مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قررت حكومة اولمرت الاحتلالية تمديد إغلاق المؤسسات المقدسية لستة أشهر أخرى، وهي المؤسسات التي أغلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اريئيل شارون في العاشر من آب 2001. ويأتي هذا القرار الاحتلالي على الرغم من مفاوضات الوضع النهائي الجارية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وموافقتهما على تطبيق خارطة الطريق التي تنص المرحلة الأولى منها على إعادة فتح تلك المؤسسات. كما جاء تطبيقا عمليا لتصريحات اولمرت أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة بأنه "اتفق" مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن تكون قضية القدس آخر المواضيع التي يجري التطرق اليها في المفاوضات الراهنة للوضع النهائي.

الجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية وفي إطار ردها على اندلاع انتفاضة الأقصى، وكإجراء عقابي جماعي للشعب الفلسطيني وبخاصة للمقدسيين، أقدمت على إغلاق عشر مؤسسات مقدسية كان في مقدمتها (بيت الشرق) الذي يعتبر مقر منظمة التحرير الفلسطينية في القدس ورمز الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة ومقر الفريق الفلسطيني المفاوض الى مؤتمر مدريد. والمؤسسات المغلقة الأخرى هي: جمعية الدراسات العربية، الغرفة التجارية، نادي الأسير الفلسطيني، مركز المشاريع الصغيرة، مركز ابحاث الأراضي، المجلس الأعلى للسياحة، وأقسام السجناء والمعتقلين والتخطيط والخدمات الاجتماعية التابعة لبيت الشرق.

ويثير القرار الاسرائيلي بتمديد إغلاق المؤسسات المقدسية والتي في غالبها خدماتية، العديد من الأسئلة حول المواقف الاسرائيلية الحقيقية ازاء السلام. فلقد مضى ثلاثة اشهر على مؤتمر انابوليس ولم يلحظ المواطن الاعتيادي اي تخفيف لمعاناته جراء استمرار الاحتلال وممارساته المختلفة المتمثلة بالقتل والاجتياحات والتدمير ومصادرة الأراضي وتسارع وتائر البناء الاستيطاني في القدس وبعض مستوطنات الضفة، وامتهان كرامة الفلسطينيين على الحواجز المنتشرة في انحاء الوطن الفلسطيني وغيرها من الممارسات الاحتلالية.

وهذا ما أكده رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض حينما قال، عقب لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير في رام الله مؤخرا، "ما هو قائم على الأرض لا ينسجم اطلاقاً مع الحديث عن انجاز شيء خلال هذا العام ... نحن مع دفع العملية التفاوضية الى الأمام بكل قوة ومع حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي لدفع عملية السلام، لكننا لا نستطيع تجاهل الحقائق على الارض التي لا تنسجم إطلاقاً مع هذا التوجه.. في حال عدم الالتزام الحرفي بما ورد في خريطة الطريق فلا يمكن معرفة كيف يمكن لعملية السلام ان تمضي قدماً على نحو يمكننا من إنجاز ما هو مطلوب منا وإنهاء الاحتلال عام 67 وقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة".

إن عدم اقدام حكومة الاحتلال على السماح للفلسطينيين بمواصلة العمل بمؤسساتهم المقدسية، والاصرار على مواصلة إغلاقها يؤكد بدون أدنى مجال للشك انها ما زالت مترددة وغير ناضجا لاتخاذ القرارت المرتبطة بالسلام كإزالة الحواجز وتفكيك البؤر الاستيطانية والافراج عن الأسرى والتوقف عن الاجتياحات ومحاصرة المدن والقرى الفلسطينية والتوقف عن امتهان كرامة الفلسطينيين وغيرها من القرارات التي تساهم في نشر بذور الثقة بين الجانبين وصولا الى تحقيق انجازات على صعيد انهاء احتلال وحصار شعب بأكمله.

لكن من الملاحظ أن السياسات الاسرائيلية الراهنة في المنطقة تحكمها الاعتبارات الداخلية وبخاصة السعي للحفاظ على الائتلاف الحاكم والتنافس ما بين القيادات الاسرائيلية المختلفة على تحقيق الانجازات الشخصية تمهيدا للانتخابات الاسرائيلية القادمة. فلا غرابة بأن الذين يشكلون الحكومة الاسرائيلية الراهنة يتجنبون دفع استحقاقات السلام ويتجهون نحو تأجيج مشاعر الكراهية والتصعيد الحربي من خلال مواصلة الحرب المفتوحة بحق الشعب الفلسطيني والتحرش بحزب الله وسوريا، بدلا من العمل على مد جسور التهدئة والسلام. وعلى ما يبدو أنهم يسعون من خلال ذلك لإعادة الهيبة لآلتهم العسكرية التي أخفت في حرب تموز 2006 بشهادة لجنة فينوغراد.

ومن شأن تغليب الذهنية العسكرية على التفكير السياسي لدى الساسة الاسرائيليين، ان يبقى المنطقى غرقى في دوائر العنف والعنف المضاد. وهي السياسة التي اثبتت فشلها على مدار سني الصراع، حيث انها فشلت في إخضاع الفلسطيني وجعله يتخلى عن حقوقه ويرفع راية الاستسلام برغم التضحيات الجسام التي قدمت على مذبح الحرية. كما انه من شأن استمرار هذه السياسة العمل على تبديد الحلم الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية الى جانب اسرائيل بالاتفاق معها. وقد لا نستغرب قدوم اللحظة التي ينفد فيها صبر الجانب الفلسطيني من السياسات الاسرائيلية الراهنة التي تتعارض مع السلام مما قد يدفعه الى استخلاص الدروس والعبر من تجربة كوسوفو باعلان المجلس التشريعي الفلسطيني من جانب واحد لاستقلال الدولة الفلسطينية عن إسرائيل؟ أو التخلي عن حل الدولتين الذي تعيقه الممارسات اليومية لسلطات الاحتلال، أو الاستمرار في تطوير اساليبه الكفاحية ضد الاحتلال وانتظار اللحظات التاريخية السانحة بعد تغير ميزان القوى العالمي، لإحقاق حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required