مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – اجتمعن في أريحا، وكن نحوا من سبع وعشرين فتاة وسيدة، أتين من الجفتلك، فروش بيت دجن، بردلة، الديوك، النويعمة ، وعين البيضا، وهي مناطق مختلفة من أريحا والأغوار الشمالية.

كان ورشة عمل تقييمية خصصتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، للاستماع منهن إلى احتياجاتهن في مجالي التدريب والدعم المالي لمشروع تقوية النساء الريفيات بمشاريع صغيرة مدرة للدخل، والذي تشرف عليه حنان سعيد منسقة المشروع في "مفتاح"، والممول من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

أدارت ورشة العمل هذه، فداء البرغوثي الخبيرة المتخصصة في قضايا النوع الاجتماعي، حيث تركت الحديث للمستفيدات من المشروع، ليحددن بأنفسهن احتياجاتهن وأولوياتهن في سياق الدعم الذي قدمته "مفتاح" لهن، ولم يهبط عليهن من السماء، بل كن هن أصحاب القرار في تحديد الأولويات والاحتجاجات.

بالنسبة للمستفيدات، كان ما عرضته "مفتاح" عليهن تجربة جديدة، اختلفت عما جرت عليه العادة من قبل مؤسسات أخرى، اعتادت هي أن تقرر طبيعة الاولويات والاحتياجات، فيما المستفيدات يتلقين وينفذن.

مع "مفتاح" التجربة تختلف تماما، كما تقول رندة حسان من منطقة الجفتلك، وهي خريجة تخصص إنتاج حيواني من جامعة النجاح، وتشترك مع مجموعة من الفتيات وربات البيوت في مشروع لتربية الدواجن تدعمه "مفتاح"، وتقدم للمستفيدات منه التدريب الذي يمكنهن من إدارة المشروع. تضيف" منحتنا "مفتاح" خيار أن نحدد أولوياتنا واحتياجاتنا بأنفسنا، ولم تمل علينا شيئا. تحدثنا في جلسة التقييم بأريحية، وكان الحديث مريحا ومفيدا، فقد استطعنا أن نحدد بالضبط ما نريده من احتياجات مادية وتدريبية.

تشترك رندة في مشروع تربية الدواجن، مع رفيقات لها من سكان الجفتلك، هن آمنة، وهي ربة بيت وأم لثلاثة أبناء، ودموع متزوجة، وعبير أم لأربع بنات وولدين، وبالإضافة إلى استفادتها من المشروع، تعمل عبير في إحدى المستوطنات لتساعد زوجها في إعالة الأولاد.

لكن رندة، التي تعيش مع والديه وشقيقها، فإنها تأمل من مشروع تربية الدواجن الممول من "مفتاح"، أن يحسن من دخل أسرتها، وقد مضى عليه نحو خمسة أشهر. تضيف" المشروع الذي اخترناه ملائم تماما لبيئتنا ، ومن السهل أن نعمل فيه، وأن نديره، خاصة أنني تخرجت من الجامعة بتخصص إنتاج حيواني، وآمل أن يدر علينا مستقبلا الدخل الذي يمكننا اقتصاديا". وتتابع" في السابق كنا نتوجه للعمل في المستوطنات، اليوم بتنا نعمل في المزارع والحقول وندير مشاريعنا بأنفسنا، ول"مفتاح" فضل علينا".

أما فاديا أبو جيش ( أم شادي)، من فروش بيت دجن، فهي أم لأربعة أبناء، وتشترك مع مجموعة أخرى من نساء قريتها عددهن ست، في مشروع تسمين خراف، بدأن العمل فيه في شهر تشرين أول من العام الفائت، ويأملن بعد وقت أن يدر عليهن الدخل المناسبرغم أن المشروع صغير وإمكانياته محدودة.

لم تخف (أم شادي) ارتياحها من القاشات التي تخللت جلسة التقييم التي عقدت في القرية السياحية بأريحا، مع أكثر من مجموعة استفادت من مساعدة "مفتاح". تقول" لأول مرة نشعر أننا صاحبات لمشروع نقرر احتياجاتنا ونحدد أولوياتنا، واحتياجاتنا في مشروع تسمين الخراف، هو أن يتم توسيع نطاق المساعدة وتطويرها مستقبلا، وأن تستمر "مفتاح" معنا في التدريب والدعم اللازمين. خاصة أن أوضاعنا مأساوية ، فالدخل متدن، وفرص العمل قليلة، ولهذا نرجو أن يكبر مشروعنا ويتوسع، وأن يكون لدينا مطبخ إنتاجي لتفريز الخضروات، وتشغيل مزيد من الأيدي العاملة،وهو مشروع يمكن أن ينجح".

بدورها، لخصت حنان سعيد منسقة " مشروع تقوية النساء الريفيات بمشاريع صغيرة مدرة للدخل"، هدف ورشة العمل التقييمية للمستفيدات من المشروع بقولها:" الجلسة كانت مرحلة أولى وتمهيدية لقياس تقييم احتياجات تدريبية فيما بعد، لمشاريع أريحا والأغوار، حيث توجد لدينا سبعة مشاريع تتوزع على مناطق الأغوار المختلفة، والهدف منها بناء قدرات المستفيدات من المنح لغرض تمكينهن والمساعدة على تطوير مشاريعهن وإدارتها بطريقة منظمة". وتضيف" كل مشروع له احتياج وبالتالي عقدنا هذه الجلسة التقييمية لتحديد احتياجات المستفيدات بأنفسهن، ولتكون هذه الاحتياجات عنوانا لبرامج التدريب اللاحقة التي ستقدمها "مفتاح".

المدربة فداء البرغوثي، الخبيرة المتخصصة في قضايا النوع الاجتماعي والتي أدارت جلسة التقييم، قالت أن الهدف من الورشة هو التعرف على أبرز الصعوبات والإشكاليات التي تواجه النساء على مستوى إدارة مشاريعهن، وكذلك الصعوبات التي تواجههن في الحيزين العام والخاص، والتعرف على أسباب هذه الصعوبات في مختلف المستويات من وجهة نظرهن، بالإضافة إلى التعرف ومن خلال توصيفهن للواقع المعاش على أبرز الاحتياجات أو الخدمات التدريبية ومؤهلاتهن ومهارتهن ونقاط قوتهن وضعفهن بغية وضع خطة منهجية لتدريبهم تكون بمثابة المرتكز والقاعدة لتمكينهن نفسيا واجتماعيا واقتصاديا".

وللورشة كما تقول فداء أهمية خاصة، من حيث تقييم الاحتياجات باعتبارها خطوة أساسية ومنهجية وغير عشوائية لا يمكن تجاوزها كونها تمثل تجربة أولى تمر بها النساء صاحبات المشاريع، حيث يتاح لهن المجال والفرصة للتعبير عن ذواتهن وعلاقاتهن مع بعضهن البعض كصاحبات مشاريع تعمل كل مجموعة منهن على إدارة مشروع، كما علاقاتهن مع أفراد العائلة والمحيط المجتمعي كخطوة أولى لاستكشاف قدراتهن والمعيقات التي تواجههن بعيدا عن أجندة المؤسسات والممولين بحسب تعبيرهن، وهذا من وجهة نظرهن يعتبر إنجازا يحسب لمؤسسة "مفتاح" التي لم تتوان يوما عن تقديم الدعم المعنوي والنفسي والاقتصادي لبناء قدراتهن كنساء صاحبات مشاريع، وكأمهات وزوجات يطمحن لأن يكن فاعلات في المجتمع".

ووفقا لفداء، فقد اعتبرت النساء أن مجرد لقائهن واجتماعهن من مختلف مناطق الأغوار يعد مكسبا في حد ذاته، كونه جعلهن يتعرفن على أفكار بعضهن البعض والتعلم من تجارب بعضهن البعض كما الاستفادة من خبراتهن تحديدا وأن مجالات المشاريع متشابهة إلى حد ما.

فيما عبرت النساء عن جملة من الصعوبات التي تواجههن في مشاريعهن، أبرزها تتعلق بصعوبة تعاملهن مع الأغنام في حال مرضهن، وصعوبة في التعامل مع الأعلاف وتخزينها، قلة التراخيص الممنوحة للجمعيات وصعوبة في قدرتهن على تطوير مشاريعهن، بالإضافة إلى توزيع الأدوار ما بين النساء في المشروع الواحد، وصعوبة في التعامل مع الأرقام والمحاسبة بشكل مهني، أما على مستوى الصعوبات في الحيز العام، فتتمثل بالنظرة المجمعية للنساء وعدم قدرتهن التواصل والتشبيك مع المؤسسات الأخرى. أما الصعوبات في الحيز الخاص فتتمثل بالأعباء الملقاة على عاتق والتي تعيق توفير الوقت والجهد لصالح المشروع، صعوبة التعامل مع إرادة العائلة وتوزيع الأدوار كي ينعكس إيجابيا على المشروع على المستوى النفسي والمعنوي وعلى مستوى الوقت والجهد المبذول.

أما الاحتياجات على مستوى المشروع، فقد عبرت النساء عن احتياجاتهن لتوفير دورات تتعلق بالبيطرة، وتخزين الأعلاف ودورة العمل ضمن الفريق، الاتصال والتواصل، مهارات الكتابة. وفيما يتعلق بالاحتياجات في الحيز الخاص حيث أشرن إلى أهمية تطوير دورات في التشبيك والنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة، دورة في التعامل مع الإعلام للتعبير عن همومهن كنساء صاحبات مشاريع، وأخيرا فيما يتعلق بالخاص، فتتمثل احتياجاتهن بدورات تتعلق بتوعية الأزواج وأفراد العائلة بأهمية دور النساء في الحيز العام والخاص، كما تدريبيهن على التعامل مع مختلف أفراد العائلة.

وترى البرغوثي أن الدرس المستفاد من تلك الورشة، يتلخص في الحراك الذي أثاره هذا النوع من تقييم الاحتياجات للنساء صاحبات المشاريع، والذي يشكل خطوة أساسية في عملية التخطيط من منظور النوع الاجتماعي، الذي تتصف طبيعته بأنها سياسية وفنية في الوقت نفسه؛ وبالتالي يفترض قيام صراع ربما يشتمل على عمليات تحويلية كونه يتضمن حوارا بين مختلف النساء داخل المشروع الواحد، وبين النساء وعلاقاتهن في الحيز العام والخاص، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على تطوير أدائهن وبناء قدراتهن ومعارفهن، من خلال تحديد المشاكل والعقبات التي تقف أمام القيام بمهامهن بشكل فعال ومن ثم تطوير التدخلات أو الحلول الممكنة. هذا بالإضافة إلى أن تقييم الاحتياجات يعتبر أحد أهم الآليات المؤسسية لإدماج النوع الاجتماعي، كونه يعبر بشمولية عن احتياجات الأفراد ضمن المشروع، التي لا بد ستعمل على تحديد واضح للمشكلة وتوجيه منظم للطاقات والقدرات والموارد في سبيل تطبيق فعال للخطط والسياسات والبرامج.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required