخرا الاعلان عن بناء جامعة في مستوطنة أرئيل ، ومحاولة إضفاء الشرعية على أكثر من أربعين مستوطنة في الضفة الغربية أقيمت جميعها بصورة غير قانونية، وكانت تشكل على الدوام نقطة خلاف رئيسية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل دفعت الرئيس محمود عباس أبو مازن قبل نحو عامين لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات.

الجواب على هذا التساؤل أشار إليه جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حين قال أن الرئيس محمود عباس، و خلال خطابه في السابع والعشرين من الشهر الجاري بالأمم المتحدة سيشرح سبب توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة في ظل سياسة اسرائيل لتهويد فلسطين ومحاولة إلغاء دور السلطة، اضافة الى وصول عملية السلام الى طريق مسدود في ظل التعنت الاسرائيلي الدعم الامريكي، وربما يشي هذا التصريح بإمكانية أن لا يتم التوجه في هذه المرحلة إلى الجمعية العامة، فيما لو استجيب لبعض المطالب الأساسية للفلسطينيين وأهمها وقف الاستيطان..

مع ذلك يبدو أن مجمل التحديات التي تواجهها القيادة الفلسطينية، في هذه المرحلة، قد تدفع بهذه القيادة إن حظيت بدعم شعبها إلى اتخاذ قرارات ترقى إلى مستوى هذه التحديات وخطورة ما تمر به القضية الفلسطينية، حيث تتعالى الدعوات داخليا ومن قبل بعض الفصائل المنضوية في إطار منظمة التحرير إلى حل السلطة، بل أن بعض الدعوات تذهب إلى أبعد من ذلك بمطالبتها القيادة الفلسطينية إلى إلغاء اتفاقية أوسلو، مع ما يعنيه ذلك من خلط كامل للأوراق والعودة بالقضية الفلسطينية إلى مربعها الأول وهو ما سيترتب عليه نشوء أوضاع جديدة، قد يكون من الصعب السيطرة عليها أو توقع نتائجها.

تأتي هذه الدعوات في وقت دعا فيه روبرت سيري المنسق الخاص للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى إنقاذ السلطة الوطنية من الانهيار محذرا من تلاشي مشروع حل الدولتين، بفعل الاستيطان وعنف المستوطنين والانقسام وهي أمور لا تساعد عملية السلام ودفعها إلى الأمام كما قال سيري.

إن تجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها القيادة الفلسطينية حاليا تستوجب بداية تمتين جبهتها الداخلية، وإنهاء الانقسام وأن يكون التوجه بداية إلى إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير ، والعمل على إنهاء الانقسام، لأن استمرار الانقسام ومواصلة تهميش دور المنظمة يضعفان السلطة والمنظمة على حد سواء، ويحدان من القدرة على مواجهة التحديات.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required