مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

باتت شخصية نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الأكثر جدلا في الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية على خلفية المواقف الموغلة في العنصرية والتطرف التي يطلقها هذا الوزير الإسرائيلي والذي يرئس حاليا واحدا من أكبر الأحزاب اليمينية المتطرفة في إسرائيل ويشكل حزبه ركنا أساسيا من الائتلاف اليميني المهيمن على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

فالرجل الذي يكن العداء لكل ما هو عربي، بات ألأكثر حضورا في الحلبة الإعلامية على خلفية تصريحاته النارية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حتى وصل فيه الحد إلى المطالبة بقطع التنفس الاصطناعي عن السلطة الفلسطينية ورئيسها، وهي تصريحات اعتبرتها القيادة الفلسطينية دعوة صريحة للقتل، وحذرت من تداعياتها محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن هذه التصريحات العنصرية.

صحيح أن وزير الجيش الإسرائيلي إيهود باراك حاول التنصل رسميا من تصريحات زميله في الحكومة، مدعيا أنها لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية، إلا أن النفي هذا من قبل باراك لا ينفي حقيقة الواقع الإسرائيلي حيث سجل منسوب العنصرية فيه على المستوى الرسمي ارتفاعا كبيرا منذ تسلم الحكومة الإسرائيلية مهامها، وهي حكومة يسيطر عليها ائتلاف هو الأكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية.

ومثل هذا التطرف، وإن كان يتجه ببوصلته أساسا نحو الفلسطينيين قمعا ونهبا لأراضيهم، واستهدافا لكيانيتهم الوطنية، إلا أنه يتجه أيضا نحو المجتمع الإسرائيلي ذاته، وليس بمنأى عنه قوى وأحزابا وشخصيات إسرائيلية يسارية، إضافة إلى استهداف وجود أكثر من مليون فلسطيني داخل الخط الأخضر هم في نظر ليبرمان وقوي اليمين في إسرائيل خطر يتوجب التخلص منه، ويكاد يكون واحدا من أبجديات التحول في الفكر السياسي الإسرائيلي ويشدد على يهودية الدولة، واعتبار القدس عاصمة للشعب اليهودي، وفي ذلك من المدلولات ما يشير إلى التحولات الخطيرة في مجتمع تهيمن عليه قوي اليمين ورموزه أمثال ليبرمان ونتنياهو، ومن قبلهما رئيس الوزراء ووزير الجيش الأسبق أرئيل شارون، الذي لم يخف رغبته في التخلص من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وما أشبه اليوم بالبارحة.

وحتى نفهم خلفية تصريحات ليبرمان الأخيرة ضد الرئيس محمود عباس، من المهم التعرف على هذا الرجل، الذي يرشحه كثيرون لحكم إسرائيل في المستقبل رئيسا لوزرائها، وهو طموح لا يخفيه، رغم ما يثار ضده من اتهامات بالفساد. فليبرمان معروف بأكثر المواقف عدائية ضد الفلسطينيين عموما، وهو صاحب فكرة الترانسفير كحل لإنهاء الصراع، وهو من عرض في العام 2006 اقتراحا لحل الدولتين مع تشديد في مضمون الاقتراح على "تبديل أراض" لضمان أغلبية يهودية في دولة إسرائيل، ولهذا طالب بإدخال تعديلات في "حقوق المواطنة" بحيث يُلزم كل مواطن في إسرائيل التوقيع على "إعلان وفاء" لدولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ولمبادئها ولقوانينها.

على هذه الخلفية من تاريخ حافل بالمواقف المتطرفة، يمكن أن نفهم تصريحات ليبرمان المتواصلة ضد الرئيس محمود عباس، لكنها تصريحات تعكس مواقف تيار مركزي في إسرائيل لا يضع بالمطلق أي ثقة بالفلسطيني، وإلا ما معنى أن يغضب ليبرمان ومعه رئيس وزرائه من خطاب الرئيس الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتهمانه بأنه ليس شريكا للسلام..!

تاريخ يكرر نفسه... فذات يوم تحول الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى "غير ذي صلة" في نظر رئيس الوزراء ووزير الجيش الأسبق أرئيل شارون.

واليوم الرئيس محمود عباس "ليس شريكا للسلام"...في نظر رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ونائبه ليبرمان...!!

إذن بماذا يفكر ليبرمان ونتنياهو؟.... وهل التفوهات التحريضية الصادرة عن الرجلين هي الاستثناء، أم أنها القاعدة التي تحكم توجهات الطبقة السياسية الرفيعة المهيمنة على القرار السياسي والعسكري في إسرائيل؟

على هذه التخوفات تأتي تحذيرات القيادة الفلسطينية بشأن تصريحات ليبرمان، واعتبارها تحريضا على القتل.. ليس بالضرورة أن يحدث على الفور لكنها دعوة للقتل المؤجل.. فهل يدرك ليبرمان وهو نائب لرئيس الوزراء الإسرائيلي وعضو في اللجنة الأمنية المصغرة خطورة تصريحاته..؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required