مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

سجلت الأيام القليلة الماضية تصعيدا إسرائيليا ملحوظا ضد الفلسطينيين ، متخذا شكل العدوان اليومي على قطاع غزة، في حين اتخذ التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية تصاعدا في اعتداءات المستوطنين اليهود ضد المزارعين الفلسطينيين مستهدفة على نحو خاص محصول الزيتون بالحرق والاقتلاع والتخريب.

عدوان وتصعيد يحملان رسائل عديدة للفلسطينيين ولقيادتهم المصرة على المضي قدما في طلبها المقدم إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية دولة غير عضو، ما يعني مزيدا من الابتزاز السياسي والحصار المالي ليس على السلطة الفلسطينية فحسب، بل أيضا على المنظمة الدولية ذاتها، وهو ما كشفته بالأمس تقارير إعلامية نقلا عن مصادر غربية وفلسطينية تحدثت عن ضغوط أميركية كبيرة تمارسها الإدارة الأمريكية على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمنع الحصول على تأييد للطلب الفلسطيني بالحصول على عضوية الدولة غير العضو، تحت طائلة التهديد بوقف المساعدات المالية الأمريكية المخصصة لهذه المنظمة الدولية، على غرار ما فعلته الإدارة الأميركية حينما أوقفت مساهمتها المالية في منظمة (اليونيسكو) بعد منح فلسطين العضوية الكاملة فيها.

إذن نحن أمام تصعيد من طرف إسرائيلي ، أخذ حتى الآن شكل العدوان والقتل كما يحدث في قطاع غزة، ما أوقع حتى الآن خمسة شهداء في غضون الأيام الثلاثة الماضية، وترافق مع تصعيد المستوطنين في الضفة الغربية لاعتداءاتهم ضد محصول الزيتون، حيث تم منذ بدء الموسم حرق واقتلاع أكثر من ألف شجرة، واستهداف المزارعين بإطلاق النار والاعتداء الجسدي عليهم، على مرأى من جنود الاحتلال بل وتحت حمايتهم، ما دفع بمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري إلى إدانة هذه الاعتداءات ودعا إسرائيل إلى معاقبة المعتدين ومحاسبتهم.

هذا التصعيد الإسرائيلي العسكري والميداني ضد الفلسطينيين في غزة والضفة، ووفق ما يرى مراقبون بات مرتبطا على ما يبدو بالتطورات على الساحة السياسية الداخلية في إسرائيل بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا عن إجراء انتخابات مبكرة، وهي انتخابات عادة ما يسبقها ويتخللها تصعيد في العدوان ضد الفلسطينيين، كما حدث في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التي جرت عشية الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة في العام 2008، ما يعني أن الملف الفلسطيني سيكون حاضرا في هذه الانتخابات وبقوة، ولكن من خلال تكثيف العدوان، الذي يلقى دعما وقبولا لدى غالبية الأحزاب الإسرائيلية التي تهيمن عليها قوى اليمين.

لكن ما لا يمكن فهمه وتبريره في الموقف الأمريكي هو هذا العداء للحقوق الفلسطينية، من خلال ممارسة مزيد من الضغوط على القيادة السياسية الفلسطينية ومحاولة منعها من الحصول على عضوية الدولة غير العضو في الأمم المتحدة بتأثير الانتخابات الأميركية القادمة وخشية الإدارة الديمقراطية الحالية من خسارة الصوت اليهودي في هذه الانتخابات، وقد رأينا كيف انعكست هذه الضغوط من خلال الحصار المالي المفروض على السلطة الوطنية ومحاولة ابتزازها سياسيا، وهو حصار تشارك فيه – وللأسف- بعض الأطراف العربية ، وغايته إخضاع القيادة الفلسطينية للإملاءات الأميركية والإسرائيلية ، رغم تأكيد القيادة في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس على أن صدور قرار بعضوية فلسطين يدفع لعملية سياسية جادة، إضافة إلى ما قاله الرئيس محمود عباس خلال لقائه وفد شخصيات إسرائيلية أمس أن العودة إلى المفاوضات سيتم بعد نيل العضوية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required