مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

من الطبيعي أن تسارع الأحزاب والقوى السياسية إلى الاستماتة في الدفاع عن حق الشعب في قول كلمته في الأوقات الحرجة، بل إن العديد من الدول التي تحترم شعوبها تسعى لان يكون الموقف الشعبي وصندوق الاقتراع هما المفصل في حسم المعضلات والموافق في اللحظات التاريخية، ذلك أن القاعدة الأساسية هي أن الحكم للشعب، وبرامج الأحزاب تصاغ وفق رؤية بالأساس هدفها الدفاع عن مصالح المواطن، ومن غير المواطن اقدر على أن يرى مصلحته ويعمل عليها؟؟، خاصة إن كان شعبا واعيا ومنفتح العقل وصاحب تجربة كالشعب الفلسطيني، الذي يثبت دوما انه قادر على تحديد البوصلة في الاتجاه الصحيح، حتى إن تاهت بوصلة أحزابه.

ذلك هو المنطقي. أما في بلادنا حيث المنطق ليس دائما سيد الموقف، فانه يصبح عاديا أن يحاجج سياسيون وقادة بان الانتخابات هي أمر غير مشروع وليس واجب وليس ضرورة ملحة، بل والتهديد بإفشال أي محاولة لان يقول الشعب كلمته، وكأنهم الأوصياء على المواطن ومصلحته، وأدرى بالصالح له، متناسين أن عذابات الشعب الفلسطيني ومعاناته، هم جزء وسبب فيها.

الكل يعترف أننا في مأزق داخلي، وانقسام يضر بقضيتنا الوطنية التي أحوج ما تكون ما تكون إلى الوحدة والعمل المشترك داخليا وعربيا ودوليا، بل والكل ينادى بالحوار وأهميته وضرورته، إلا أن الخلاف، وللأسف، هو على هل، وجوب اعادة الكلمة للشعب وسؤاله من جديد حول من يريدأن يمثله، وفي أي اتجاه تريد الأغلبية وتحت أي برنامج أن تسير؟؟، وهو خلاف لا معنى له، بل هو حجةعلى كل الذين يعتقدون بان غالبية الشعب معهم، فان كان الأمر كذلك، وفق ما يقولون، فلما لا تريدون الشعب الذي ترتكب باسم مصلحته كل الجرائم والخطايا أن يثبت نظريتكم.؟؟!

من البديهي أن يناصر من يدعي الديمقراطية، أو قل حتى الشورى نهجا، بل وان يتحمس لفكرة انتخابات تجدد الثقة فيه أو تنتزعها عنه، ففي كلا الحالتين هذا ما يرديه الشعب، إلا أن البديهيات نادرة في واقعنا الذي أصبح يتحكم فيه مسلح يجوب شوارع قطاع غزة ليغلق المؤسسات، ويقتحم منازل المواطنين، ليرى في نفسه محررا وحاميا ومقررا لمستقل الشعب الفلسطيني.

فكما هو الطبيعي والمنطقي والبديهي تغيب هذه الأيام، فان العقلانية لا نرى لها ملامح، في وقت نحن أحوج ما نكون لها، لتقود المجتمع الفلسطيني بقواه وأحزابه نحو حوار جدي، بنوايا حسنة كفيلة بإنجاحه، وعدم البحث بين أكوام القش عن إبرة لتكون بمثابة حجة تفشل جهود مصر والعرب وقبلهم أمنيات شعبنا بالتوحد للعمل معا على إنهاء الاحتلال الذي لم يكن مرتاحا ومسرورا من الفلسطينيين كما هو اليوم.

عاجلا أم آجلا، سيقول الشعب الفلسطيني كلمته، فهذه طبائع ومنطق الأمور التي ستتغلب بالنهاية على عقلية الرفض والتشنج السياسي ومنطق الأنا، فالشعب ومصلحته العليا فوق كل أنا وفوق كل رؤى وأفكار وتصريحات تملأ شاشات الفضائيات، وتقزم قضية الشعب الفلسطيني من شعب مناضل مكافح، الى قضية لبها الاساسي اين يجلس زعيم فصيل. والاحتكام إلى إرادة ورأي الشعب واجب وليس خيار نقبله أو نرفضه بحسب أمزجة وأجندات من يدفع لنا أكثر في الشرق.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required