مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

اعتداءات الاحتلال، والاعتقال على خلفية العمل الصحفي، والمحرمات المجتمعية، والرقيب الذاتي وضعف العمل النقابي الذي يدافع عن حقوق الصحفيين، عوامل تحد من العمل الصحفي الحر في فلسطين، وبل وتضع الصحفي في دائرة الاستهداف اليومي، من مختلف الجهات، لتحول حرية الصحافة التي كانت تعد نسبيا متقدمة في فلسطين عن بلدان مستقلة ودول ذات سيادة، إلى بيئة في أدنى درجات الحريات الإعلامية وحرية الرأي.

واقع العمل الصحفي مر وصعب، ففي قطاع غزة تغلق المؤسسات الإعلامية ويطارد الصحفيين في وقت لا زال عدد منهم رهن الاعتقال، في وقت لا يوجد قانون عصري مطور يجاري التطور على مستوى الحريات وخاصة حرية العمل الصحفي، يكفل للصحفيين العمل دون مطاردة أو الاعتقال ويوفر الحماية القانونية لهم، بينما لا زال الاحتلال في الضفة والقطاع يصوب سلاحه تجاه كل من يحمل كاميرا ليصور اعتداءاته.

وفي ظل هذه البيئة غير السليمة، جاء تقرير منظمة مراسلون بلا حدود حول الحريات، ليضع فلسطين في أدنى قائمة الدول في مقياس الحريات، على الرغم من أن تصنيف بعض الدول في مرتبة متقدمة عن فلسطين، أراه غير واقعي ويحتاج إلى بحث ودراسة أعمق، لكن ذلك لا ينفي أن هناك خطرا حقيقيا على حرية الصحافة في فلسطين، التي كانت ابرز ضحايا الانقسام والاقتتال الداخلي، وبالطبع هي دائما هدفا سهلا للاحتلال الذي لا يريد نقل حقيقة معاناة الفلسطينيين للعالم.

الى جانب ذلك، لا يمكن انكار عامل فقدان الجرأة الذي تولد بفعل هذه البيئة وخاصة في تناول قضايا تعد "حساسة" اجتماعيا وسياسيا في بعض الأحيان، رغم أن هذه الجرأة إن وجدت تصطدم بعوامل داخلية، منها المؤسسة الإعلامية ذاتها ومساحة الحرية المسموح للصحفي العمل بها، وان اختلفت هذه المساحة من مؤسسة إلى أخرى.

نضوج العمل الصحفي الفلسطيني لجهة التطور في تناول مختلف القضايا السياسية الداخلية والمجتمعية، والبحث عن خفاياها بالعمق وليس بالقشور، لا بد وان يُنضج تلقائيا معه حرية التعبير والرأي ويوسع المساحة التي ممكن من خلالها التعبير عن الرأي، وهذا يستلزم دعما مجتمعيا سواء عبر حملات تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني، وسياسيا على مستوى الحكومة وخاصة وزارة الإعلام التي من المفترض أن تكون مدافعة عن حقوق الصحفيين، بل وان تبادر إلى تطوير قانون الإعلام الذي يوفر لهم هذه الحماية القانونية والمهنية.

والاهم من ذلك تعاضد الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الرأي مع بعضهم البعض في مواجهة الانتهاكات بحقهم، وبشكل مستمر وليس عند كل حادثة اعتداء، وهذا يقودنا إلى أهمية تطوير عمل ودور نقابة الصحفيين الحاضرة الغائبة، التي تنشط فقط عبر البيانات عند كل اعتداء، لذا لا نرى التفافا صحفيا حولها وذلك يعود إلى غياب التجديد في أطرها عبر الانتخابات التي باتت واجبة في اطرها منذ زمن بعيد، لتجدد بذلك الدماء الشابة والفاعلة فيها لتقوم بدور ريادي في الدفاع وتثبيت حقوق الصحفيين وعملهم وحريتهم.

تطور وتقدم حرية العمل الصحفي لا يكون بقرار، بل بنضال بدءا من الإطار القانوني عبر تطوير قانون الإعلام، مع استحداث ميثاق الشرف الصحفي الذي لا يحول الإعلام إلى أداة تشهير واستهداف للمجتمع والأفراد، وعبر النضال المشترك ما بين الإعلاميين ومؤسسات المجتمع المدني، وكذلك ما بين الإعلاميين أنفسهم عبر تطوير نقابتهم، ليتمكنوا من مواجهة أي اعتداء أو انتهاكات باتت تستهدفهم على خلفية عملهم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required