مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يبدو أن المصريين كان في ذهنهم أن تكون الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، مناسبة لإعلان نجاح جهود الحوار والمصالحة الفلسطينية، بين فتح وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية، حيث كان الحوار سينطلق أول أمس ليتوج بإعلان نجاحه اليوم، إلا أن رياح حماس جرت بما لا تشتهي السفن الفلسطينية والمصرية والعربية.

وبغض النظر عن الأسباب أو الذرائع والمسوغات، فان إفشال الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، لا يصب إلا في خانة الابتعاد عن المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، بل ويعد اهانة لمصر وجهودها ومن خلفها العرب، المنتظر منهم الآن أن يتخذوا موقفا صريحا تجاه من يعطل الحوار وإنهاء الانقسام، وفق ما تعهدوا خلال اجتماعهم على مستوى وزراء الخارجية قبل أشهر.

إن مسوغات حماس في رفض الحوار تنبع من خلافاتها وحساباتها الداخلية، ومن كونها ترى في أن الحوار سيكون ثمن نجاحه إنهاء "دويلتها" التي أقامتها في القطاع، وهي بذلك لا تريد خسارة هذه "الانجازات" ولو على حساب مصلحة القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني، لذا نرى أن قادتها متمسكون بالهدنة مع إسرائيل بل ويحاربون كل من يعمل على عدم الالتزام بهذه الهدنة التي خرقتها إسرائيل بصواريخها ودباباتها، وذلك كي يحافظوا على "كيانهم" الذي تسوده الممارسات القمعية.

وحتى، وان صدقت ادعاءات حماس، بان هناك معتقلين سياسيين في الضفة الغربية، فان الحوار هو أصلا وجد للتحاور والاتفاق على إنهاء الانقسام كمقدمة لعودة غزة إلى الحضن الفلسطيني، ليتبعه إنهاء كافة المظاهر المضرة بهذه الوحدة، إلا أن تصرفات حماس وذرائعها الضعيفة تدلل على أن نية إفشال الحوار كانت مبيتة.

وربما لان مصر تعلم أن موقف حماس وراءه قوى لا تريد أن يسود الاستقرار الساحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، لان في ذلك خسارة لها لورقة يمكن أن تساوم بها الإدارة الأمريكية الجديدة وإسرائيل في آن واحد، لذا فالقاهرة التي تعتبر امن غزة جزء من أمنها القومي، لم تتخذ موقفا حادا تجاه حماس، بل إن بعض المصادر قالت أنها ستعود من جديد لاستئناف جهودها لتحقيق الحوار والمصالحة قريبا.

إن ما يحدث في غزة من قمع وحملات اعتقال في محاولة لمنع إحياء ذكرى رحيل الرئيس عرفات، لتدل بشكل كبير على شكل الدولة التي تسعى حماس إلى إقامتها في القطاع والاحتفاظ بها، في وقت تسعى إسرائيل إلى تشجيع هذا النهج، فالفرقة الفلسطينية مصلحة إسرائيلية خالصة، وقادة إسرائيل يعلمون أن خرق جنودها للهدنة لن يؤدي إلى تصعيد في القطاع ، فحماس معنية بهذه الهدنة لتحقيق مصالحها وتثبيت إمارتها، وبالتالي إن الهجمات الإسرائيلية لن تؤدي إلى أن تتدهور الأمور في القطاع، وان تم ذلك فان المتضرر هو الشعب الفلسطيني وليس قادة الأنفاق في القطاع.

ولان ذلك يضعف الموقف العربي ككل والموقف الفلسطيني وخاصة التفاوضي، فان إسرائيل فرحة بل ومرتاحة من هذا الانقسام، الذي يحول دون تصليب الموقف الفلسطيني، ويزيد من الجرح النازف في الجسد الفلسطيني.

والأهم هنا، إلى متى سيضطر الشعب الفلسطيني لدفع ثمن سياسات قوى ومصالح لا ناقة له فيها ولا بعير؟ وهل تستطيع حماس أن تتحمل عواقب إهدارها فرصة تاريخية للم الشمل الوطني؟ فالتاريخ لا يرحم وكذلك الشعب.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required