مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

محمود العالول(أبو جهاد)، محافظ نابلس ، عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، من الرعيل الأول الذين التحقوا بالثورة الفلسطينية منذ بداياتها الأولى، باشر عمله كمحافظ منذ عام 1995 بعد أن أصبحت المحافظة تحت السيادة الفلسطينية، عمل بشكل فعال ومتواصل على عملية البناء والتطوير في المحافظة، وساهم في عملية التطوير الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بشكل جعل من المحافظة مثالاً يحتذى به على صعيد العمل الجماعي.

على مدى السنتين الماضيتين دمر الاحتلال الاسرائيلي كل ما أنجز من تطوير في المحافظة ونالت المحافظة حصة كبيرة من الدمار والهدم والحصار فاق التصور حتى أنها خضعت لأطول فترة من منع التجول المتواصل في التاريخ الحديث والذي زاد عن 100 يوم أعلنت خلالها المدينة منطقة منكوبة.

مفتاح التقت السيد محمود العالول وسألته حول الظروف المريعة ومعاناة الناس في نابلس وإنعكاسات ذلك على مناحي الحياة المختلفة.

سؤال: ما مغزى الاستهداف الخطير والمتواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لمحافظة نابلس ومدينتها تحديداً طوال الشهور الثلاث الماضية بشكل يفوق التصور رغم العدوان المتواصل على كل المناطق الفلسطينية؟

العدوان يشمل كل محافظات الوطن لكنه يتركز بشكل أكبر على محافظة نابلس،المبرر الإسرائيلي لذلك حسب ادعائهم لأنها "عاصمة الإرهاب" وان معظم العمليات والعنف خرج من نابلس وأن بها معامل ومختبرات لصناعة المتفجرات، ولتبرير أكاذيبهم قامت القوات الإسرائيلية بتفجير العديد من الأماكن بزعم أنها معامل متفجرات لكن الحقيقة أن ما فجروه كان مكتبة و صيدلية و معامل لصياغة الذهب.

وبرأيي أن السبب الحقيقي لتركيز العدوان على نابلس هو الرغبة الإسرائيلية بتفتيت المجتمع الفلسطيني إلى أجزاء صغيرة لا رابط بينها يسهل عليه التعامل معها وأدامه عمر احتلاله. ونابلس حجر عثرة أمام هذه الفكرة فنابلس مركز ثقل سياسي واقتصادي على مستوى الشمال وهي موقع قيادة وعامل جذب لا بد من ضربه من وجهة نظرهم بهدف فرط عقد وحدة الشمال.

سؤال: كيف تستطيع أن تصف لنا نابلس قبل العدوان وبعده وما خفايا العدوان الذي أدى إلى هذا الشكل الهائل من الدمار الشامل ومحاولة طمس الصبغة التاريخية عن المدينة القديمة وما مدى العنصرية الذي مارسته قوات الاحتلال خلال هذا العدوان؟

الحقيقة أن العدوان غير بشكل كبير وواضح معالم نابلس الذي كانت قبله المدينة في حالة تطور دائم وسريع ونهوض على كل المستويات إضافة إلى القرى المحيطة بها أيضا والتي كانت في حالة نهوض عمراني وتوسع كبير وتطور اقتصادي وصناعي وتحسن كبير في تطويرالبنية التحتية (طرق، شبكات كهرباء، مياه ، وغيرها) إضافة إلى نشاطات اجتماعية وحالة ثقافية ألقت بظلالها على الحالة العامة.

أتى العدوان ليقوم بتدمير كل ذلك وتجميد نموه و بأساليب عنف وقسوة عنصرية غير مسبوقة وحصار دائم دمر الحياة الاقتصادية مما رفع معدلات البطالة إلى درجة كبيرة وعطل العمل والصناعة حتى في داخل المدينة نتيجة لعدم القدرة على إدخال المواد الخام أو إخراج الإنتاج، حتى إنتاج المزارع من المناطق المحيطة بنابلس لم نستطع إدخاله عبر الحواجز إضافة إلى التأثير السلبي على الوضع الصحي نتيجة للحصار الذي منع المرضى من الوصول للمستشفيات أو الطواقم الطبية من الحركة، والجميع شاهد وعلم عن المرضى الذين توفوا على الحواجز الإسرائيلية أو النساء الحوامل اللواتي أنجبن على هذه الحواجز إضافة إلى تعطيل برامج الصحة الأولية وبرامج تطعيم الأطفال وتحديداً في الضواحي والقرى المحيطة وهذا إذا ما اجتمع مع تراكم النفايات وأنقاض الدمار كل ذلك يساعد على انتشار الأوبئة والأمراض.

الدمار كان هائلاً سواء على المنازل وممتلكات المواطنين، فلدينا الان في نابلس 282 منزلاً مدمراً تدميراً كاملاً أي أن 282 أسره أصبحت بلا مأوى إضافة إلى آلاف المنازل والمتاجر التي لحق بها دماراًً جزئياُ، وأكثر الأضرار تجدها في البلدة القديمة التي تعتبر ثروة تاريخية أثرية كبيرة دمر بها إضافة إلى المنازل ثلاثة مساجد قديمة وثلاث كنائس، كذلك دمرت مصانع الصابون القديمة والحمامات التركية إضافة وعدد كبير من المدارس.

وأعاق العدوان بشكل كبير الحياة التعليمية فالحصار ومنع التجول الدائم يمنع المدارس من التعليم ويمنع حركة الطلبة والطواقم التعليمية إضافة إلى إغلاق أكبر جامعة في فلسطين وهي جامعة النجاح الوطنية التي يزيد عدد طلابها عن عشرة الاف طالب.

كل ذلك خلق معاناة كبيرة للمواطنين إضافة إلى القسوة التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال التي كانت ولا زالت تحتل أبنيتهم وتعسكر بها بعد أن تطردهم منها.

واليوم زادت أيام منع التجول عن 95 يوم وبشكل متواصل لم يرفع خلالها منع التجول أكثر من 53 ساعة.

سؤال: أعلنت نابلس كمنطقة منكوبة بسبب تدمير المؤسسات الصحية والمستشفيات وإفشال البرامج المرتبطة بالصحة كالتطعيم وخطورة تراكم النفايات إلى جانب الدمار الهائل الذي طال المؤسسات والمتاجر والمباني والاقتصاد، كيف تعامل المواطنون مع الحدث؟ وكيف تمكنتم حتى الأن من الصمود ضمن هذه الظروف اللامسبوقة؟

هذا الواقع يهدد حياة 160 الف مواطن وهم سكان المدينة ومحيطها، لذلك بدأ المواطنون بكسر حظر التجول حيث يخرجون من بيوتهم رغم المخاطر الكبرى وتعرضهم لنيران الدبابات مما يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى بشكل يومي، لكنهم يقدمون على المخاطرة بدافع حاجة أطفالهم للغذاء والدواء إضافة إلى الدافع المهم جداً وهو ذهاب الأطفال للمدارس، لان التعليم لا يقل أهمية لديهم عن الخبز والدواء، لذلك تنتشر مدارس التعليم الشعبي في الأحياء إضافة إلى فتح عدد من مدارس التعليم الرسمي رغم حظر التجول وإطلاق النار وقنابل الغاز يومياً باتجاه الطلبة والطالبات.

رغم كل هذه المعاناة الكبيرة إلاّ أن هناك حالة من التحدي الكبير لدى المؤسسات والمواطنين التي تدرك بأن الدبابات بالتأكيد قادرة على احتلال مدننا ومنازلنا لكنها لن تحتل إرادتنا وإصرارنا على التمسك بحقوقنا المشروعة، فنحن لا نطلب المستحيل وإنما قضايا أساسية لا يستطيع أي كائن أن يستغني عنها وهي الحرية والاستقلال وزوال الاحتلال، ومن أجل الإصرار على الصمود والاستمرار تقاد الأمور هنا بمسؤولية جماعية بين كل مؤسسات السلطة والمجتمع من خلال لجنة وطنية عليا إضافة إلى لجان شعبية في الأحياء نسهر من خلالها على تلبية حاجات المواطنين وتوفير أسباب صمودهم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required