مفتاح
2024 . الأحد 5 ، أيار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


رفعت يدي في اللقاء الذي عقد في الحكواتي يوم الجمعة والذي دعينا اليه للاستماع الى مناظرة بين مرشحي الرئاسة، ولكن حضره فقط المرشحين تيسير خالد وبسام الصالحي، كما أدلى بتحية عبر الهاتف من غزة المرشح حسين بركة.

وبعد أن استلمت الميكرفون لأوجه سؤلا للمرشح تيسير خالد تقرر ان يكون السؤال لشخص آخر وكان السؤال الأخير الموجه له اذ كان مضطرا لمغادرة القاعة بسبب ارتباط مسبق. وأما سؤالي انطلق من تشديد المرشح تيسير بأن الاجراءات المتعلقة بأهالي القدس مرفوضة كليا وغير مقبولة. وهذا ما ورد أيضا في بيان الاستنكار الذي صدرعن الهيئات الوطنية والمؤسسات الأهلية والذي اتفق معه كليا ولكن لا أتفق مع توقيته إذ أتى متأخرا جدا.

كنت سأقول للسيد تيسير. " ان كنتم غير راضين عن الاجراءات فلماذا قبلتم بعملية الانتخابات اصلا وانتم تدركون ان المفاوض الفلسطيني لم يتمكن أن يغير أي اجراء قامت به اسرائيل في القدس منذ أن احتلتها عام 1967 لا من خلال هيئة الأمم المتحدة ولا من خلال مفاوضات أوسلو المأساوية،. كما اني أقول لأصحاب التواقيع على البيان: ماذا فعلنا منذ أن بدأنا نطالب في اجراء انتخابات بعد انتهاء الدورة القانونية للمجلس التشريعي. أين بيانات الاستنكار والضغوطات على المفاوض الفلسطيني والمجلس التشريعي من أجل تعديل الاجراءات التي ستتطبق في القدس ثانية كما جرى في الانتخابات الأولى بموجب اتفاقية اوسلو والتي لم نستنكرها في حينه. وحتى منذ أن بدأت حملة التسجيل للانتخابات وأغلقت السلطات الاسرائيلية مراكز التسجيل في القدس ماذا فعلنا كمؤسسات وكمقدسيين سوى التنظير والحديث عن الموضوع ومناقشة عدم المشاركة في الاقتراع مع أن الأسباب اختلفت بين مجموعة واخرى. فهنالك من يرفض الاقتراع بسبب رفضه للقيود الاسرائيلية التي فرضتها على عملية التسجيل والاقتراع في القدس. وهنالك من لا يرغب في الاقتراع خوفا من الاجراءات الاسرائيلية التي تتعلق بحقوق المواطن المقدسي وهويته "الزرقاء". الانتخابات الرئاسية أتت بأسرع مما كنا نتصوره بسبب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

ولكن منذ تشرين الثاني ألم يكن بامكان المؤسسات أن تستنكر وتضغط على المفاوض الفلسطيني والسلطة الفلسطينية لاتخاذ موقف موحد من قبل الجميع حول انتخابات القدس حتى لو أدى ذلك الى إلغاء عملية الانتخابات بأكملها أو تأجيلها الى أن يتم حل جذري لموضوع القدس وكذلك لموضوع الأسرى الذين يقبعون في المعتقلات الاسرائيلية. يقولون ان قانون الانتخابات الفلسطيني يفرض علينا اجراء الانتخابات في موعدها بسبب وجود شاغر. ولكن عندما تنتهك القوانين والمواثيق الدولية وحرمة شعب بأكمله لا أظن أنه سيزيد وضعنا سؤا اذا طالبنا في هذا التأجيل او الالغاء من أجل ضمان حقوقنا. ثم ما المشكلة في عدم وجود رئيس منتخب لفترة ما دامت الدولة غير قائمة. ان كان المجتمع الدولي معنيا بأن تجرى انتخابات نزيهه وديمقراطية في الأراضي الفلسطينية فليتفضل هذا المجتمع ويأخذ الاجراءات اللازمة لتطبيق قرارات هيئة الأمم المتحدة لانهاء الاحتلال وانسحاب اسرائيل من جميع المناطق التي احتلت عام 1967. ربما يبدأ المجتمع باحترامنا وتقدير مواقفنا أكثر اذا التزمنا بها فعليا دون المزيد من التنازلات والشعارات . بودي لو استفدنا من هذه المناسبة مبكرا والعيون مسلطة على منطقتنا لعمل ضجة كبيرة حول القدس كمرشحين وناخبين. ولكن لسؤ الحظ الوقت أصبح متأخرا وما هو معروض علينا الآن ليس ما نتمناه. وشتان الفرق بين ما نتمناه وبين المتاح لنا. وهذه قصة تاريخنا دائما - الخيار بين السيىء والأسوأ وليس بين الجيد والسيىء. والى أن نختار رئيسا وأعضاء مجلس تشريعي يتحملون المسؤولية ويحققون لنا أمانينا وطموحاتنا في الحرية والاستقلال والعودة دعونا في هذا الوقت المتأخر أن نمارس حقنا ولو كان مبتورا وأن نعبر عن صوتنا في رئاسة السلطة الوطنية علما باننا أساسا لا نمثل جميع الفلسطينيين في هذه العملية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required