مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

حين قرر المزارعون الفلسطينيون تبكير قطف محصول الزيتون فيما تبقى من أراضيهم ، لم يخطر في بالهم أن أعداء الزيتون من المستوطنين، وعدائهم له سبقهم هذه المرة أيضا إلى الحقول فبكروا باعتداءاتهم على قاطفيه من الرجال والنساء والأطفال.

ما حدث في قرية كفر قدوم بمحافظة نابلس، وما جرى في بلدة يطا بمحافظة الخليل قبل يومين من اعتداءات على المزارعين وقاطفي الزيتون، مؤشر على أن منسوب العداء للزيتون في ارتفاع مستمر، حتى بعد أن تخلى الحقول من أصحابها بالقوة ل"يبرطع" فيها المعتدون اقتلاعا للأشجار وحرقا لها وسرقة للزيتون ذاته، بعد أن تكون كل حبة فيه قد امتزجت بعرق أصحابه الفلاحين.

حدث ذلك أيضا في القدس، وتحديدا في بلدة شعفاط، حين هاجم مستوطنو "ريخس شعفاط" حقول البلدة ودمروا زيتونها، ولم يمكنوا أصحابها من جني محاصيلهم. اللافت هنا أن جل هذه الاعتداءات تتم على مرأى من الجنود الإسرائيليين الذين يستنفرون لحماية المعتدين، والتعرض بالقوة للضحايا من المزارعين وهم يدافعون عن أنفسهم، وعن زيتونهم الذي بات هدفا مفضلا للمستوطنين.

وقبل ذلك كان مستوطنون قدموا من مستوطنة "ميغرون" المقامة في منطقة شرق رام الله اعتدوا على ثلاثة مزارعين من قرية مخماس لمجرد أنهم تواجدوا في أرضهم لتفقد أشجار الزيتون وسلامتها من القطع والتلف، وتهيئة الأرض بإزالة الأشواك منها.

لقد بات تغول المستوطنين في الآونة الأخيرة يأخذ أشكالا عدة، ولم يعد مقتصرا على استهداف الزيتون وزارعيه، بل هي منظومة من الاعتداءات تشمل السيطرة على أراضي الفلسطينيين ونهبها، وتوسيع المستوطنات، واستهداف المقدسات وأماكن العبادة، عدا التعرض لحياة المواطنين بالقتل والإصابة.

ووفقا لأحدث تقرير أصدرته وزارة الزراعة الفلسطينية، فقد شملت اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه خلال شهري ايار وحزيران 2012 لوحدهما مختلف الانشطة الزراعية، حيث تم تدمير حظائر لتربية الابقار والأغنام والدواجن، وكذلك تجريف الاراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية وقطع وحرق للأشجار المثمرة، بالإضافة الى تدمير مصادر المياه الزراعية. ولا تشمل هذه الاعتداءات الشهور الثلاث الأخيرة، والتي سجلت خلالها عشرات الاعتداءات على أراضي المزارعين لتنهي هذه الأيام بالاعتداءات اليومية على قاطفي الزيتون.

إن هذه الاعتداءات ما لم تكن بتحدث لولا ما تحظى به من رعاية رسمية إسرائيلية، لا تعطي بالاً للتحذيرات الفلسطينية والدولية بهذا الشأن في وقت تؤسس فيها تصريحات القادة الإسرائيليين المحرضة على الفلسطينيين وقيادتهم السياسية لمثل هذا الواقع من التطرف، وهو ما يتطلب تحركا فلسطينيا على أكثر من صعيد لإرغام الحكومة الإسرائيلية على وقف تعديات مستوطنيها على الأرض الفلسطينية .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required