مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الأنباء الواردة من الخارج تفيد بأن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قرر أن "يستريح"، أو ربما تكون "استراحة المقاتل" كما وصفها بالأمس د. صلاح البردويل أحد القيادات البارزة في حماس من قطاع غزة.

اللافت في هذا القرار هو تزامنه مع تشديد الحراسة على موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس حيث يقيم في القاهرة، وقوله في تصريحات صحفية نشرت مؤخرا بأن تشديد الحراسة عليه مرده الخشية من التعرض للاغتيال، دون أن يشير إلى الجهة التي ستغتاله.. فهل مرد هذا القلق تطورات ما يجري حقيقة من صراع بين قيادتي حماس في الداخل والخارج.. خاصة أن أبو مرزوق يطمح كما تفيد المعلومات بالعودة إلى قيادة المكتب السياسي لحماس وهو الموقع الذي كان تخلى عنه قبل سنوات لصالح مشعل.

المعطيات بهذا الشأن تفيد بأن خالد مشعل واجه بعد توقيعه اتفاق المصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن معارضة شديدة من قبل التيار المتشدد في قطاع غزة بقيادة محمود الزهار، ومن قبل قيادات بارزة في هذا التيار رأت في اتفاق المصالحة تنازلا مؤلما من قبل الحركة لصالح الرئيس عباس الذي ينظر إليه في أدبيات التيار المتشدد في حماس على أنه رمز للتنازلات المجانية لصالح "العدو الإسرائيلي".

ومع تنامي هذا العداء للرئيس الفلسطيني، واستمرار العلاقة الطيبة المتنامية أيضا بين مشعل والرئيس الفلسطيني، اتخذ التيار المتشدد في حماس توجهات خرجت عن إطار الالتزام الحركي بتوجهات رأس الهرم في الحركة سواء على مستوى توجهاته الداخلية المتعلقة بالانقسام وضرورة إنهائه، أو على مستوى العلاقة مع حلفاء الأمس في محور ما يسمى بالمقاومة الذي كان حتى عهد قريب يضم إضافة إلى حماس كل من: حزب الله اللبناني، وسوريا ، وإيران، وهو محور عصفت به رياح الربيع العربي، و"عاصفة" الثورة السورية المستمرة، كان من نتائجها الأولى خلخلة الوجود المادي لحماس في سوريا وفقدان قيادتها في الخارج لواحدة من أهم قواعد الارتكاز، المدعومة والممولة من إيران.

في هذا السياق يمكن فهم التوجه الذي قاده محمود الزهار ممثلا لقيادة حماس في الداخل حيال إيران وتأكيده على عمق العلاقة الاستراتيجية بين حركته والجمهورية الإسلامية في إيران، بل أن بعض التقارير تحدثت مؤخرا عن زيارة سرية قام بها الزهار إلى لبنان التقى خلالها حسن نصر الله زعيم حزب الله، وفيما لو صحت هذه المعلومات بشأن اللقاء، فإن الرسالة التي أراد الزهار إيصالها لمشعل قد وصلت، وهي تحمل كثيرا من التحدي لقيادته وسلطاته، وانتقاصا من نفوذه داخل المكتب السياسي لحماس، وهو نفوذ كان بدأ يتقلص في الدورة الأخيرة التي سبقت انتخاب مشعل لزعامة المكتب السياسي، قبل أن يتم التوافق عليه بين قيادة الحركة في الداخل والخارج، رغم معارضة الزهار الشديدة لهذا القرار، واستمراره في مناكفة مشعل، وهي مناكفة وصلت في الآونة الأخيرة حد الاستعداء الشديد لمشعل ، وللرئيس محمود عباس على حد سواء.

لهذا السبب، وربما لأسباب أخرى قد تتكشف في قادم الأيام، يأتي قرار مشعل بعدم الترشح لرئاسة المكتب السياسي للحركته لمرة أخرى، لكن يبقى السؤال: هل فعلها مشعل "كمقاتل قرر أن يستريح..." ؟ أم أنها بدايات "الربيع الفلسطيني"... يتبعها تنحي آخرون عن مواقعهم... لا أحد يدري...!!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required