مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ما أن تنتهي احتفالات الرئيس الأمريكي القادم وأنصاره بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حتى يبدأ في تشكيل إدارته الجديدة وتعيين مساعديه، إضافة إلى رسم سياساته الداخلية والخارجية، بمساعدة مستشاريه، وبفعل تأثيرات جماعات الضغط المتنوعة التي تسعى إلى أن يقر الرئيس الأمريكي سياسات تتوافق ومصالحها ومصالح جماعاتها.

وما يعنينا بالدرجة الأولى، هي تلك السياسية التي سيختطها الرئيس الأمريكي الجديد تجاه الشرق الأوسط وتحديدا تجاه العملية السياسية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وما هي الطريقة التي سيتعامل بها مع ملف المفاوضات الفلسطيني الإسرائيلي، بل ومتى سيعكف على الانخراط فيه، وقدرته على التأثير وإحداث الضغط اللازم على إسرائيل بأسس هذه العملية والتوصل لاتفاق بناء على رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية بل وكذلك القرارات الدولية ذات الصلة.

إن وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى سدة الحكم، في ظل أزمة اقتصادية أمريكية ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، ستؤثر على أولوياته، فمن الطبيعي أن يحول اهتمامه لمعالجة هذه الأزمة، إلى جانب أزمات أخرى تنخرط فيها السياسية الأمريكية، كالوضع في العراق وأفغانستان والملف الإيراني، إلى جانب الأوضاع الداخلية كإنشاء إدارته الجديدة وترتيب أوراقه الداخلية، وهو ما ينذر بان يضع ملف الشرق الأوسط بعيدا عن أولوياته القصوى.

وهنا لا بد من تدخل خارجي يحث الإدارة الجديدة على العمل والالتفات بجدية منذ بداية عهدها إلى ملف الشرق الأوسط، وذلك لا يتأتى إلا بتدخل أوروبي وعربي جماعي، فان وجد الرئيس الأمريكي الجديد إلحاحا دوليا على الاستمرار بالعمل بحماسة، والاستمرار بالتعامل مع الملف الفلسطيني الإسرائيلي، بل والانخراط فيه بشكل كامل وصولا إلى حل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني وينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطيني، فانه لا بد وان يولي الاهتمام المطلوب، خاصة وان أسس الحل موجودة والطريق واضح، وما يتبقى سوى ضغط أمريكي وعمل دولي.

إن تدخل أوروبا، التي تعرف جيدا إن مفتاح الاستقرار في المنطقة، يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، له ثقله لدى الإدارة الأمريكية، فحكمة أوروبا، ووعيها تجاه أهمية الاستقرار في الشرق الأوسط وانعكاسات هذا الاستقرار ايجابيا عليها وعلى العالم اجمع، يعد حافزا هاما لها للعمل على إقناع الإدارة الجديدة بوضع الملف الفلسطيني الإسرائيلي على رأس أولوياتها، وعدم الانتظار لعامين على الأقل حتى تباشر الانخراط في هذه العملية.

وعلى المستوى العربي، فان تعاون الدول العربية، منفردة أو مجتمعة عبر جامعة الدول العربية، مع الاتحاد الأوروبي وجميع الأقطاب الدولية، سيحرك من عجلة التحرك السياسي في المنطقة واستئناف المفاوضات بعد إن يكون الرئيس الأمريكي قد انتخب، وتكون الانتخابات الإسرائيلية قد تمت.

والاهم يكمن في متابعة ما تم انجازه، وما اتفق عليه، فالعودة إلى نقطة الصفر من شأنه إن يطيل أمد الصراع، بل ويشيع أجواء الإحباط والتشاؤم في المنطقة، في حين إن الانخراط في التفاصيل المقيتة والانجرار وراء المماطلة والتسويف الإسرائيلي المستمر، لا فائدة منه بل هو وصفة للالتفاف على طريق الحل الواضح.

وأمام الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة سانحة لان يتم التوصل إلى حل ينهي الصراع في عهدها، فالمؤشرات في المنطقة تشير إلى إن الأجواء ملائمة للتوصل لاتفاق نهائي بين الجانبين، فإلى جانب المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، حتى الآن، هناك جولات مفاوضات طويلة أجراها الفلسطينيون والإسرائيليون، بات خلالها شكل الحل واضح، كما إن هناك مؤشرات، وان لم تنضج بعد، حول تقبل الإسرائيليين، أو بعض الساسة منهم على الأقل، لفكرة قبول مبادرة السلام العربية، التي توفر لإسرائيل فرصة تاريخية في إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية والإسلامية كذلك، ولكن بشرط إنهاء الاحتلال.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required