رام الله – يعمل مصطفى الريماوي من رام الله، وهو من الصحافيين الشباب في إذاعة هنا القدس معدا لبرنامج الأطفال فيها، إضافة إلى عمله لدى طاقم شؤون المرأة، في إعداد سبوتات عن نساء تعرضن للتحرش والضرب والاغتصاب. في حين تعمل شيرين أبو حمدة من طولكرم مخرجة أفلام وثائقية، وهي صحفية مستقلة، تنشر مقالاتها في صحيفة الحال الصادرة عن جامعة بير زيت، ومجلة اليمامة، إضافة إلى عضويتها في جمعية السينمائيين الشباب.
التحق الاثنان مصطفي وشيرين مؤخرا في ورشة تدريبية خاصة بالموازنات المستجيبة للنوع الاجتماعي والتأثير بالسياسة المالية لإحقاق العدالة الاجتماعية، نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح من خلال برنامج "مأسسة موازنة عامة مستجيبة للنوع الاجتماعي وكانت حول "الموازنات المستجيبة للنوع الاجتماعي والتأثير بالسياسة المالية"، بالشراكة ما بين هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، قالت د.ليلي فيضي المدير التنفيذي ل"مفتاح"، أن الدورة استهدفت مجموعة من الاعلاميين من كلا الجنسين، إيمانا بدور الاعلام في نشر المعرفة والتوعية والتأثير في عملية صنع القرار". وأضافت:" لقد هدف التدريب إلى التعريف بأهمية الموازنات المستجيبة للنوع الاجتماعي ودورها في التأثير بالسياسة المالية بالاستناد إلى مبدأ العدالة الاجتماعية ومبادئ الحكم الصالح، وعلاقتها بالتنمية المستدامة وبتمكين المرأة، ليتم تناولها كقضايا هامة في الاعلام المحلي.
لم يكن مصطفي وشيرين، وحدهما في الورشة التدريبية هذه، بل شارك فيها صحفيون شباب آخرون بلغ عددهم خمسة عشر صحافيا، من بينهم وجدان صبيح من بيت لحم، وتعمل حاليا في مؤسسة شركاء في التنمية المستدامة، وفي مشروع خاص بطلاب المدارس يطلق عليه "نت كتابي" يقوم بحملات توعية في صفوف الطلاب والمدرسين على حد سواء.
وكان من بين المشاركين أيضا، عدي حريبات من محافظة الخليل، وهو ناشط على الفيسبوك، ويعمل في مؤسسة تنمية وإعلام المرأة "تام" في مجال التصوير والتوثيق والإخراج، وهو خريج تكنولوجيا إعلام من كلية العروب.
مصطفي، وشيرين، وكذلك وجدان وعدي بعض من هؤلاء الصحفيين الشباب الذين جمعتهم ورشة "مفتاح" التدريبية على مدى ثلاثة أيام بهدف التعرف على ما يطلق عليه "الموازنة المستجيبة للنوع الاجتماعي"، وجعل هذا المصطلح جزء من حياتهم الشخصية والعملية، خاصة في مجال الإعلام حيث يتردد هؤلاء الصحفيون على كثير من اللقاءات وورشات العمل التي تعالج قضايا المرأة، لتغطيتها في وسائل الاعلام التي يعملون بها.
في اليوم الأخير من التدريب الذي نظمته "مفتاح"، بات بإمكان من حضروا جميعا من الصحفيين الشباب أن يطوعوا هذا المصطلح، ويترجموه واقعا على الأرض خلال مزاولتهم مهنتهم، وحتى في إدارة شؤونهم الحياتية اليومية، وصياغة خططهم للمستقبل بناء على ما تعلموه.
يقول مصطفي الريماوي" قبل هذه الورشة لم أكن أعرف شيئا عن معنى مصطلح الموازنة المستجيبة للنوع الاجتماعي. وهو ما دفعني للالتحاق بالورشة وعلى مدى ثلاثة أيام، تلقينا شرحا عن مفهوم هذا المصطلح وما يعنيه، إضافة إلى شرح عن معنى النوع الاجتماعي، في حين قمنا في اليوم الأخير بمراجعة ما تعلمناه في اليومين الأولين من التدريب". يضيف مصطفى" اليوم يمكنني القول، بأنني أكثر دراية في فهم هذا الموضوع، بل بت أطبقه في حياتي العملية والشخصية، وفي توظيفه للتأثير على صانع القرار ولفت انتباهه. وكصحفي يمكنني أيضا إعداد سبوتات وتقارير عن هذا الموضوع، والتعرف على احتياجات فئات المجتمع ".
وتتفق شيرين أبو حمدة مع ما قاله زميلها مصطفي في عدم معرفتها وإطلاعها المسبق على معنى هذا المصطلح، رغم أنها عضو في بلدية زيتا بمحافظة طولكرم، وتشارك في وضع الموازنات الخاصة بالبلدية. تضيف" الوضع اليوم وبعد هذا التدريب يجب أن يتغير تماما. فحين نضع موازنة البلدية يجب أن نعيد النظر في كل شيء يتعلق باحتياجات بلدتنا من مرافق نسوية وغيرها، كما يجب أن تنتهي للأبد سياسة التهميش للأنثى، وسد الثغرات والفجوات القائمة بين الجنسين. وكصحفية وناشطة في اتحاد لجان المراة أفكر في إعداد تقاريري بما يتضمن مفاهيم النوع الاجتماعي".
وترى شيرين أن التدريب الأخير الذي نظمته "مفتاح" يضاف إلى سلسلة تدريبات سابقة نفذتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطي، ساهمت في سد كثير من الثغرات.
أما زميلتها وجدان صبيح، فتقول أن ما دفعها إلى الالتحاق بالتدريب، عنوان التدريب والتفريق بين النوع الاجتماعي وإعداد الموازنة. وأضافت" التدريب يضيف مهارات جديدة. وكنت شاركت في تدريب آخر نظمته "مفتاح" ضمن مشروع ريادة المرأة. وبالتالي ما تلقيته خلال التدريب الأخير أضاف إلى معرفتي شيئا جديدا، وفهما أوعى لمفهوم النوع الاجتماعي ليس بحصره في مصطلح الذكر والأنثى ، بل باحتياجات جميع فئات المجتمع، وضرورة مراعاة جميع هذه الاحتياجات. وهنا أود أن أشكر "مفتاح" على نوعية التدريبات التي تقدمها لنا، وكنت شاركت في أكثر من واحد منها، واستفدت كثيرا، وفتحت أمامي آفاقا جديدة وعلاقات عديدة غاية في الأهمية".
عدي حريبات، انضم إلى ما قاله زملاؤه السابقون عن التدريب، وأكد أنه قدم له شيئا جديدا مفيدا. وتابع" هذا التدريب مكنني من العمل في أي مشروع خاص أو عام على وضع الموازنة الصحيحة، وإعداد نشرة كاملة بأقل التكاليف ليستفيد منها الجميع. لقد فتح لنا هذا التدريب الطريق، وبالتالي علينا نحن أن نكمل المشوار. نشكر مفتاح على هذا الجهد، مع دعوتنا لها للتواصل الدائم معنا في كل ما يتعلق من تدريبات ذات صلة بتطوير مهاراتنا وقدراتنا.
'مفتاح' تحصل على مركز استشاري للعمل مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة
تاريخ النشر: 2020/9/28
بقلم مفتاح
حصلت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح على مركز استشاري للعمل مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، والذي تسعى مفتاح من خلاله إلى المساهمة في نشر الرواية الفلسطينية والمناصرة الدولية بالاستناد إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
المجلس الاقتصادي الاجتماعي هو الجهاز الرئيسي الذي ينسق الأعمال الاقتصادية وما يتصل بها من أعمال الوكالات المتخصصة الأربعة عشرة التابعة للأمم المتحدة واللجان الفنية واللجان الإقليمية الخمس، و يعمل بمثابة المنتدى المركزي لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الدولية، و يقوم بصياغة توصيات السياسات الموجهة إلى الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة.
ويعتبر المجلس البوابة الرئيسية لدخول المنظمات غير الحكومية إلى منظومة الأمم المتحدة، والهيئة الرئيسية الوحيدة للأمم المتحدة التي لديها إطار رسمي لمشاركة المنظمات غير الحكومية.
ما هو المركز الاستشاري:
هو إطار اعتماد يفيد كل من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على حد سواء، لوضع ترتيبات التشاور من جهة لغرض تمكين المجلس أو إحدى هيئاته من الحصول على المعلومات أو المشورة من خبراء المنظمات المختصة في المواضيع التي ستوضع ترتيبات التشاور بشأنها، ومن جهة أخرى تمكين المنظمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية والوطنية التي تمثل عناصر مهمة من الرأي العام من إبداء الرأي حسب قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي 31/1996، الجزء الثاني، الفقرة 2.
ويمكن للمنظمة غير الحكومية، بعد حصولها على المركز الاستشاري، أن توفر تحليلات مبنية على خبرتها المباشرة في الميدان بشأن بعض المسائل للمساعدة في رصد الاتفاقيات الدولية وتنفيذها، بالإضافة إلى زيادة الوعي العام بالمسائل ذات الصلة والمساهمة بالمعلومات الأساسية في الأحداث التنظيمية. وللمركز الاستشاري دور رئيسي في النهوض بأهداف الأمم المتحدة وغاياتها
كما يتيح المجلس الاقتصادي والاجتماعي للمنظمات غير الحكومية فرصة إبداء آرائها أمام جمهور عالمي والمساهمة في جدول أعماله، من خلال حضور المؤتمرات والأحداث الدولية، والإدلاء بالبيانات الخطية والشفوية فيها، بالإضافة إلى تنظيم أحداث جانبية لجلسات المجلس مع إمكانية دخول مقرات الأمم المتحدة، والحصول على فرصة التواصل الإلكتروني والتأثير.
وتعتبر مؤسسة مفتاح حصولها على هذا المركز الاستشاري بهذا التوقيت مهم جداً للبدء في تنظيم مشاركاتها من خلال دورات انعقاد المجلس خلال 2021.
