مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله-انفض مؤتمر الحوار الوطني الاقتصادي الذي عقد في مدينة أريحا، وضم ممثلين عن القطاع الخاص والحكومة، ليصدر عنه في ختام أعماله "إعلان أريحا" الذي مثل إطارا للتفاهم بين الجانبين، اتفقا خلاله على توثيق التعاون المشترك، وخاصة في مجال تسهيل عمل القطاع الخاص وتنميته عبر تشريعات وقوانين ولجان عمل مشتركة.

وتناول الإعلان التشريعات اللازمة لتطور القطاع الخاص، وضرورة إقرارها وتطويرها وتسهيل المعاملات الاقتصادية، والتخطيط والإدارة وإصلاح الخدمات وتطويرها، كما ناقشوا معيقات الاحتلال الإسرائيلي وتأثيرها على الحياة الاقتصادية الفلسطينية. وبحسب القائمين على المؤتمر، فانه هدف إلى التوجه المشترك لتوحيد الجهود والتكامل بين القطاعين العام والخاص من اجل تحقيق الانتعاش الاقتصادي وترسيخ متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

ويبدو إعلان أريحا للوهلة الأولى، بيانا مشجعا للقطاع الخاص، إذ اتفق فيه ممثلو هذا القطاع مع الحكومة على معالم إستراتيجية اقتصادية مستقبلية، تعهدت بموجبها الحكومة ببذل كل الجهود والعمل على إصدار القرارات التي تحمي وتنمي الاقتصاد الوطني في جميع المجالات، لاسيما الاستثمارية والصناعية والتجارية، وكذلك مأسسة العلاقة بين القطاعين العام والخاص عبر لجان مشتركة.

ورغم هذا التفاؤل، إلا أن العامل الحاضر الغائب في المؤتمر كان الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدا تأثير إجراءاته على الاقتصاد الوطني واضحا، فمن التضييق على عمليات الاستيراد والتصدير الداخلية بين المدن الفلسطينية، والخارجية مع دول العالم، إلى استهداف المنشآت الاقتصادية، وغيرها من المعيقات اليومية التي تواجه التجار والاقتصاديين، ليس اقلها الحصار والإغلاق، فهاجس أي عملية تنموية في فلسطين ممارسات الاحتلال.

وفلسطين كباقي دول العالم، اقتصادها يتأثر بعدم الاستقرار السياسي، فالاقتصاد الفلسطيني، الذي كلما حاول أن يتعافى من إغلاق أو اجتياح، حتى توجه له إسرائيل ضربة أخرى تطيح بمجهوداته للانتعاش، فيما المشاريع التي تمولها وتدعمها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وحتى الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لم تسلم هي الأخرى من الاعتداءات الإسرائيلية، لتحول إسرائيل بذلك دون إن يتطور الاقتصاد الفلسطيني ولتقف عائقا أمام التنمية في الأراضي الفلسطينية.

وكلما استطاع الفلسطينيون الوقوف، ولو نسبيا، على أقدامهم اقتصاديا، فان الاحتلال يثبت كل مرة، نظرية استحالة التنمية في ظل وجوده. فحتى مؤتمر أريحا، وقف الاحتلال عائقا أمام مشاركة رجال الأعمال من قطاع غزة فيه، لتحاول بذلك إسرائيل التأثير سلبا على أعمال المؤتمر، ولتمنع كما هي عادتها، تواصل جناحي الوطن غزة والضفة.

صحيح إن إجراءات لاحتلال بطبيعتها تدميرية، وتسعى لمنع أي تطور فلسطيني على أي صعيد لا سيما الاقتصادي منها، إلا إن ذلك لا يمنع، بالتأكيد، ضرورة استمرار الجهود لخلق بيئة قانونية وتشريعية وإدارية تتيح المجال أمام تطوير الاقتصاد المحلي، بل وتخلق بيئة استثمارية تجلب الاستثمارات الخارجية وتشجع الداخلية منها، بل وتطور مجالات الاقتصاد الفلسطيني لتشمل الزراعة والصناعة أيضا، الغائبتين عن الأولويات، في ظل اتجاه أصحاب رؤوس الأموال إلى الاستثمار في التجارة والاستيراد والخدمات.

لكن ذلك، يحتاج إلى تشريعات وقوانين تواكب متطلبات القطاع الخاص، فيما من الضروري أن يتطور العمل الحكومي ليصبح في تعامله بعيدا كل البعد عن البيروقراطية التي قد تعطل أية مشاريع تنموية، إلا إن حالة الانقسام الفلسطيني، وعدم قدرة المجلس التشريعي على الانعقاد في جلسات قانونية يستعيد عبرها قدرته على التشريع وإصدار القوانين المطلوبة، فان جل ما يمكن للحكومة أن تقوم به في الوضع الراهن إصدار قراراتها والإيعاز لموظفيها في الدوائر ذات العلاقة لجهة تسهيل إصدار المعاملات والإجراءات الخاصة بالاقتصاديين والمشاريع الاقتصادية والعمل التجاري والصناعي، فالبيروقراطية المميتة، تنفر المستثمرين وتعطل المشاريع الاقتصادية.

وكي يتسنى للاقتصاد الوطني الانتعاش والانطلاق قويا مرة والى الأبد، فان الفلسطينيين يحتاجون إلى إنهاء حالة الانقسام الداخلي، والبناء على الانجازات السابقة في المجال الاقتصادي، والأهم من هذين العاملين، العمل مع المجتمع الدولي تجاه الضغط على إسرائيل، ليرفع الاحتلال يده وبطشه عن الاقتصاد الفلسطيني، الذي استطاع في فترة من الفترات في تسعينيات القرن الماضي الانتعاش والتطور بالمقارنة اقتصاديات دول المنطقة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required