مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

على ما يبدو تمهيدا لزيارة وزيرة الخارجية الأميركية للمنطقة كونداليزا رايس، انسحب جيش الاحتلال الاسرائيلي من منطقة شمال قطاع غزة التي احدث فيها قتلا ودمارا وخرابا شكل برأي معظم المراقبين اكبر جريمة من حيث أعداد الضحايات التي أزهقت أرواحها خلال الأيام القليلة من العدوان. كما ان الدمار كان هائلا وكأن زلزالا عنيفا ضرب المنطقة. لكن وبشهادة بعض الأصوات الصحافية الاسرائيلية، فشل هذا العدوان في تحقيق اهدافه المعلنة والتي تلخصت بوضع حد لاطلاق الصواريخ باتجاه المناطق الاسرائيلية ووقف تهريب السلام عبر ما يسمى بـ "محور فيلادلفي" وإسقاط الحكومة المقالة في قطاع غزة التي ترأسها حركة المقاومة الاسلامية حماس.

وفي حديثه أمام لجنة "الخارجية والدفاع" التابعة للكنيست، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بأن العدوان على غزة لن يتوقف نهائيا ولن يكون الأخير، مضيفا ان كل الخيارات موجودة على الطاولة من التوغل البري والغارات الجوية إلى العمليات الخاصة، الأمر الذي يعني ان المنطقة ما زالت مهددة بالمزيد من التصعيد والعدوان والقتل والتدمير. وعلى ما يبدو ان هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الاسرائيليون الذين يعتقدون بأنه لا يمكن إقامة "السلام" مع الشعب الفلسطيني الا بعد تطويعه و"كي وعيه" وهزيمته ليصار بعدها الى ابرام اتفاقات "سلام" تكون وفقا للشروط والمصالح الاسرائيلية.

وبدوره هدد وزير الحرب الاسرائيلي إيهود باراك، بأن العدوان على القطاع الذي جاء تحت اسم "الشتاء الدافىء" لا يشكل العملية الاسرائيلية الواسعة المرتقبة ضد قطاع غزة، مما ينذر بأن المستقبل حافل بالتصعيد والعدوان. وإذا ما أخذنا بالاعتبار مصادقة أولمرت على قيام جيشه باغتيال قادة حماس والجهاد وغيرهم من قيادات المقاومة السياسيين، نستخلص ان الانسحاب الاسرائيلي الأخير ما هو الا عملية استعداد وتحضير لعدوان أشد في فتكه وجبروته، بخاصة بعد وقوع ما يقارب من ربع مليون إسرائيلي في مرمى استهداف الصواريخ الفلسطينية المنطلقة من غزة بعد استهداف عسقلان وبلدة اوفكيم خلال الأيام القليلة الماضية.

وهذا التصعيد المحتمل على الجبهة الفلسطينية، لا يمكن عزله عن التصعيد المرتقب على الجبهة الشمالية مع لبنان، بخاصة بعد تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بشن حرب مفتوحة ضد اسرائيل والانتقام لاغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية. وبالتأكيد ان ذلك سيدفع اسرائيل على الرد مرة اخرى ليرد حزب الله بدوره، وهكذا الوقوع في دائرة الرد والرد المقابل مما سيشعل ويؤجج فتيل الحرب في المنطقة التي فاقم التوتر فيها حضور المدمرة الأميركية يو.اس.اس كول قبالة الشواطىء اللبنانية، وهو ما فسره البعض بأنه رسالة تحذيرية الى سوريا حتى تضغط على حلفائها في لبنان لانتخاب رئيس جديد لهذا البلد والمضي في دعم الجهود الدولية لانشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قاتلي الرئيس الحريري.

ولا يمكن تناول التطورات في المنطقة أيضا، بمعزل عن الخلافات العربية وبخاصة بين ما يسمى بمحور "الاعتدال" الذي يضم بشكل أساسي: السعودية ومصر والأردن، المدعومين أميركيا، ومحور "التطرف" الذي تمثله سوريا المتحالفة مع ايران وحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية. فإضافة الى الضغوط الأميركية، تخضع سوريا لضغوط من "المعتدلين" العرب الذين يهددون بمقاطعة القمة العربية المزمع عقدها في نهاية هذا الشهر، إذا لم تبذل جهودا لإنهاء الأزمة في لبنان. غير ان سوريا وسعيا وراء تحقيق مصالحها في المنطقة، ترفض بأن يكون الحل في لبنان وفقا للشروط الأميركية وتريد حلا يرضي جميع الأطراف وهو ما ترفضه قوى الموالاة اللبنانية.

وعليه، فبعد فشل وتعثر الحلول السياسية للأزمات الإقليمية، وبخاصة القضية الفلسطينية التي علقت فيها المفاوضات السياسية ما بين الجانبين، بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع، كما ان استمرار مفاوضات الوضع النهائي منذ مؤتمر انابوليس واللقاءات الدورية بين الجانبين، وبخاصة بين الرئيس ابو مازن وإيهود اولمرت لم تحقق اي إنجاز يشار اليه باللبنان. وعليه، فمن المرجح ان تنزع المنطقة الى تصعيد عسكري جديد لن ينحصر هذه المرة في قطاع غزة والضفة، وإنما سيطال لبنان ولربما سوريا وحتى إيران. وهذا التصعيد الذي تبتغيه إسرائيل، يأتي في سياق تنفيذ توصيات لجنة فينوغراد التي تدعو اسرائيل صراحة لاستعادة قوة ردعها، حيث أنها لن تستطيع البقاء والاستمرار في هذه المنطقة دون الإيمان بأن "لديها القيادة السياسية والعسكرية والإمكانيات العسكرية والمناعة الاجتماعية" كي تردع المعتدين!!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required