كان الصحافي طارق خميس (23 عاما) يجلس في مقر الملتقى التربوي في مدينة البيرة، حيث يعمل متطوعا، عندما دهم خمسة رجال أمن مكتبه قبل أيام، وإقتادوه الى مركز امني، واخضغوه لتحقيق دام أكثر من ثلاث ساعات.
وقال طارق الذي يعمل في موقع "زمن برس" الاخباري بان رجال الامن إقتادوه بخشونة من بين زملاءه، دون أن يعرفوه على انفسهم، أو أن يظهروا له اي مذكرة اعتقال وتوقيف. وهناك، في المركز الامني، تعرض طارق لإستجواب حول عمله الصحافي، ومصادر دخله، وجرى فحص حاسوبه المحمول. وخلص طارق بعد انتهاء الاستجواب الى أن الإجراءات التي تعرض لها هدفت الى الوقوف على تحقيق صحافي كان يجريه حول الحراك الشبابي في فلسطين لصالح الموقع الاخباري الذي يعمل فيه. وجاء توقيف طارق ضمن سلسلة عمليات توقيف واحتجاز واستجواب شملت صحافيين ومدونين ومعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل الكثيرين يعتبرونها انتهاكا صارخا للحريات الصحافية والعامة. ومن بين من تعرضوا لإجراءات التوقيف والاستجواب منسق صفحة "الشعب يريد إنهاء الفساد" على موقع "فيس بوك" الناشط جمال ابو ريحان، والاعلامية عصمت عبد الخالق، والصحافي يوسف الشايب. وجاء توقيف عبد الخالق والشايب بعد رفع قضايا حقوقية (قدح وذم) ضدهم من قبل شخصيات عامة وافراد. وفي وقت سابق تعرض الصحافي في وكالة "وفا" الرسمية رامي سمارة للاحتجاز والاستجواب عدة ساعات على خلفيه كتابة تعليقات ساخرة ضد القيادة الفلسطينية على موقع "فيس بوك". وطلب النائب العام توقيف الشايب وعبد الخالق مدة 15 يوما على ذمة التحقيق. وجرى اعتقالهما وتوقيفهما بعد ان صادقت المحكمة على الطلب. وأثار التوقيف والاحتجاز والاستجواب الذي تعرض له الصحافيون والمدونون حملة احتجاجات واسعة، قادت الى إعادة دراسة الملفات، واتخاذ المحكمة قرارا جديدا قبلت فيه اعتراض محامي الشايب وعبد الخالف على التوقيف، واطلقت سراحهما، بعد أن أمضيا في السجن حوالي اسبوع. وقال مدير شبكة "أمان" للنزاهة والشفافية في فلسطين الدكتور عزمي الشعيبي بان النائب العام "يبالغ في استخدام صلاحياته بهدف معاقبة المتهمين حتى قبل أن تدينهم المحكمة". واضاف: "هناك أشخاص رفعت عليهم قضايا حقوقية، وهم موجودون في البلد، وليسوا خطرين، ولا يهددون الامن، ومع ذلك يصر النائب العام على اعتقالهم، وهذا يدل على انه يريد انزال عقوبة مسبقة بهم". وقال الشعيبي ان النائب العام لجأ في التعامل مع الصحافيين الى قانون العقوبات الاردني لعام 1960 وهو قانون قديم، ولم تكن فيه الصحافة تتمتع بالحقوق التي تتمتع بها اليوم. يشار الى أن المجلس التشريعي الفلسطيني بحث مشروع قانون عقوبات جديد. لكنه اوقف البحث بعد الانقسام الذي أسفر عن شل المجلس. ووصلت الاحتجاجات على اجراءات النائب العام وأجهزة الامن الى الحكومة التي تحركت في الأيام القليلة الماضية لإحداث تغيير في الاجراءات التي يتعرض لها الصحافيون والمدونون اثناء المحاكمة. وقال الدكتور غسان الخطيب مدير مكتب الصحافة الحكومي بان الحكومة تعمل مع الجهات المختصة مثل مجلس القضاء الاعلى والنيابة على صيغة تضمن ان يكون القضاء هو الجهة الوحيدة التي تتعامل مع الصحافيين. وقال إن الاقتراح الذي قدمه رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وتبنته الحكومة ينص علي: لا إجراءات ضد الصحافي الا من خلال حكم قضائي". وقال اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الاجهزة الامنية بان هناك "اعادة نظر" في الطريقة التي تتعامل فيها اجهزة الامن مع الصحافيين. وقال ان الاحتجاحات الاخيرة للصحافيين قادت الى نقاش واسع في المؤسسة الامنية. واضاف: "ما توصلنا اليه ان الاجراءات التنفيذية بحق الصحافيين والكتاب يجب ان تكون مختلفة عن تلك الاجراءات التي نقوم بها في قضايا مثل الاتهام بجريمة قتل وما شابه". وأضاف: "نحن مؤسسة تتعلم من الاخطاء، وتتطور". لكنه قال بان حق التقاضي مكفول مشيرا الى ان هناك قضايا رفعت في المحاكم ضد الرئيس والحكومة وقادة اجهزة امن. وجاء توقيف ثلاثة من الصحافيين والمدونين بعد رفع دعاوي حقوقية بحقهم من قبل موظفين كبار وجهاز امني. فوزير الخارجية الدكتور رياض المالكي والسفير الفلسطيني في باريس هايل الفاهوم وزوجته رفعوا دعوى حقوقية ضد الصحافي يوسف الشايب بعد أن نشر تقرير في صحيفة "الغد" الاردنية حمل اتهامات بالفساد والتجسس بحق أركان السفارة الفلسطينية في باريس. ورفع جهاز الامن الوقائي دعوى مماثلة بحق الاعلامية عصمت عبد الخالق بعد نشرها تعليقات على "فيس بوك" تحمل اتهامات بالخيانة للرئيس والقيادة الفلسطينية. ورفع موظفون في وزارة الاقتصاد دعوى ضد المدون جمال ريحان على خلفية اتهامه لهم بالفساد على ذات الموقع. وموقع "فيس بوك" الاكثر انتشارا في الاراضي الفلسطينية. وتشير تقديرات الى ان الغالبية العظمى من مستخدمي الانترنت في فلسطين لديهم حسابات على هذا الموقع. وقال عدنان الضميري: "هناك فرق بين حرية التعبير، والاتهامات بالخيانة والفساد. حرية التعبير مكفولة، لكن الاتهامات قد تقود الى رفع قضايا حقوقية". لكن تجربة الاحتجاز والاستجواب التي تعرض لها أخيرا صحافيون مثل طارق خميس تدل على أن حرية التعبير لم تكن دائما مكفولة. والسؤال المثار بين الصحافيين اليوم هو: هل تعمل المؤسسة الرسمية بما فيها اجهزة الامن والنيابة، على احرام وضمان هذه الحرية، بعد الاحتجاجات الاخيرة التي دفعت رئيس الحكومة الى الاعلان عن نيته العمل على تغيير صيغة العلاقة مع الصحافيين؟! * صحافي فلسطيني- رام الله. - daraghmeh9@yahoo.com اقرأ المزيد...
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/11/24
×
استطلاع رقم 206: (81%) لا يثقون بدرجات متفاوتة بتعهدات اسرائيل والتزامها بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية
في أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي، ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (www.pcpo.org)، وأجري خلال الفترة تشرين الثاني (19-22) 2020، وشمل عينة عشوائية مكونة من 516 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن الشعب الفلسطيني منقسماً على نفسه بخصوص عودة العلاقات مع اسرائيل واستئناف التنسيق الأمني معها فالنسبة الأعلى كانت لا تؤيد ذلك، في حين أيد ذلك بنسبه أقل. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن هذا الإستطلاع يركز بشكل رئيسي على قرار السلطة الفلسطينية مؤخرا ً باستئناف العلاقات مع إسرائيل المقطوعة منذ 19/5/2020 ردّا ً على نية الحكومة الإسرائيلية ضمّ حوالي (30 %) من أراضي الضفة الغربية إليها بدعم من الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وأكد د. نبيل كوكالي بأن الدافع لهذه الخطوة الشجاعة من طرف السلطة الفلسطينية كانت رسالة رسمية بعثت بها الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية تؤكد على نيتها الإلتزام بجميع الإتفاقيات الموقعة سابقا ً مع السلطة الفلسطينية. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن أغلبية الفلسطينيين في هذا الإستطلاع عبّروا عن عدم ثقتهم بنوايا الحكومة الإسرائيلية لأن أفعالها على أرض الواقع تتكلّم لغة أخرى. وبالرغم من ذلك كلّه، فإن الشعب الفلسطيني متفائل بأنه سيكون له يوما ً ما عن قريب دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: الثقة في اسرائيل جواباً عن سؤال: "ما مدى ثقتك بتعهدات اسرائيل والتزاماتها بالاتفاقيات الموقعة سابقاً بينها وبين السلطة الفلسطينية؟"، أجاب (71%) لست واثقاً كثيراً، (10%) لست واثقاً مطلقاً، (9%) واثقاً إلى حد ما، (6%) واثق جداً، (4%) أجابوا "لا أعرف". عودة العلاقات مع اسرائيل وحول سؤال: "هل تؤيد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل الى سابق عهدها كما كان عليه الحال قبل 5/9/2020 أم لا تؤيد؟"، أجاب (59%) لا أؤيد، (38%) أؤيد، (3%) أجابوا "لا أعرف". أسباب التأييد لعودة العلاقات مع اسرائيل ورداً عن سؤال: "ما هي الأسباب التي دعتك لتأييد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل؟"، أجاب (5.6%) أزمة الموظفين والرواتب، (4.4%) الاستقرار الأمني والهدوء، (26.9%) تحسين الوضع الاقتصادي، (9.4%) السلام والاستقرار، (16.9%) التصاريح والعمل في اسرائيل، (2.5%) أموال المقاصة، (3.8%) تصاريح المستشفيات ودخول المرضى للعلاج، (3.8%) تسهيل أمور الحياة، (8.8%) فك الحصار عن غزة وفتح المعابر، (6.9%) الحياة المرتبطة بهم، (7.5%) خدمة المواطنين، و(3.5%) لا يوجد سبب. التنسيق الأمني مع اسرائيل عارض (55%) من الجمهور الفلسطيني استئناف التنسيق الأمني مع اسرائيل، في حين أيد (40%) منهم ذلك، وامتنع (5%) عن اجابة هذا السؤال. استئناف مفاوضات السلام عارض (52%) من الجمهور الفلسطيني استئناف مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في الوقت الحاضر، في حين أيد (43%) منهم ذلك، وتردد (5%) عن اجابة هذا السؤال. الوضع الاقتصادي قيّم (61%) من الجمهور الفلسطيني وضعهم الاقتصادي في الوقت الحاضر بالسيء، في حين قيّمه (32%) بالمتوسط، (7%) بالجيد، . نبذه عن الدراسة: وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم جمع البيانات في هذه الدراسة باستخدام اسلوب CATI وهي طريقة فعالة لجمع المعلومات أثناء إجراء ألأبحاث الكمية التي يتم إجراؤها عبر الهاتف ، ويتم طرح أسئلة على المستجيبين من استبيان مصمم مسبقًا.التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز و قد تم اختيارهم من (516) شخصأ، منهم (311) شخصأ من الضفة الغربية و (205) شخصأ من قطاع غزة. و بين أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±4.38%) عند مستوى ثقة (95.0%)، و أن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (60.3%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (39.7%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (32.4) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
بقلم: المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية
تاريخ النشر: 2020/9/17
×
نتائج استطلاع الرأي العام رقم (77) - الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل
الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل، وأن السعودية ومصر قد تخلتا بموافقتهما على هذا التطبيع عن القيادة الفلسطينية. لكن أغلبية الفلسطينيين يلقون اللوم في ذلك على أنفسهم بسبب انقسامهم وبسبب تطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم 9 -12 أيلول (سبتمبر) 2020 تم إجراء الاستطلاع بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور في رام الله قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بإجراء استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 9-12 أيلول (سبتمبر) 2020. شهدت الفترة السابقة للاستطلاع مجموعة من التطورات الهامة منها توصل دولة الإمارات وإسرائيل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية وقد جاء في هذا الاتفاق موافقة إسرائيلية على وقف أو تأجيل/تعليق خطة الضم التي كانت إسرائيل تنوي تنفيذها. كما شهدت الفترة استمرار تصاعد عدد الإصابات بفيروس كورونا واستمرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ووقف تحويل أموال المقاصة للسلطة. يغطي هذا الاستطلاع كافة هذه القضايا بالإضافة لقضايا أخرى مثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والأوضاع العامة في كل من الضفة والقطاع، وعملية السلام والبدائل المتاحة للفلسطينيين في ظل الجمود الراهن في تلك العملية. تم إجراء المقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الأشخاص البالغين بلغ عددها 1270 شخصاً وذلك في 127 موقعاً سكنياً وكانت نسبة الخطأ +/-3%. للمزيد من المعلومات أو الاستفسارات عن الاستطلاع ونتائجه، الرجاء الاتصال بـ د.خليل الشقاقي أو وليد لدادوة في المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: رام الله ت: 2964933(02) فاكس:2964934(02) e-mail: pcpsr@pcpsr.org النتائج الرئيسية: تشير نتائج هذا الاستطلاع لوجود غضب شعبي فلسطيني من الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما، وترى فيه خدمة للمصالح الإسرائيلية، وخيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه ترى فيه فشلاً كبير للدبلوماسية الفلسطينية. بل إن الأغلبية الساحقة تقدر أنه بهذا الاتفاق تكون القيادة الفلسطينية قد فقدت حلفاءها العرب، حيث تعتقد أن السعودية ستلحق بالإمارات وأن مصر قد تخلت فعلاً عن الرئيس عباس. مع ذلك، فإن الأغلبية تعتقد أن الرأي العام في العالم العربي بغالبيته يعارض اتفاق التطبيع هذا. يلوم الفلسطينيون أنفسهم إذ أن انقسامهم وتطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم كان من العوامل التي أدت لمجيء هذا اليوم على العالم العربي. لا يظهر الجمهور تقديراً لما جاء في الاتفاق من تعليق لخطة الضم الإسرائيلية حيث يعتقد ثلاثة أرباع الجمهور أن هذا التعليق ليس سوى تأجيل مؤقت لبعض الوقت. بناءاً على هذا التقدير فإن الأغلبية تعارض عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل رغم أن نصف الجمهور يرغب بعودة التنسيق المالي والمدني فقط. تظهر النتائج تراجعاً ملموساً في نسبة تأييد حل الدولتين مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، كما تشير إلى بقاء الإجماع على معارضة خطة ترامب المعروفة بصفقة القرن وإلى رفض شعبي لعودة الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. ورغم أن الغالبية تتوقع خسارة الرئيس ترامب للانتخابات الأمريكية، فإن الخُمس فقط يتوقعون تغييراً إيجابياً في السياسة الأمريكية في حالة فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن. أما بالنسبة للأوضاع الداخلية الفلسطينية فإن النتائج تشير إلى استمرار الرضا عن إجراءات السلطة للحد من وباء كورونا، رغم حصول انخفاض ملموس على نسبة ذلك الرضا وخاصة بالنسبة لرئيس الوزراء. كما تعارض الأغلبية وقف التعاون مع إسرائيل في جهود مكافحة فايروس كورونا. ترتفع في هذا الاستطلاع في الضفة الغربية نسبة المطالبة باستقالة الرئيس عباس وتنخفض نسبة الرضا عنه، ويؤدي ذلك لفوز إسماعيل هنية في انتخابات رئاسية فيما لو جرت الانتخابات اليوم. ولعل تراجع مكانة عباس في الضفة الغربية يعود لصعوبة الأوضاع الاقتصادية بعد توقف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على توفير الأموال لدفع فاتورة الرواتب بشكل كامل. كما تشير النتائج إلى تراجع ملموس في نسبة الإحساس بالسلامة والأمن في الضفة الغربية وإلى ارتفاع نسبة الرغبة في الهجرة. رغم كل ذلك فإن شعبية حركة فتح لا تتأثر بهذا التراجع في الضفة الغربية. على العكس، فإن شعبية الحركة تتحسن قليلاً في هذا الاستطلاع. 1) الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي:
2) الضم وقطع العلاقات مع إسرائيل بعد اتفاق التطبيع:
3) عملية السلام وصفقة القرن:
4) أداء الحكومة الفلسطينية خلال وباء كورونا:
5) انتخابات رئاسية وتشريعية:
6) الأوضاع الداخلية:
7) المصالحة:
8) مسلمي الصين وتحويل متحف آيا صوفيا لمسجد:
9) الغايات العليا للشعب الفلسطيني والمشاكل الأساسية التي تواجهه:
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/6/24
×
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (PCPO) وأجري خلال الفترة حزيران (14-22) 2020 ويشمل عينة عشوائية مكونة من 1250 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن (55.5%) من الجمهور الفلسطيني يعتقدون أن قرار انهاء التنسيق الأمني والمدني كان قراراً صائباً. وقال د. كوكالي أن اعلان وقف التنسيق الأمني والمدني جاء رداً على الموقف الاسرائيلي المدعوم من الرئيس ترامب لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية تصل الى 30% من مساحة الضفه الغربيه وتشمل منطقة الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات الي سيادتها الأمر الذي يعده الفلسطينيون تقويض نهائي لفرصة إقامة دولة مستقلة لهم. وأضاف د. كوكالي أن نتائج الاستطلاع تدلّ على أن هناك تخوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الأراضي الفلسطينية نتيجة لوقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وكذلك التعاون المتبادل في الحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19). وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: وقف التنسيق كان قراراً صائباً يعتقد (55.5%) من الجمهور الفلسطيني بأن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً منهم (49.1%) من الضفة الغربية و(65%) من قطاع غزة، في حين يعتقد (44.5%) منهم بأنه كان قراراً خاطئاً، منهم (50.9%) من الضفة الغربية و(35%) من قطاع غزة. ويلاحظ من نتائج هذا الاستطلاع أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي اعتقدت أن القرار كان صائباً هي محافظة البيرة ورام الله (81.8%) يليها محافظة القدس (62.8%)، وأريحا (55.6%)، الخليل (52.9%)، سلفيت (52.2%)، نابلس (43.3%)، طوباس (37.5%)، طولكرم (37.3%)، جنين (34%)، قلقيلية (27.8%)، وبيت لحم (15.9%). وأظهرت النتائج كذلك أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي أعتقدت أن القرار كان خاطئاً هي محافظة بيت لحم (84.1%)، يليها محافظة قلقيلية (72.2%)، جنين (66%)، طولكرم (62.7%)، طوباس (62.5%)، سلفيت (47.8%)، نابلس (56.6%)، الخليل (47.1%)، أريحا (44.4%)، القدس (37.2%)، ورام الله (18.8%). وأظهرت نتائج الاستطلاع أن أكثر المحافظات التي تعتقد أن قرار السلطة كان صائباً هي محافظة رفح (78.1%) يليها دير البلح (75.9%)، غزة المدينة (63.9%)، خان يونس (61.1%)، وشمال غزة (54.9%). وقف التنسيق والوضع الاقتصادي وجواباً عن سؤال " هل تعتقد بأن إنهاء التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل يساعد على تحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني أم بالأحرى سيجعلها أسوأ ؟"، أجاب (18.7%) سيجعلها أحسن، (52.3%) سيجعلها أسوأ، (15.8%) لن يكون هناك تأثير، (13.2%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق والحدّ من إنتشار وباء كورونا (كوفيد-19) وجواباً عن سؤال " بالنظر لوجود تنسيق مسبق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في مجال الحدّ من إنتشار وباء الكورونا (كوفيد – 19)، هل تعتقد بأن وقف التنسيق الأمني والمدني بين الطرفين سيؤثر سلبا ً على ذلك، أم لا ؟"، أجاب (48.7%) سيؤثر سلباً، (21.7%) لن يؤثر، (29.6%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق سيعيق ضم الأغوار والمستوطنات ورداً عن سؤال " يعتقد بعض الناس في الأراضي الفلسطينية بأن قرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سيعيق إسرائيل عن ضمّ قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، بينما يعتقد البعض بأن هذا سيشجّع إسرائيل على ضمّ تلك الأراضي. أيهما أقرب إلى رأيك ؟"، أجاب (28.1%) سيعيق اسرائيل عن ضم قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، (35.1%) سيشجع اسرائيل على ضم تلك الأراضي، (26.5%) لن يكون لقرار السلطة الفلسطينية أي تأثير على الضم، (10.3%) أجابوا "لا أعرف". جدية السلطة الفلسطينية وجواباً عن سؤال " الى اي درجه تعتقد ان السلطة الفلسطينية ستلتزم بقرار وقف التنسيق الامني والمدني؟"، أجاب (12.5%) درجة كبيرة، (37%) درجة متوسطة، (35.3%) درجة قليلة، (15.2%) أجابوا "لا أدري". الحاجة الى التنسيق المدنية ورداً عن سؤال لسكان الضفه الغربيه " في حالة انك كنت بحاجة لتنسيق او بحاجة للحصول على عمل او الذهاب إلى المستشفى في اسرائيل هل ستقوم بالذهاب الى مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية او مكاتب الارتباط الفلسطيني؟"، أجاب (22%) مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية، (56.6%) مكاتب الارتباط الفلسطينية، (21.4%) أجابوا "لا أعرف". نبذة عن الدراسة في الأراضي الفلسطينية وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم إجراء المقابلات جميعها في هذه الدراسة داخل البيوت التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز، وقد تمّ اختيارها من (180) موقعاً، منها (135) موقعاً من الضفة الغربية و(45) موقعاً من قطاع غزة. وبيّن أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±2.77%) عند مستوى ثقة (95.0%)، وأضاف أن نسبة الاناث اللواتي شاركن في هذه الدراسة بلغت (49.6%) في حين بلغت نسبة الذكور (50.4%). وأن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (63.0%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (37.0%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (31.5) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2003/6/23
×
مع الشاعرة الكبيرة على سرير الشفاء ..فدوى طوقان: لؤلؤة الكلام تزهو بذكريات الزمن الجميل
الشاعرة فدوى طوقان "لؤلؤة الكلام، نبتة الظلال التي تعانق المساء، الصوت الحنون الذي يستحضر الأمل وقت الظلمات.."، ليست وحيدة في نهاية رحلتها الجبلية، رحلتها الصعبة، فذاكرتها تزهو بأحداث وذكريات الزمن الذي يبدو اليوم جميلاً، بل وأجمل كثيراً مما تخيلته، وتخيلناه، أحداث وذكريات تؤنس ليل وحدتها، وتبدد وحشة الزمن، والمرض الذي استسهل جسدها النحيل. وفي المستشفى التخصصي في مدينتها نابلس، التي رأت نفسها ذات يوم: "حجارة حيطانها العتيقة"، قد تنسى فدوى طوقان، الراقدة على سرير الشفاء، وجه واسم صديق عادها قبل دقائق، لكنها تقص عليك التفاصيل الدقيقة لأحداث وذكريات عاشتها في رحلتها الطويلة "الرحلة الأصعب"، التي بدأت معها منذ رأت عيناها النور في بيت من بيوت مدينتها العتيقة المسورة بالياسمين في السنة السابعة عشرة من القرن الماضي. تصحو فدوى بين غفوة وأخرى، وتتمنى، راضية، أن تنتهي رحلة العمر بسلام: "حتى لا أكون عبئاً على أحد"... "خلص، لقد ضعفت صحتي ،واعتل جسدي،وفقدت زهرة الحياة". لكن الحياة التي ترى ذاتها الجميلة في وجه وقلب شاعرتنا، تتشبث بفدوى، تحاول حمايتها، وصد المرض والكبر والموت عنها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.. وربما كانت النهاية التي تتمناها فدوى عائدة إلى ما انقطع بينها وبين رفيقها الوحيد في رحلة العمر، أي الشعر، فقد أصيبت شاعرتنا منذ أربع سنوات بجلطة دماغية، تركت أثراً بالغاً على بصرها، ما حال بينها وبين القلم والكتاب.. وقبل شهرين أصيبت بكسر في عظمة مفصل الكاحل، ما أقعدها في السرير. لكن شاعرة ذات إرادة وروح استثنائية من طراز فدوى "عين المرآة، الشاهد، بؤرة العدسة، صياح الديك عند الفجر"، لا تعدم وسيلة للاتصال والتواصل مع الحياة والاحتفاء بها،وهي في ذلك لا تستسلم لقدر أبداً. ففدوى التي جاءها صوت شقيقها يوسف مجلجلاً ذات يوم مقسماً: "أن لا تخرج من البيت إلا إلى القبر"، بعد أن بلغته حكاية ذلك الصبي الذي لحق بشقيقته في طريق عودتها من المدرسة، ورمى لها وردة بيضاء على سور البيت، اخترقت، بإرادتها وسمو روحها، أسوار ذلك البيت الذي بدا مثل حصن في قلب نابلس القديمة، منطلقة إلى فضاءات الحياة الثقافية العربية والعالمية. "جاءني أخي إبراهيم (الشاعر إبراهيم طوقان)، يملأه الفرح لأن ثلاثة من تلاميذه كتبوا قصائد صحيحة، فقلت له بحسرة وألم من حرم من ذات الفرصة: يا بختهم". يقرأ إبراهيم محاولات شعرية لفدوى كما يقرأ لتلاميذه في المدرسة، ويبلغها القرار المصيري: "أنت لديك ميل للشعر، وسأعلمك كتابته". يحضر الشاعر الكبير الحنون، الأقرب على شقيقته المحبوسة بقيود العادات والتقاليد الاجتماعية لذلك الزمن، ما يؤسس لموهبتها، ويحيل سجنها مدرسة: كتب النحو الواضح (ستة أجزاء)، وكتب البلاغة الواضحة، وكتب ودواوين شعر أخرى، فتحملها بكل فرح وسعادة إلى غرفتها، وتحبس نفسها إلى جانبها.. تقرأ فدوى بنهم، وتكتب بتأني... "كانت أولى قصائدها إلى والدها المعتقل في سجون الإنجليز.. ومن هناك انطلقت فدوى في فضاء الشعر والأدب، فكتبت من الشعر في دواوين: وحدي مع الأيام، وجدتها، اعطنا حباً، أمام الباب المغلق، الليل والفرسان، وعلى قمة الدنيا وحيداً، وتموز والوجه الآخر. وفي النثر كتبت: رحلة جبلية رحلة صعبة، والرحلة والأصعب، وأخي إبراهيم. تطوف فدى العالم مشاركة في مؤتمرات ولقاءات أدبية، تلتقي مع خبرات وقامات أدبية عديدة. وتحظى شاعرة فلسطين بالتقدير العالي في مختلف المحافل الثقافية والأدبية، وتمنح بجوائز أدبية رفيعة: جائزة الزيتونة الفضية الثقافية، جائزة عرار، وجائزة سلطان العويس، وسام القدس، جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، جائزة بابطين للإبداع الشعري، شهادة الاستحقاق الثقافي، وجائزة كفافيس اليونانية وغيرها.. وكل هذه الثروة من التجارب والذكريات الجميلة تشكل اليوم زاد فدوى في وحدتها المتجددة، بعد أن فارقت القلم وفارقها الكتاب. وبروحها المتمردة، الهائمة بحثاً عن كل ما هو جميل وأصيل في الحياة، روحها التي لا تستسلم لقيد من مرض أو من زمن، كما لم تستلم من قبل لقيد من بشر، فإن شاعرتنا تستعيض في مرضها بما تلتقطه الأذن عن ما عجزت عنه العين.. فها هي تستمع إلى رواية الحياة عبر المذياع والتلفاز، فتظل ملتصقة بإحداهما ساعات طويلة من النهار: "وغالباً ما أترك المذياع يروي لي عن أحوال العالم طوال الوقت، فأغفوا على صوته وأصحو عليه". لكن ما تسمعه فدوى ينغص عليها غالباً، لولا ما يحمله لها أحياناً من صوت فيروز محتفياً بالحياة. "إلى متى يا رب سنظل نفقد أعزاءنا، وهم كذلك يفقدون، إلى متى"، تحترق الشاعرة في نار السؤال؟؟. والأقسى على قلب فدوى النحيل هو أن: "لا أمل". "أنا متشائمة، فهم –أي الإسرائيليين- قساة وصعبين، ونحن العرب لا نتعلم من أخطائنا أبداً". تغسل شاعرتنا أحزانها بالموسيقى والغناء، فهي التي أجادت ذات يوم العزف على العود، ودأبت على عزف أصعب المقطوعات، ترى في الموسيقى: "زاد يومي لا غنى عنه للأرواح". وهي تحب الغناء الجميل ولا تتقبل غناء الدموع واللوعة والفراق. ورغم مشاعر التشاؤم التي تسيطر عليها حيال الصراع بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال: "الصراع الذي لا يرتوي من الدماء" إلا أن شاعرتنا الكبيرة متفائلة بالمستقبل الثقافي لشعبنا. "المستقبل الثقافي واعد في بلدنا، فشبابنا متاح لهم اليوم الكثير من وسائل المعرفة والاتصال والنشر التي لم تتح للأجيال السابقة، وأظن أن فرصهم في الإبداع أفضل من التي أتيحت لمن سبقوهم". وأكثر ما يريح فدوى هو شعورها بأن رسالتها قد وصلت، وهو ما تراه في هذه الأعداد الكبيرة من الزوار الذين يطرقون باب جناحها في المستشفى للاطمئنان عليها. وزوارها هؤلاء ليسوا من الوسط الثقافي فقط، بل من أوساط مختلفة. وكثيراً ما يكون زوارها من الأجيال الشابة التي نشأت على شعر فدوى الذي باتت تتلقاه اليوم على مقاعد الدرس، بعد أن اصبح المنهاج فلسطينياً. تاريخ النشر: 2002/10/24
×
مشاريع المياه توقفت منذ وصوله للحكم.
العطش: حرب شارون الجديدة على الفلسطينيين
بإعلان وزير البنية التحتية في حكومة شارون،آفي ايتام، عن إغلاق باب حفر آبار جديدة للمياه في الأراضي الفلسطينية، تكون هذه الحكومة قد أعلنت حرباً أخرى على الفلسطينيين سلاحها العطش. ويعاني الفلسطينيون من نقص شديد في المياه جراء سيطرة إسرائيل على جميع مواردهم المائية، واستغلالها الجشع لها، لكن الاتفاقية الانتقالية التي وقعت في العام 95 أشاعت لديهم بعض الأمل بإمكانية حل مشكلة العطش المتفاقمة لديهم. فقد اقر الجانب الإسرائيلي في بروتوكول المياه لملحق بتلك الاتفاقية، من حيث المبدأ، بحقوق للفلسطينيين في المياه، لكنه أبقى الباب مفتوحاً على احتمالات أخرى عندما أجل الاتفاق بشأنها إلى المفاوضات النهائية التي أصبحت في علم الغيب. واعترفت حكومة إسرائيل العمالية، آنذاك، في تلك الاتفاقية بوجود عجز كبير في احتياجات الفلسطينيين المائية، وأقرت أن "حل مشكلة هذا العجز يتطلب من الطرفين العمل سريعاً على توفير ما بين 70-80 مليون متر مكعب من المياه سنوياً لهم". وقد شكل الطرفان في ذلك الوقت لجنة مشتركة للمياه أحيلت لها جميع الملفات المتعلقة بالمياه من مشاريع جديدة وتحدي أسعار ومشروعات مياه عادمة وغيرها. لكن الشيطان الكامن دوماً في التفاصيل سرعان ما ظهر على السطح، وأعاق تطبيق تلك الاتفاقية. ووفقاً للمهندس فضل كعوش نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية فانه "من اصل 200 طلب تقدم بها الجانب الفلسطيني لحفر آبار لتوفير احتياجاتنا من المياه، كما حددتها الاتفاقية، لم يوافق الجانب الإسرائيلي سوى على 14 بئر فقط 11 منها لغرض الشرب و3 للزراعة". وحسب كعوش فأن هذه الآبار توفر لنا 22 مليون متر مكعب من أصل ألـ 80 مليون متر مكعب المتفق عليها. وقد واصلت اللجنة اجتماعاتها في عهد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لكنها توقفت بمبادرة من الجانب الإسرائيلي وبصورة كاملة بعد وصول شارون إلى الحكم. وقال كعوش: "لقد واصلت اللجنة العمل في عهد حكومات العمل والليكود، لكن لقاءاتها توقفت منذ وصول شارون إلى الحكم". وأضاف يقول: "صحيح أننا واجهنا مشكلات في عهد حكومة نتنياهو، لكن العديد من المشاريع نفذت، وبعد شارون توقف كل شيء"."لقد تقدمنا عبر اللجان الفنية بطلبات لتنفيذ العديد من المشاريع المائية، لكن لم يتم الموافقة على أي مشروع منها"، قال كعوش. وتعاني جميع المناطق والتجمعات الفلسطينية من أزمة نقص متفاقمة في مياه الشرب والزراعية على السواء.وتفيد إحصاءات فلسطينية وإسرائيلية متطابقة إلى وجود هوة كبيرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في استهلاك المياه. ففي حين يبلغ متوسط استهلاك الفرد للمياه في الجانب الفلسطيني 40 لترا في اليوم فإن استهلاك نظيره الإسرائيلي يبلغ 350 لتر.ويرتفع معدل استهلاك المياه في المستوطنات إلى 800 لتر في اليوم، حيث ينعم المستوطنون بالحدائق المنزلية وبرك السباحة. ويبلغ عدد المستوطنات في الأراضي الفلسطينية 177 مستوطنة منها 120 مستوطنة مدنية و8 مستوطنات صناعية والباقي عسكرية. وتقف بعض التجمعات الفلسطينية على مشارف العطش مثل لواء طوباس الذي لا يتجاوز معدل استهلاك الفرد للمياه فيه 22 لتراً في اليوم. وثمة مناطق واسعة في الأراضي الفلسطينية ما زالت محرومة من المياه الجارية وتعتمد في شربها على مياه الصهاريج. ويقول فضل كعوش بأن 240 قرية فلسطينية ما زالت محرومة من المياه الجارية يسكنها 350 ألف مواطن. ومع تعاقب سنوات الجفاف الذي يحد من كميات المياه المتاحة، وتنامي عدد السكان، وتواصل السحب الإسرائيلي الزائد من الأحواض الجوفية، فإن أزمة العطش في فلسطين مرشحة للوصول إلى نقطة خطيرة لا يستبعد معها أن تحمل الانتفاضة القادمة اسم انتفاضة المياه أو انتفاضة العطشى. ويقول فضل كعوش: "إسرائيل هي المسؤول الأول والأخير عن عطشنا، لأنها تسيطر على جميع مواردنا المائية وتستغل 85% منها". وأضاف يقول: "تبلغ كمية المياه المتجددة في الضفة 850 مليون متر كعب، منها 700 مليون متر جوفي و150 مليون متر سطحي. وتستغل إسرائيل مياه الفلسطينيين من خلال شبكة واسعة من آبار السحب مقامة على طول الآبار الجوفية الرئيسية الثلاث في الشرق والغرب والشمال. وأدت هذه الآبار إلى جفاف عدد كبير من الينابيع والآبار في الأراضي الفلسطينية ما فاقم مشكلة العطش. وقال كعوش: "لقد أقام الإسرائيليون -على سبيل المثال لا الحصر- بئرين ضخمين في قرية بردلا في الأغوار الشمالية، يضخ الواحد منها ألف متر مكعب في الساعة ما أدى إلى جفاف 22 نبعاً و12 بئراً في المنطقة. "لقد أقاموا 17 بئراً في الأغوار ما أدى إلى جفاف عشرات الينابيع والآبار الأخرى "أضاف كعوش يقول. وفي مفارقة لافتة اتهم وزير النبى التحتية الإسرائيلي الفلسطينيين بالقرصنة، مشيراً إلى قيام مزارعين بحفر آبار بطريقة أسماها غير شرعية. لكن سلطة المياه الفلسطينية تقول بأن الآبار التي يتهم ايتام الفلسطينيين بالقرصنة وسرقة المياه منها هي آبار سطحية حفروها بأيديهم في بعض المناطق من أجل توفير مياه الشرب ولمواشيهم. وقال كعوش: "عندما يفقد مزارع مصدر المياه له ولمواشيه وأرضه، وترفض السلطات الإسرائيلية تزويده بالمياه من شركة ميكروت، كما ترفض السماح له بحفر بئر لضخ المياه، فماذا من شأنه أن يفعل، وماذا من شأننا أن نجيب عليه عندما يتوجه لنا؟" وأضاف يقول: إسرائيل ملزمة بتزويد الفلسطينيين بحاجتهم من المياه طالما احتلت أرضهم ومواردهم المائية، وإلا فإن عليها تتركنا ومواردنا، وحينئذ سنعرف كيف نتدبر أمرنا. ويؤكد كعوش إن موارد المياه المتاحة في الضفة تكفي لسد حاجة الفلسطينيين في حال توقف الإسرائيليين عن استغلالها واستنزافها كما يفعلون.. تاريخ النشر: 2002/10/8
×
إسرائيل ترد على أمنستي بالرصاص الثقيل..
أطفال فلسطين..بأي ذنب يقتلون
يسقط أحد الأطفال أرضاً ، فيهرع نحوه زملاءه ليجدونه على صورة لن تمحو من ذاكرتهم ، فقد شق العيار الناري الثقيل رأسه الطري الصغير، وتطاير دماغه خارجاً بحيث لم يعد ممكناً حتى تشخيص هويته بسبب درجة التشوه التي أصابت رأسه وتحديداً منطقة الوجه. وفي المساء يتجمع الأطفال مرة ثانية أمام جثمان زميلهم رامي خليل بربري 11 عاماً بعد أن سجي في المسجد ليلقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة. وقبل تشييع جثمان رامي يتكرر مشهد من جديد في منطقة أخرى المدينة، حيث يظهر جندي آخر من دبابة أخرى، ربما يكون ذات الجندي، وتكون ذات الدبابة، ويطلق عياراً نارياً من رشاش ثقيل، ربما يكون ذات الرشاش ،على أطفال يلهون أمام منزلهم ، فيصيب أحدهم محمود حمزة الزغلول 10 سنوات ليخر صريعاً. والمشهد الذي تكرر في نابلس مرتان في الثلاثين من أيلول ليس جديداً في الأراضي الفلسطينية ، لكن الجديد فيه أنه جاء بعد ساعات من صدور تقرير منظمة العفو الدولية "أمنستي" الذي حملت فيه إسرائيل المسؤولية عن مقتل 260 طفلاً خلال العامين الأخيرين. وقد حملت المنظمة الدولية على إسرائيل لسقوط هؤلاء الأطفال علي أيدي جيشها مشيرة إلى أنهم سقطوا في عمليات قصف وإطلاق نار عشوائي قام بها الجيش. وأشارت المنظمة إلى أن إسرائيل لم تجري تحقيقاً في عمليات القتل هذه. ورأت محافل قانونية وإعلامية في قتل هذين الطفلين في نابلس صفعة للمنظمة الدولية واستهتاراً بحياة الأطفال الفلسطينيين. وقال خالد قزمار محامي الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بأن سلطات الاحتلال تضع عوائق كثيرة أمام فتح ملفات للتحقيق في عمليات قتل الأطفال الفلسطينيين منها مطالبة أسرة الشهيد بدفع مبلغ يتراوح بين 5-7 آلاف شيكل كفالة غير مستردة في حال فتح تحقيق في الحادث. وينأى ذوي الشهداء الفلسطينيين بأنفسهم عن متاعب الملاحقات القضائية لقلة ثقتهم بالقضاء الإسرائيلي المعروف تاريخياً بانحيازه للإسرائيلي. ولطالما شهد الفلسطينيون أعلى هيئة قضائية في إسرائيل وهي محكمة العدل العليا تشرع الإجراءات الاحتلالية من هدم بيوت وإبعاد مواطنين ومصادرة أراض وغيرها الأمر الذي افقدهم كل ثقة بالجهاز القضائي الإسرائيلي برمته. وتدعي الحكومة الإسرائيلية أن أنظمة إطلاق النار في جيشها تحصره في حالات تعرض حياة الجنود للخطر وهو ما يثير سخرية الجهات القانونية والحقوقية التي لا تجد في لهو الأطفال أو حتى في قيامهم برشق الحجارة ما يشكل خطراً على حياة الجنود المتحصنين في دباباتهم وآلياتهم المصفحة. وكانت نابلس شهدت الأسبوع عملية إعدام مماثلة لطفل في الثالثة عشرة من عمره يدعى بهاء البحش. وقد شهدت مجموعة من النشطاء الأجانب من حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني عملية إعدام الطفل بهاء. وأعلنت المجموعة المؤلفة من أربعة نشطاء من جنسيات مختلفة عزمها رفع دعوى قضائية ضد الجندي القاتل أمام محكمة جرائم الحرب الدولية مشيرة إلى أن أحد أعضائها تمكن من التقاط صورة للجندي وهو يصوب سلاحه على الطفل قبل أن يطلق عليه النار. لكن الخبراء القانونيين يشككون في نجاح هؤلاء النشطاء أو غيرهم من الجهات الحقوقية والقانونية بالوصول إلى محكمة جرائم الحرب الدولية بسبب القيود العديدة التي تفرضها أنظمة المحكمة على المتقاضين أمامها ومنها أن يكون المدعي دولة مستقلة… تاريخ النشر: 2002/9/30
×
الانتفاضة في عامها الثالث …هذا ما تبقى لكم..
وكانت الانتفاضة اندلعت بعد أن أيقن الفلسطينيون عجز أسلوب المفاوضات عن تحقيق الحد الأدنى من حقوقهم الوطنية. فقد شهدوا الاستيطان وقد تضاعف، خلال المفاوضات ، ثلاث مرات فوق أراضيهم التي كان من المفترض أن يقيمون عليها دولتهم المستقلة في نهاية هذه المفاوضات. وجاءت قمة كامب ديفد التي عقدت للبحث في الحل النهائي في تموز من العام 2000 لتمثل نهاية حلم الفلسطينيين بالحصول على حقوقهم عبر بوابة المفاوضات وحدها. فقد خرج الفلسطينيون من تلك المفاوضات بنتيجة أن ما يعرض عليهم من قبل الإسرائيليين ليس تسوية سياسية بقدر ما هو هزيمة تاريخية يتنازلون فيها عن أراضيهم وحقوقهم الوطنية في العودة دونما مقابل. ويقول الدكتور باسم الزبيدي أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الذي أعد دراسة عن مفاوضات كامبد ديفد بأن : مجمل ما عرضه الجانب الإسرائيلي على الفلسطينيين في تلك المفاوضات يشكل فقط 45.6% فقط من مساحة الضفة". وأضاف يقول: لقد تهرب الوفد الإسرائيلي في تلك المفاوضات من تقديم أية خرائط تظهر الحجم الفعلي للأراضي التي سينسحب منها، لكن حساب المساحات التي عرضت تبين أنها تقل عن نصف مساحة الضفة". وكان الجانب الإسرائيلي أعلن عقب المفاوضات أنه عرض انسحاباً من ما قال أنه يشكل بين 95-98% من مساحة الضفة. لكن الباحثين يقولون بأن النسبة المذكورة وهمية وليست حقيقية ، مشيرين إلى أنها لم تشمل القدس الكبرى ومساحتها 13% من مساحة الضفة ولا مساحات استيطانية ومناطق عسكرية أخرى واسعة. وسرعان ما جاءت لحظة الانفجار بزيارة شارون إلى الحرم الشريف، الذي كان أحد أبرز محاور الخلاف التفاوضي بين الجانبين خلال قمة كامب ديفد،حينما أبدى الوفد الإسرائيلي تشدداً بمطلبه السيادة عليه باعتباره يمثل لليهود جبل الهيكل. فقد انطوت تلك الزيارة على مضامين ومغاز سياسية ودينية شديدة الحساسية، ليس للفلسطينيين فحسب وإنما للعالمين العربي والإسلامي عامة، نظراً لما يمثله الحرم الشريف في عمق الوعي والإيمان الديني باعتباره: أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين". وجاء الرد الإسرائيلي الرسمي الدموي على الاحتجاجات الفلسطينية السلمية عقب تلك الزيارة ليشكل نهاية عهد التحاور عبر المفاوضات وحلول عهد التحاور على الأرض عبر العنف والسلاح. ورغم التضحيات والخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي لحقت بالفلسطينيين خلال العامين الماضيين إلا أن الغالبية العظمى -وفق ما تظهره استطلاعات الرأي العام- ما زالوا يبدون تمسكهم بهذا الخيار الذي يرون فيه وسيلة دفاع عن أنفسهم أمام هجمة عسكرية وسياسية تبدو غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وقال محمود العالول عضو المجلس الثوري لحركة فتح محافظ نابلس: إذا لم تكن المقاومة فماذا تكون، إن شارون لا يطرح على الفلسطينيين سوى الاستسلام التام والإذعان لشروطه مثل استبدال قيادتهم.. إلى آخر القائمة". لكن الثغرات التي اعترت مسيرة الانتفاضة خلال العامين الماضيين، وما ألحقته من خسائر سياسية بالفلسطينيين تدفع بالكثيرين للمطالبة بإعادة تصحيح مسارها. وقال العالول: نحن ندرك أن الكثير من أشكال النضال الفلسطيني لم تكن مفهومة لدى الكثيرين في العالم، لذلك ثمة دعوات وحوارات من أجل إعادة النظر في تلك الأشكال والأساليب". وأضاف يقول: إننا في حاجة إلى مساندة العالم، لذا علينا العمل على كسب دعمه وتأييده". والمأخذ الأبرز على الانتفاضة هو أنها لم تنتج بعد قيادة موحدة تحدد برامجها وآلياتها وآفاقها وأدواتها" وقال ناصر جمعة عضو لجنة إقليم نابلس في حركة فتح: الانتفاضة كانت خياراً شعبياً، لكن القوى الفلسطينية أخفقت حتى اليوم في صياغة استراتيجية أو حتى خطة عمل موحدة لها". وأضاف يقول: وهذا انعكس بصورة سلبية على مسيرتها، فأحياناً كثيرة جاءت العمليات العسكرية غير متناغمة مع الحركة السياسية وأدت إلى نتائج عكسية". وقد شهدت الساحة السياسية الفلسطينية على الدوام جدلاً واسعاً بشأن مسيرة الانتفاضة، لكنه كان سرعان ما يجهض من قبل آلة البطش الإسرائيلية. فقد دأب رئيس الوزراء الإسرائيلي على هدم كل مبادرة في هذا الشأن مستخدماً أقصر الطرق وهي طريق الاغتيال والقصف. ففي مطلع العام الجاري أنهى شارون مبادرة للرئيس عرفات بوقف إطلاق النار من خلال قيامه بتدبير عملية اغتيال لقائد كتائب شهداء الأقصى في طولكرم رائد الكرمي. وقبل شهرين أبطل مبادرة فلسطينية عربية أوروبية لوقف الهجمات الاستشهادية في إسرائيل عندما قام باغتيال قائد الجناح العسكري لحركة حماس الشيخ صلاح شحادة وذلك بقصف البناية التي كان يقيم بها بقنبلة زنتها طن، أدت لمقتل 16 مواطنا آخر أكثر من نصفهم من الأطفال. ويقول المراقبون بأن شارون سعى على الدوام إلى جر الفلسطينيين إلى الميدان الذي يتفوق فيه عليهم وهو ميدان العنف والقتل. وكانت حرب شارون قد اتخذت منحى آخر في نيسان الماضي عندما وجد المناخ الدولي مواتياً له لاجتياح المدن الفلسطينية وهدم مقار السلطة وسجن الرئيس عرفات في حدود مدينة رام الله أحياناً وداخل مبنى المقاطعة أحياناً أخرى. وإزاء صمت العالم وسلبية المحيط العربي تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون فإنهم يشعرون أنهم وحيدين في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية، ما ولد لديهم شعوراً بالعزلة والأزمة. ويقول العالول بأن الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون في الوقت الراهن تعود إلى الوضعين الدولي والإقليمي. وأضاف يقول: فعلي الصعيد الدولي فإن الإدارة الأمريكية انتقلت من طور الحليف إلى طور الشريك في العدوان الإسرائيلي، أما الوضع الإقليمي فإن العالم العربي يقف عاجزاً عن تقديم عون جدي لنا". ورغم وطأة الشعور بالوحدة وأحياناً بالعزلة إلا أن الشارع الفلسطيني يظهر شبه إجماع -كما تبين نتائج استطلاعات الرأي العام- على مواصلة مقاومة الاحتلال. وقال محمود العالول: الانتفاضة والمقاومة ستستمر طالما أن الاحتلال موجود والقمع قائم". وأستدرك يقول: قد يكون شارون حقق أهدافه في المزيد من القتل والقمع والتدمير ، لكنه لن يحقق هدفه السياسي بهزيمتنا وإجبارنا على التنازل عن حقوقنا الوطنية" اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|