الموازنة تظلم حلوتس. إن صندوق اخفاقات باراك في رئاسة الحكومة مليء وأشد بأضعاف من فشل رئيس الاركان الخارج في الحرب الأخيرة. فتحت اسم باراك تم تضييع أكبر فرصة للتوصل الى اتفاق سلام مع سوريا بقيادة حافظ الأسد. إن القدمين الباردتين اللتين تلقاهما في اللحظة الأخيرة مع انتهاء المحادثات التي عُقدت في شبردزتاون في 1999، أفضت به الى انسحاب أحادي من لبنان. وكانت النتيجة تأييدا سوريا - ايرانيا لحزب الله، وتقوّي مكانة المنظمة المتشددة على حساب الجهات المعتدلة في لبنان. دفع حلوتس، واولمرت وعمير بيرتس ايضا، وسكان الشمال قبل الجميع، الثمن. تتقزم اخفاقات حلوتس في المناطق المحتلة قياسا الى الكارثة التي جاء بها باراك على العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين. فبعد أن أغلق القناة الفلسطينية لمصلحة دفع التفاوض مع سوريا، جرّ ياسر عرفات الى فشل معروف سلفا في محادثات كامب ديفيد. بعد ذلك عندما كانت المحادثات مع الوفد الفلسطيني في واشنطن في ذروتها، أجاز براك لاريئيل شارون أن يخرج في نزهة استفزازية الى الحرم القدسي. بعد اندلاع الانتفاضة، رفض التقاء عرفات، الذي أراد إخماد اللهب. أجاز باراك لرئيس الاركان، شاؤول موفاز بدء مواجهة مباشرة مع اجهزة الأمن الفلسطينية برئاسة جبريل الرجوب، التي وقفت حاجزا بين جنود الجيش الاسرائيلي وبين التنظيم. وبعد كل ذلك، وقبل أن يستقيل لينشغل بأعماله، أعطى باراك اليمين مع السلطة الهدية الكبيرة: فلكي يغطي على اخفاقه في احراز اتفاق مع الجانب الفلسطيني، سجل في سجله نجاحه في إثبات أنه »لا يوجد طرف فلسطيني«. اليوم ايضا، بعد ما يقرب من سبع سنين سيئة، يصعب على الجمهور الاسرائيلي أن ينظر من ملجأ »انعدام الشريك« الذي أورثه براك لشارون. ولم نقل شيئا عن نماء المستوطنات والمستوطنات الطارئة في فترة سلطة باراك وفي ايام ولايته رئاسة الاركان. إن معارضته الشديدة ردعت رابين عن اخلاء الربع اليهودي في الخليل، في أعقاب المجزرة في الحرم الابراهيمي في عيد المساخر في 1994، وهو الشيء الذي مكّن السيدة التي تفوهت بعبارة بذيئة وجيرانها من الاستمرار بالتشويش على حياة الفلسطينيين. من اجل محو ماضيه وفتح صفحة جديدة، جند براك لحملة عودته الموازنة بين الولاية الاولى الفاشلة لاسحق رابين، وبين فترة ولايته الثانية، التي تُعد قصة نجاح. ليس ذلك سوى خليط من الوقاحة والاستهانة بالذكاء. يعلم باراك أن الظروف التي مضى فيها رابين الى عالمه تمنحه درجة أعلى من تلك التي توصل اليها في الولاية الثانية ايضا. إن الولاية الاولى (1984 - 1986) لشمعون بيرس رئيسا للحكومة، التي قضى في خلالها على التضخم وابتدأ المسيرة السلمية، كانت أنجح بما لا يُقاس من الولاية الثانية لرابين. تحمل رابين المسؤولية عن حساب دولارات زوجته وقضى سنين كثيرة في الصحراء السياسية التي تُسمى معارضة. ووجد عمرام متسناع ايضا طريقة مناسبة للتكفير عن فشله ومضى الى صحراء يروحام. ومضى براك لجمع الدولارات وبقي صندوقا أسود. من ذا سيقول لنا الآن إن باراك تغير - هل هو شمعون شيبس؟ من سيشهد بأن باراك تعلم درسا - هل هو مدربه على اليوغا؟. جريدة الأيام (01/23/2007). اقرأ المزيد...
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/11/24
×
استطلاع رقم 206: (81%) لا يثقون بدرجات متفاوتة بتعهدات اسرائيل والتزامها بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية
في أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي، ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (www.pcpo.org)، وأجري خلال الفترة تشرين الثاني (19-22) 2020، وشمل عينة عشوائية مكونة من 516 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن الشعب الفلسطيني منقسماً على نفسه بخصوص عودة العلاقات مع اسرائيل واستئناف التنسيق الأمني معها فالنسبة الأعلى كانت لا تؤيد ذلك، في حين أيد ذلك بنسبه أقل. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن هذا الإستطلاع يركز بشكل رئيسي على قرار السلطة الفلسطينية مؤخرا ً باستئناف العلاقات مع إسرائيل المقطوعة منذ 19/5/2020 ردّا ً على نية الحكومة الإسرائيلية ضمّ حوالي (30 %) من أراضي الضفة الغربية إليها بدعم من الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وأكد د. نبيل كوكالي بأن الدافع لهذه الخطوة الشجاعة من طرف السلطة الفلسطينية كانت رسالة رسمية بعثت بها الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية تؤكد على نيتها الإلتزام بجميع الإتفاقيات الموقعة سابقا ً مع السلطة الفلسطينية. وأضاف د. نبيل كوكالي بأن أغلبية الفلسطينيين في هذا الإستطلاع عبّروا عن عدم ثقتهم بنوايا الحكومة الإسرائيلية لأن أفعالها على أرض الواقع تتكلّم لغة أخرى. وبالرغم من ذلك كلّه، فإن الشعب الفلسطيني متفائل بأنه سيكون له يوما ً ما عن قريب دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: الثقة في اسرائيل جواباً عن سؤال: "ما مدى ثقتك بتعهدات اسرائيل والتزاماتها بالاتفاقيات الموقعة سابقاً بينها وبين السلطة الفلسطينية؟"، أجاب (71%) لست واثقاً كثيراً، (10%) لست واثقاً مطلقاً، (9%) واثقاً إلى حد ما، (6%) واثق جداً، (4%) أجابوا "لا أعرف". عودة العلاقات مع اسرائيل وحول سؤال: "هل تؤيد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل الى سابق عهدها كما كان عليه الحال قبل 5/9/2020 أم لا تؤيد؟"، أجاب (59%) لا أؤيد، (38%) أؤيد، (3%) أجابوا "لا أعرف". أسباب التأييد لعودة العلاقات مع اسرائيل ورداً عن سؤال: "ما هي الأسباب التي دعتك لتأييد عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل؟"، أجاب (5.6%) أزمة الموظفين والرواتب، (4.4%) الاستقرار الأمني والهدوء، (26.9%) تحسين الوضع الاقتصادي، (9.4%) السلام والاستقرار، (16.9%) التصاريح والعمل في اسرائيل، (2.5%) أموال المقاصة، (3.8%) تصاريح المستشفيات ودخول المرضى للعلاج، (3.8%) تسهيل أمور الحياة، (8.8%) فك الحصار عن غزة وفتح المعابر، (6.9%) الحياة المرتبطة بهم، (7.5%) خدمة المواطنين، و(3.5%) لا يوجد سبب. التنسيق الأمني مع اسرائيل عارض (55%) من الجمهور الفلسطيني استئناف التنسيق الأمني مع اسرائيل، في حين أيد (40%) منهم ذلك، وامتنع (5%) عن اجابة هذا السؤال. استئناف مفاوضات السلام عارض (52%) من الجمهور الفلسطيني استئناف مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في الوقت الحاضر، في حين أيد (43%) منهم ذلك، وتردد (5%) عن اجابة هذا السؤال. الوضع الاقتصادي قيّم (61%) من الجمهور الفلسطيني وضعهم الاقتصادي في الوقت الحاضر بالسيء، في حين قيّمه (32%) بالمتوسط، (7%) بالجيد، . نبذه عن الدراسة: وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم جمع البيانات في هذه الدراسة باستخدام اسلوب CATI وهي طريقة فعالة لجمع المعلومات أثناء إجراء ألأبحاث الكمية التي يتم إجراؤها عبر الهاتف ، ويتم طرح أسئلة على المستجيبين من استبيان مصمم مسبقًا.التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز و قد تم اختيارهم من (516) شخصأ، منهم (311) شخصأ من الضفة الغربية و (205) شخصأ من قطاع غزة. و بين أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±4.38%) عند مستوى ثقة (95.0%)، و أن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (60.3%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (39.7%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (32.4) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
بقلم: المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية
تاريخ النشر: 2020/9/17
×
نتائج استطلاع الرأي العام رقم (77) - الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل
الغالبية العظمى من الفلسطينيين ترى في تطبيع الإمارات للعلاقات مع إسرائيل خيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية وخدمة لمصالح إسرائيل، وأن السعودية ومصر قد تخلتا بموافقتهما على هذا التطبيع عن القيادة الفلسطينية. لكن أغلبية الفلسطينيين يلقون اللوم في ذلك على أنفسهم بسبب انقسامهم وبسبب تطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم 9 -12 أيلول (سبتمبر) 2020 تم إجراء الاستطلاع بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور في رام الله قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بإجراء استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 9-12 أيلول (سبتمبر) 2020. شهدت الفترة السابقة للاستطلاع مجموعة من التطورات الهامة منها توصل دولة الإمارات وإسرائيل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية وقد جاء في هذا الاتفاق موافقة إسرائيلية على وقف أو تأجيل/تعليق خطة الضم التي كانت إسرائيل تنوي تنفيذها. كما شهدت الفترة استمرار تصاعد عدد الإصابات بفيروس كورونا واستمرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ووقف تحويل أموال المقاصة للسلطة. يغطي هذا الاستطلاع كافة هذه القضايا بالإضافة لقضايا أخرى مثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والأوضاع العامة في كل من الضفة والقطاع، وعملية السلام والبدائل المتاحة للفلسطينيين في ظل الجمود الراهن في تلك العملية. تم إجراء المقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الأشخاص البالغين بلغ عددها 1270 شخصاً وذلك في 127 موقعاً سكنياً وكانت نسبة الخطأ +/-3%. للمزيد من المعلومات أو الاستفسارات عن الاستطلاع ونتائجه، الرجاء الاتصال بـ د.خليل الشقاقي أو وليد لدادوة في المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: رام الله ت: 2964933(02) فاكس:2964934(02) e-mail: pcpsr@pcpsr.org النتائج الرئيسية: تشير نتائج هذا الاستطلاع لوجود غضب شعبي فلسطيني من الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما، وترى فيه خدمة للمصالح الإسرائيلية، وخيانة أو خذلاناً للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه ترى فيه فشلاً كبير للدبلوماسية الفلسطينية. بل إن الأغلبية الساحقة تقدر أنه بهذا الاتفاق تكون القيادة الفلسطينية قد فقدت حلفاءها العرب، حيث تعتقد أن السعودية ستلحق بالإمارات وأن مصر قد تخلت فعلاً عن الرئيس عباس. مع ذلك، فإن الأغلبية تعتقد أن الرأي العام في العالم العربي بغالبيته يعارض اتفاق التطبيع هذا. يلوم الفلسطينيون أنفسهم إذ أن انقسامهم وتطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل قبل غيرهم كان من العوامل التي أدت لمجيء هذا اليوم على العالم العربي. لا يظهر الجمهور تقديراً لما جاء في الاتفاق من تعليق لخطة الضم الإسرائيلية حيث يعتقد ثلاثة أرباع الجمهور أن هذا التعليق ليس سوى تأجيل مؤقت لبعض الوقت. بناءاً على هذا التقدير فإن الأغلبية تعارض عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل رغم أن نصف الجمهور يرغب بعودة التنسيق المالي والمدني فقط. تظهر النتائج تراجعاً ملموساً في نسبة تأييد حل الدولتين مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، كما تشير إلى بقاء الإجماع على معارضة خطة ترامب المعروفة بصفقة القرن وإلى رفض شعبي لعودة الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. ورغم أن الغالبية تتوقع خسارة الرئيس ترامب للانتخابات الأمريكية، فإن الخُمس فقط يتوقعون تغييراً إيجابياً في السياسة الأمريكية في حالة فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن. أما بالنسبة للأوضاع الداخلية الفلسطينية فإن النتائج تشير إلى استمرار الرضا عن إجراءات السلطة للحد من وباء كورونا، رغم حصول انخفاض ملموس على نسبة ذلك الرضا وخاصة بالنسبة لرئيس الوزراء. كما تعارض الأغلبية وقف التعاون مع إسرائيل في جهود مكافحة فايروس كورونا. ترتفع في هذا الاستطلاع في الضفة الغربية نسبة المطالبة باستقالة الرئيس عباس وتنخفض نسبة الرضا عنه، ويؤدي ذلك لفوز إسماعيل هنية في انتخابات رئاسية فيما لو جرت الانتخابات اليوم. ولعل تراجع مكانة عباس في الضفة الغربية يعود لصعوبة الأوضاع الاقتصادية بعد توقف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على توفير الأموال لدفع فاتورة الرواتب بشكل كامل. كما تشير النتائج إلى تراجع ملموس في نسبة الإحساس بالسلامة والأمن في الضفة الغربية وإلى ارتفاع نسبة الرغبة في الهجرة. رغم كل ذلك فإن شعبية حركة فتح لا تتأثر بهذا التراجع في الضفة الغربية. على العكس، فإن شعبية الحركة تتحسن قليلاً في هذا الاستطلاع. 1) الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي:
2) الضم وقطع العلاقات مع إسرائيل بعد اتفاق التطبيع:
3) عملية السلام وصفقة القرن:
4) أداء الحكومة الفلسطينية خلال وباء كورونا:
5) انتخابات رئاسية وتشريعية:
6) الأوضاع الداخلية:
7) المصالحة:
8) مسلمي الصين وتحويل متحف آيا صوفيا لمسجد:
9) الغايات العليا للشعب الفلسطيني والمشاكل الأساسية التي تواجهه:
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
بقلم: المركز الفلسطيني لإستطلاع الرأي
تاريخ النشر: 2020/6/24
×
(55.5%) يعتقدون أن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً
في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي جاء فيه:
بيت ساحور – العلاقات العامة في أحدث استطلاع للرأي أعدّه الدكتور نبيل كوكالي ونشره المركز الفلسطيني للاستطلاع الرأي (PCPO) وأجري خلال الفترة حزيران (14-22) 2020 ويشمل عينة عشوائية مكونة من 1250 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة أعمارهم 18 عاماً فما فوق، جاء فيه أن (55.5%) من الجمهور الفلسطيني يعتقدون أن قرار انهاء التنسيق الأمني والمدني كان قراراً صائباً. وقال د. كوكالي أن اعلان وقف التنسيق الأمني والمدني جاء رداً على الموقف الاسرائيلي المدعوم من الرئيس ترامب لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية تصل الى 30% من مساحة الضفه الغربيه وتشمل منطقة الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات الي سيادتها الأمر الذي يعده الفلسطينيون تقويض نهائي لفرصة إقامة دولة مستقلة لهم. وأضاف د. كوكالي أن نتائج الاستطلاع تدلّ على أن هناك تخوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الأراضي الفلسطينية نتيجة لوقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وكذلك التعاون المتبادل في الحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19). وقال د. نبيل كوكالي رئيس ومؤسس المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن أهم ما جاء في هذا الاستطلاع ما يلي: وقف التنسيق كان قراراً صائباً يعتقد (55.5%) من الجمهور الفلسطيني بأن قرار السلطة الفلسطينية بانهاء التنسيق الأمني والمدني مع اسرائيل كان قراراً صائباً منهم (49.1%) من الضفة الغربية و(65%) من قطاع غزة، في حين يعتقد (44.5%) منهم بأنه كان قراراً خاطئاً، منهم (50.9%) من الضفة الغربية و(35%) من قطاع غزة. ويلاحظ من نتائج هذا الاستطلاع أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي اعتقدت أن القرار كان صائباً هي محافظة البيرة ورام الله (81.8%) يليها محافظة القدس (62.8%)، وأريحا (55.6%)، الخليل (52.9%)، سلفيت (52.2%)، نابلس (43.3%)، طوباس (37.5%)، طولكرم (37.3%)، جنين (34%)، قلقيلية (27.8%)، وبيت لحم (15.9%). وأظهرت النتائج كذلك أن أكثر المحافظات في الضفة الغربية التي أعتقدت أن القرار كان خاطئاً هي محافظة بيت لحم (84.1%)، يليها محافظة قلقيلية (72.2%)، جنين (66%)، طولكرم (62.7%)، طوباس (62.5%)، سلفيت (47.8%)، نابلس (56.6%)، الخليل (47.1%)، أريحا (44.4%)، القدس (37.2%)، ورام الله (18.8%). وأظهرت نتائج الاستطلاع أن أكثر المحافظات التي تعتقد أن قرار السلطة كان صائباً هي محافظة رفح (78.1%) يليها دير البلح (75.9%)، غزة المدينة (63.9%)، خان يونس (61.1%)، وشمال غزة (54.9%). وقف التنسيق والوضع الاقتصادي وجواباً عن سؤال " هل تعتقد بأن إنهاء التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل يساعد على تحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني أم بالأحرى سيجعلها أسوأ ؟"، أجاب (18.7%) سيجعلها أحسن، (52.3%) سيجعلها أسوأ، (15.8%) لن يكون هناك تأثير، (13.2%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق والحدّ من إنتشار وباء كورونا (كوفيد-19) وجواباً عن سؤال " بالنظر لوجود تنسيق مسبق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في مجال الحدّ من إنتشار وباء الكورونا (كوفيد – 19)، هل تعتقد بأن وقف التنسيق الأمني والمدني بين الطرفين سيؤثر سلبا ً على ذلك، أم لا ؟"، أجاب (48.7%) سيؤثر سلباً، (21.7%) لن يؤثر، (29.6%) أجابوا "لا أعرف". وقف التنسيق سيعيق ضم الأغوار والمستوطنات ورداً عن سؤال " يعتقد بعض الناس في الأراضي الفلسطينية بأن قرار وقف التنسيق الأمني والمدني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سيعيق إسرائيل عن ضمّ قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، بينما يعتقد البعض بأن هذا سيشجّع إسرائيل على ضمّ تلك الأراضي. أيهما أقرب إلى رأيك ؟"، أجاب (28.1%) سيعيق اسرائيل عن ضم قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية (الأغوار والمستوطنات)، (35.1%) سيشجع اسرائيل على ضم تلك الأراضي، (26.5%) لن يكون لقرار السلطة الفلسطينية أي تأثير على الضم، (10.3%) أجابوا "لا أعرف". جدية السلطة الفلسطينية وجواباً عن سؤال " الى اي درجه تعتقد ان السلطة الفلسطينية ستلتزم بقرار وقف التنسيق الامني والمدني؟"، أجاب (12.5%) درجة كبيرة، (37%) درجة متوسطة، (35.3%) درجة قليلة، (15.2%) أجابوا "لا أدري". الحاجة الى التنسيق المدنية ورداً عن سؤال لسكان الضفه الغربيه " في حالة انك كنت بحاجة لتنسيق او بحاجة للحصول على عمل او الذهاب إلى المستشفى في اسرائيل هل ستقوم بالذهاب الى مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية او مكاتب الارتباط الفلسطيني؟"، أجاب (22%) مكاتب الادارة المدنية الاسرائيلية، (56.6%) مكاتب الارتباط الفلسطينية، (21.4%) أجابوا "لا أعرف". نبذة عن الدراسة في الأراضي الفلسطينية وقال الدكتور نبيل كوكالي أنه تم إجراء المقابلات جميعها في هذه الدراسة داخل البيوت التي تم اختيارها عشوائياً في المناطق وفقاً لمنهجية علمية متبعة في المركز، وقد تمّ اختيارها من (180) موقعاً، منها (135) موقعاً من الضفة الغربية و(45) موقعاً من قطاع غزة. وبيّن أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع كانت (±2.77%) عند مستوى ثقة (95.0%)، وأضاف أن نسبة الاناث اللواتي شاركن في هذه الدراسة بلغت (49.6%) في حين بلغت نسبة الذكور (50.4%). وأن توزيع العينة بالنسبة إلى منطقة السكن كانت على النحو التالي: (63.0%) من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، (37.0%) من قطاع غزة، وأن متوسط أعمار العينة بلغ (31.5) سنة. لمتابعة أحدث استطلاعات المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني: www.pcpo.org
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2007/11/13
×
يستعد لسنة انسانية سيئة
"العقوبات الجماعية مثل قطع التيار الكهربائي لاسباب سياسية، ليست مقبولة على العقل"، قال هولمز في يوم الاربعاء الماضي في مقابلة في مكتبه في أعالي البناية الزجاجية في نيويورك. "عزل غزة سيؤدي الى زيادة تطرف المدنيين وهو لا يتساوق بأي شكل من الاشكال مع الأحاديث حول التفاؤل قبيل انعقاد قمة انابوليس والتقدم السياسي الذي نأمل جميعا لرؤيته إثر القمة. من الصعب أن نرى كيف سيسهم الحصار في عملية السلام". امين عام الامم المتحدة بان كيمون يدرك الوضع الصعب السائد في القطاع، وهولمز على قناعة بأنه رئيسه المباشر الذي سيشارك في المؤتمر كأحد قادة الرباعية الدولية لن ينسى طرح الوضع السائد في غزة من على منبر انابوليس. وفقا للمسؤول الكبير في الامم المتحدة، اسرائيل لا تقوم باحسان انساني عندما تمد غزة بالكهرباء وتتيح امدادات المواد الضرورية للسكان المحاصرين وإن كان بصعوبة. "رغم الانسحاب من غزة قرر خبراء القانون عندنا بأن اسرائيل ستبقى مسؤولة عن القطاع من الناحية الرسمية والقانونية، ولذلك يعتبر قطع الكهرباء مخالفا للقانون الانساني الدولي ولا يمكن أن يكون مقبولا على الأسرة الدولية. الأمين العام أوضح ذلك لاسرائيل بكل طريقة ممكنة". هولمز يحرص على القول بأنه من البديهي أن يكون لاسرائيل حق في الدفاع عن مواطنيها وأن صواريخ القسام هي مشكلة يتوجب التصدي لها. ولكنه على قناعة بأن الطريقة التي تواجه فيها اسرائيل هذه المشكلة ليست غير قانونية فقط وانما غير ناجعة ايضا. "من يعتقدون أن التسبب بالمعاناة للناس سينجح في ابعادهم عمن يسيطرون عليهم يقع في خطأ كبير". هولمز يجد صعوبة في فهم كيفية تساوق تصريحات اسرائيل بأنها ليست معنية بكارثة انسانية في القطاع مع قيامها باغلاق المعابر الحدودية أمام دخول المواد الخام بما في ذلك تلك المطلوبة لبرامج التنمية والبناء في وكالة غوث اللاجئين. "حتى اذا لم يكن هناك جوع في غزة بعد، فضرر الحصار آخذ في التراكم. وحتى اذا حدثت انطلاقة في انابوليس فلن يكون من السهل اعادة بناء القطاع على المدى القصير، وارجاعه الى الوضع الصعب الذي كانت المنطقة واقعة فيه قبل الحصار". مصر هي الاخرى تنجو بالعين والسن: هولمز يتوقع من القاهرة توضيحات لسبب اغلاقها معبر رفح أمام الناس والبضائع. لا، هو لا يدعي أن حماس مجموعة من الملائكة. "مهمتي هي أن أحرص على سكان القطاع وأن أمنع ازمة اقتصادية سيكون من الصعب الشفاء منها". وبالفعل، هو يشعر بالاحباط وبالقلق بدرجة اكبر من ذلك. التقرير الذي ينشره مكتبه في القدس في كل شهر يبدو اكثر تكدرا من ذي قبل، والوضع آخذ في التدهور. هولمز لا يرى الضوء في نهاية النفق، ويُعد نفسه لـ "سنة انسانية سيئة". مكتب تنسيق الخدمات الانسانية يأمل في تجنيد 450 مليون دولار في هذه السنة للامور الطارئة فقط. لا يتحدث أحد عن التأهيل والاعمار. الأسرة الدولية مستعدة للاستثمار في التنمية الاقتصادية، ولكن المستثمر يريد أن يعرف بأن ماله لن يذهب هباءا منثورا قبل أن يتبرع به، كما حدث معه في الماضي. "الامم المتحدة لا تملك وسائل اخرى باستثناء هذه التقارير والرسائل التي نرسلها لاسرائيل. صحيح أن مجلس الأمن يمتلك صلاحيات اكبر، ولكنني لا اعتقد انه سيستخدمها". كان من المهم لهولمز أن يؤكد انه وأتباعه لا يمتلكون اية أجندة سياسية، في اطار مسعاهم لاتخاذ خطوة وقائية قبل الانتقادات المتوقعة من اسرائيل ومن اصدقائها في امريكا لتصريحاته الصعبة. صحيح أن من الممكن توقع امور أكثر من الدولة الديمقراطية بالمقارنة مع الانظمة الفاشلة، ولكن مكتب التنسيق لا يجري حسابات كهذه. هو يقرع الأجراس في كل دولة مسؤولة عن الازمة الانسانية – دارفور، العراق، سريلانكا وتشاد. "الشيطان في أنابوليس" البروفيسور رشيد الخالدي (57 عاما)، رئيس معهد دراسات الشرق الاوسط في جامعة كولومبيا، لا يفهم سبب اصرار اسرائيل فجأة على اعتراف الفلسطينيين بدولتهم باعتبارها دولة يهودية. المؤرخ الفلسطيني الذي يعتبر خليفة لادوارد سعيد يقول بأن م.ت.ف قد اعترفت وبدرجة كبيرة بالدولة اليهودية. في إطلالة للوراء، الى السنوات العجاف التي مرت منذ اتفاق اوسلو، ليس هناك تأكيد بأن الخالدي الذي يمثل الخط المتطرف في قضية حق العودة، سعيد بهذا الاعتراف. ولكن ما العمل، أصبح الاعتراف كائنا حيا، فقبل عشرين عاما تقريبا اعترف الجسم الممثل للشعب الفلسطيني بالدولة اليهودية في ارض اسرائيل. المجلس الوطني الفلسطيني اعترف في بيان الجزائر في 15/11/1988 بمبدأ تقسيم البلاد الى دولة يهودية واخرى عربية، كما تجسد في قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة رقم 181. بعد ذلك بشهر، في جنيف، صرح ياسر عرفات عن اعترافه بالقرار 242 الذي يتطرق لحدود الرابع من حزيران 1967. في نهاية الشهر الحالي ستحتفل اسرائيل بمرور ستين عاما على قرار الامم المتحدة لعام 1947. رئيس الوزراء سينظم بالتأكيد لقاءه مع محرري الصحف كما جرى بصورة تقليدية، وستكون لدى هؤلاء فرصة سانحة لسؤال اولمرت اذا كان يؤيد مطلب اهود براك بأن تعترف م.ت.ف باسرائيل كدولة يهودية، رغم أن م.ت.ف قد اعترفت بنفس القرار الذي يقسم البلاد الى دولة يهودية واخرى عربية، والنظام الدولي الخاص للقدس... من الأجدر سؤال رئيس الوزراء عن سبب وجوب مطالبة اسرائيل محمود عباس بادخال البند الذي لم يطلبه مناحيم بيغن من أنور السادات في كامب ديفيد، ولم يطالب به رابين الملك حسين، الى الاتفاق المستقبلي. من الممكن تذكيره ايضا بأن اهود براك نفسه لم يطالب حافظ الاسد بالاعتراف بالهوية اليهودية لجارته التي يبلغ خُمس سكانها من العرب. قبل رحيل ياسر عرفات الى العالم الآخر باسابيع قلائل، طلبت منه أن يفسر لي رفضه التصريح بأنه يعترف باسرائيل كدولة يهودية. "أنا أعرف عددا كبيرا من اليهود في اسرائيل الذين يدعون انها يجب أن تكون دولة لكل المواطنين"، رد عرفات، "وعموما أنا لا أفهم لماذا تدخلونني في جدلكم الداخلي في قضية من هو اليهودي. أنا لا أطالبكم بتحديد ما هي فلسطين، وأنا لا أريد أن احدد دولتكم. على كل طرف أن يحدد مصيره بنفسه". القائد الفلسطيني حافظ على صلة وثيقة مع قادة الاقلية العربية في اسرائيل وعلى رأسهم احمد الطيبي الذي كان مستشاره الخاص لشؤون اسرائيل. الاعتراف بقرار التقسيم تسبب بشرخ في م.ت.ف وانشقاق فصائل الرفض عنها. عباس مثل عرفات يخشى من أن يؤدي تصريح آخر بفوقية اليهود في دولة اسرائيل الى اثارة حفيظة عرب اسرائيل ضده. تكفيه الانتفاضة التي سيقوم بها الخالدي ورفاقه في قيادة الشتات الفلسطيني عندما يتضح انه وافق على أن تحدد اسرائيل من منهم سيحق له العودة الى الدولة اليهودية، هذا اذا حدث ذلك. عاموس جلعاد، مبعوث براك للمفاوضات مع الفلسطينيين، نقل له بالتأكيد أن الفلسطينيين يظهرون انهم شركاء في صياغات تسووية في قضية حق العودة. الاعتراف بالدولة اليهودية بقي وسيلته الوحيدة للبرهنة على انه كان محقا عندما ابتدع شعار "اللاشريك"، والمحطة النهائية قبل أنابوليس. بالمناسبة، عنوان المقال الرئيس في موقع حماس الرسمي على الانترنت هو "الشيطان في أنابوليس". - هآرتس 13/11/2007 - تاريخ النشر: 2007/9/22
×
هناك حاجة لدولة ثالثة
كارين كونينغ أبو زيد تقول بأن تفكيرها بأن غزة ستبقى تحت الحصار بعد سنة – موعد انهاء منصبها – يثير الرعب في نفسها. من الجدير أخذها على محمل الجد – بعد أكثر من نصف يوبيل من العمل مع اللاجئين في كافة أرجاء العالم لا يسارع الناس عادة للاصابة بالفزع (بسبب التعود). كونينغ أبو زيد، الممثلة العليا لوكالة الاونروا التابعة للامم المتحدة في الشرق الاوسط شاهدت عن كثب مخيمات اللاجئين الاكثر اكتظاظا مما في افريقيا والبلقان، هي كانت قد بدأت عملها الانساني في السودان حيث تعرفت على زوجها الذي رحل عن عالمه قبل مدة غير بعيدة، وهناك تولت رعاية اللاجئين الفارين من مناطق القتال في اوغندا وتشاد واثيوبيا. في عام 1989 انتقلت الى ناميبيا للمساعدة في اعادة تاهيل لاجئي التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا، وبعدها ارسلت الى سيراليون لاقامة 600 قرية لتوطين 100 ألف لاجيء فارين من الحرب الوحشية في ليبيريا. في اواسط التسعينيات تمركزت في منطقة حرب جديدة، ولكن في اوروبا في هذه المرة. في ذروة الحرب في البوسنة كانت على رأس مكتب وكالة اللاجئين في سراييفو. مكتبها هذا أنقذ آلاف المشردين الفارين من عمليات التطهير العرقي، ورزم الاغذية الهابطة من السماء انقذت اربعة ملايين انسان. كونينغ أبو زيد وصلت الى الشرق الاوسط قبل سبع سنوات بين ايام النشوة في كامب ديفيد والايام الاولى للانتفاضة الثانية، وخلال خمس سنوات كانت نائبة لمفوض اللاجئين الفلسطينيين، ومنذ صيف 2005 أصبحت رئيسا للمفوضية التي تتولى معالجة 4.4 ملايين لاجيء وتشغيل 25 ألف موظف اغلبهم من اللاجئين. في عام 1950 سجل في الاونروا 914 ألف لاجيء، الا ان عددهم اليوم في غزة وحدها يبلغ مليون نسمة، نصفهم مكتظون في ثمانية مخيمات، وفي كل يوم تتزايد اعداد متزايدة من الناس على مكاتبها في غزة، والى جانب ذلك تشعر كونينغ ان الضائقة لا تقلص تأييد الناس لحماس والتطلع للعودة الى المنازل التي تركوها قبل ستين عاما. "غزة هادئة من الخارج، الا انها تغلي تحت السطح مع انفجارات تشير الى توترات خفية"، كونينغ تصف الوضع في غزة، "أنا اقول بأسف كبير ان اعدادا متزايدة من الناس تفقد الأمل. قبل سبع سنوات قال لي بعض الاشخاص "قد لا اشاهد الدولة الفلسطينية في حياتي، الا انني اعتقد ان اطفالي سيرونها"، اما اليوم فاصبحوا يقولون انهم قد يئسوا من هذا المكان وانهم يرغبون بالرحيل والمغادرة. هم يتحدثون عن اطفالهم، الآلاف يطلبون تأثيرات للدول الغربية وهم من خيرة الناس من الحرفيين والاختصاصيين والمتعلمين والماهرين. نحن نتحدث بالطبع عن اقلية يوجد لها مكان تذهب اليه، اما الاغلبية فعالقة في غزة وتهبط تحت خط الفقر ولا ترى نهاية لذلك. أنا اتساءل كم يمكن ان يستمر مثل هذا الوضع. مقعد صغير ومثقوب - ما هو رأيك بالاقتراح الذي يجري تداوله في اسرائيل لقطع امدادات المياه والكهرباء على قطاع غزة ردا على صواريخ القسام؟ + أنا لا اعتقد أن اسرائيل ستفعل ذلك. أنا على قناعة ان الأطراف التي تدرس مثل هذه الخطوات ستتوصل الى استنتاج بأنها لا تتساوق مع القانون الدولي. ومن دون ذلك أصلا يعتبر فرض الطوق على غزة وعزلها وتحويلها الى سجن كبير كما يصف ذلك سكانها، عقوبة جماعية. حتى اذا كانت هناك استطلاعات تشير الى نتيجة اخرى فأنا اعتقد أن هذه الخطوات تزيد التأييد للجهات المتطرفة. كلما زدت من الضغط كلما تمترس الناس عميقا بعقائدهم. أنا اعتقد ان المخيمات الصيفية التي نظمتها الاونروا في الاشهر الاخيرة تبرهن على ايجابيات وامتيازات النهج المعاكس وهو تشجيع الاطفال والشبان على الشعور بأنهم أحرار وانهم قادرون على الاستمتاع بوقتهم وتعلم مهارات جديدة. هذه خطوة تعطيهم منظورا مختلفا أكثر ايجابية عن العالم. المشكلة الأشد خطورة هي أن الاكتظاظ يزداد سنويا. الاطفال يجلسون في المدرسة كل ثلاثة على مقعد واحد مثقوب كان أهاليهم قد جلسوا عليه، ويكتبون على نفس الطاولات التي كتب عليها آباؤهم وأمهاتهم. الدول العربية وعلى رأسها السعودية والامارات تساعد كثيرا في تمويل مشاريع البناء للسكن والمباني العامة، الا اننا نجد صعوبة في جمع التبرعات لتحسين الظروف في المدارس والعيادات، وبسبب الطوق هناك مشكلة ايضا في ادخال المواد الخام مثل الاسمنت. عندما انظر الى صراعات اخرى والى اوضاع لاجئين آخرين أرى سبلا للخروج من ذلك حتى من الصراعات التي امتدت لسنوات اطول. لقد آن أوان الاستيقاظ من الاوهام فالناس في نهاية المطاف يملون من تبديد حياتهم على الصراع من دون أمل بمستقبل افضل. - لو كنت اسرائيلية فهل كنت ستثقين بالفلسطينيين؟ + بالتأكيد. فأنا اؤمن بانهم بالفعل معنيون بحل الدولتين وان هذا الامر يمكن ان ينجح. حتى اتباع حماس قبلوا هذا الحل. بطبيعة الحال ومثلما هو الامر في اية تسوية هناك درجة من الخطورة ولكنني اعتقد ان الخطورة الاكبر تتمثل بتأجيل التسوية وتكريس الوضع القائم. الفلسطينيون هم اشخاص مجتهدون مواظبون يرغبون في العمل. لو فتحتم غزة والضفة لازدهر الاقتصاد. أنظر ما الذي نجحوا في القيام به خلال سنة ونصف رغم الانتفاضة والحصار. انا نفسي فوجئت عندما سمعت بان 3900 مشغل في غزة قد أغلقت في الاشهر الاخيرة بسبب اغلاق معبر كارني امام البضائع. لم اصدق ان مثل هذا العدد من المصانع قد نجح في البقاء حتى الان. هناك حاجة بالطبع الى اعادة فتح معبر رفح ايضا. المشكلة هي انهم اعطوا لاسرائيل ذريعة لاغلاق المعابر من اجل معاقبتهم من خلال اطلاق صواريخ القسام. هناك دائرة سحرية مغلقة محبطة جدا. اللاجئون هم مشروع العمر - اذا عاد ابو مازن من القمة التي ستعقد في الخريف في امريكا مع وثيقة مبادىء وطلب تاييد الجمهور فهل سيدير الغزاويون ظهورهم لحماس؟ + انا لا استطيع الحديث باسمهم ولكن المعطيات تشير بان 30 في المائة من الغزاويين يؤيدون حماس و30 في المائة يؤيدون فتح و40 في المائة يعتبرون انفسهم مستقلين واحتمالية التغيير تكمن في المجموعة الاخيرة. هناك اعداد متزايدة من الناس تعلن عن نفسها انها براغماتية في مواجهة اولئك الذين يستطيعون اقتراح شيء ما للشعب الفلسطيني. - هل سيؤيد اللاجئون الفلسطينيون حكومة فلسطينية تتنازل عن حق العودة؟ + قبل كل شيء آخر اللاجئون يصرون على ان يتم الاعتراف بحقهم بالعودة الى منازلهم. من المحتمل ان يختاروا امكانيات اخرى ولكنهم لن يتنازلوا عن الحق بالعودة باي شكل من الاشكال. اللاجئون سيعارضون بشدة كل تسوية تؤجل حل مشكلتهم للمستقبل الابعد. هم يقولون ان الآن هو وقت متأخر اصلا. الناس ينتظرون ذلك طوال سنين، سيكون من الصعب جدا محاولة تغيير ذلك ولكن القيادة موجودة من اجل هذا الغرض بالضبط. - هل تلاحظين تطلعا من اللاجئين في الدول العربية المجاورة للانتقال الى الدولة الفلسطينية التي ستقام في المناطق؟ + انطباعي هو ان اغلبية هؤلاء الموجودين يتمسكون بحلم العودة الى منازلهم في اسرائيل. عندما سيعرضون عليهم الهجرة الى الدولة الفلسطينية سيكون عليهم ان يقرروا اذا كانوا يريدون الانتقال الى المكان الذي لم يعيشوا فيه بالمرة او البقاء في اماكنهم. - ما هو موقفكم من هذه المسألة؟ + موقفنا هو انه يتوجب ان يكون للاجئين الحق في اختيار المكان الذي يذهبون اليه واذا كانوا يفضلون التعويضات. وفقا لقرار الامم المتحدة 194 يتوجب اعطاءهم دورا في هذه القضية. هذه كانت احدى نقاط ضعف عدد من المبررات السلمية السابقة التي كان بعضها جيدا. هذا الامر هام بصورة خاصة في غزة حيث يشكل اللاجئون هناك 80 في المائة من السكان. نحن نصر على ان تكون قضية اللاجئين على جدول اعمال كل مفاوضات حول التسوية الدائمة بين اسرائيل والفلسطينيين. اللاجئون هم مشروع العمر بالنسبة لي وأنا ادرك ما هو معنى العودة للبيت بالنسبة للاجيء، هذه اولويتهم الاولى. - أنت تقولين انه يتوجب ان يكون للاجئين الحق في اختيار المكان الذي يذهبون اليه. ولكن اسرائيل قد قررت عنهم بانهم لن يأتوا اليها. + من الصعب البدء بالتحدث مع اللاجئين اذا انتزعنا منهم الامكانية الاهم بالنسبة لهم وهي العودة الى منازلهم. هناك امكانيات اخرى بالطبع – توطينهم في اماكنهم الحالية، الانتقال الى الدولة الفلسطينية او الهجرة الى دولة ثالثة. الامكانية الاخيرة تلائم اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات لبنان خصوصا حيث ان وضعهم اصعب من وضع الاخرين رغم الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية في العامين الاخيرين بالتعاون معنا لتحسينها. عرفات ايضا تحدث عن هذا الخيار.
تاريخ النشر: 2007/9/6
×
محكمة شلومو
قرار محكمة العدل العليا تسويغ مئات الشقق الجديدة في حي متتياهو الشرقي، في مستوطنة موديعين عيلت، يثير التساؤل في شأن قرار محكمة العدل العليا ليوم أول أمس، في رفض مسار جدار الفصل على حدود المستوطنة. ماذا كان سيحصل لو كان تمكن المقاولون من بناء المرحلة الثانية من الحي، والذي كان يفترض أن يبنى غربي الجدار؟ فهل عندها أيضا كان سيتأزر القضاة بالشجاعة لاصدار الامر بنقل المسار، ومعه نقل مئات اليهود الى خارج الجدار؟ بقبولهم أول أمس التماس السلام الان وسكان بلعين، بالنسبة لمسار الجدار، كان القضاة تدخلوا في تفكر القائد العسكري، الامر الذي لا تسارع محكمة العدل العليا الى عمله. وبردهم أمس الالتماس ضد اسكان الحي، يكون القضاة امتنعوا عن التدخل في تفكر سلطات التخطيط المدنية، الامر الذي يعد خبز عيش محكمة العدل العليا. مبررات القرار هي تباكي قانوني، يدل على مسعى ثقافي للامتناع عن قرار صعب وغير مسبوق: هدم 1.500 شقة، في ظل المس بعائلات كادحة. "هل ينبغي لنا ان نأمر باتخاذ خطوات غايتها هدم ما بني بشكل غير قانوني!" تتساءل القاضية مريم ناؤور وترد بالسلب. "هذا عقاب غير متوازٍ في ملابسات القضية". وقضى القضاة بان الالتماس الاول، المتعلق بالخطة الاصلية للمرحلة الاولى، في القانون اساسها، بل وقرروا، لاول مرة، بان تدفع مستوطنة النفقات للسلام الان (اضافة الى دفع من الدولة وشركة البناء). واقتنعت محكمة العدل العليا بان البناء وبدون ترخيص او بقوة تراخيص صدرت دون وجه قانوني في متتياهو الشرقية (كيف لا؟ حتى النيابة العامة اعترفت بذلك). وكان صدر في كانون الثاني 2006 أمر احترازي يأمر المكلفين بالرد بتعليل لماذا لم يعلن عن الغاء الترخيص الذي اعطى المفعول للخطة الاولى، ولماذا لم تتخذ الاعمال اللازمة لفرض قوانين التخطيط والبناء. واتخذ في الالتماس أيضا أمرا احترازيا منع استمرار البناء والاسكان. وفي نفس الوقت شرعت الوحدة القطرية للتحقيق في الغش بتحقيق جنائي ضد المتورطين في اجراءات المصادقة على الخطة الاولى. بعد تقديم الالتماس الاول وبينما كان لا يزال قيد البحث، قررت الدولة الغاء اجراءات التخطيط للخطة الاولى والشروع في هذه الاجراءات من بدايتها. واقتنع القضاة بان المصادقة على الخطة الثانية عالجت نقاط الخلل التي كانت في الخطة الاولى، وهكذا انتهت برأيهم مزاعم الملتمسن. من أجل الامتناع عن البحث في مجرد صلاحية الخطة في اقامة مستوطنة في المكان، تمسكت محكمة العدل العليا في أنه العام 1999 تمت المصادقة على خطة خصصت المجال للسكن. ويجند القضاة ضد الملتمسين الحجة الفنية للتأخير – "التأخر" الكبير في تقديم الالتماس. منظمات حقوق الانسان يمكنها أن تروي لهم أي طريق آلام، لدرجة الدعاوى الادارية، يمرون فيه كي يحصلوا على مخطط هيكلي من سلطات التخطيط في المناطق. وبعد كل هذا ينبغي القول انه سبق لمثل هذه الامور أن حصلت. في نطاق اسرائيل ايضا، يعدل المقاولون الخطط وتسوغ السلطات الخلل. ولكن من الصعب ايجاد سابقة لتبييض هذا القدر الكبير من المباني، التي بنيت في ظل خرق لهذا القدر الكثير من القوانين، على هذا القدر الكثير من الاراضي المحتلة. مادة للتفكير لكل حكومة تبحث عن سبيل لتسويغ مواقع استيطانية غير قانونية.
تاريخ النشر: 2007/9/5
×
المتفائل من شرقي القدس
لم يكن عفيف صافية ملزما بالقراءة في الصحيفة عن أن وزيرة الخارجية تسيبي لفني تقترح تخفيض التوقعات من مؤتمرالسلام المزمع في الخريف القادم. ممثل م.ت.ف في الولايات المتحدة عاد في نهاية الاسبوع الى واشنطن مع قدر أقل من التوقعات مما كان لديه عندما حلق من هناك لزيارة الوطن قبل ذلك بأسبوعين. مروره عبر الحواجز وهو متوجه الى رام الله وأريحا جسد له الفجوة الكبيرة بين الوعود البهيجة التي أعطتها اسرائيل للامريكيين لتسهيل حياة سكان المناطق وتحسين مكانة أبو مازن وبين الواقع المحزن هناك. "أنت تعرف ما هو تعريف المتشائم؟"، سأل صافية، ورد على نفسه بابتسامة مريرة: "هو متفائل مع قدر من المعلومات". كما أن توقعات عفيف صافية من الامريكيين المستضيفين الدوريين له متدنية حتى معدومة. "لقد آن الأوان لأن تُفطم الادارة الامريكية من عقدة الازدواجية التي تعاني منها. أنا آمل جدا بأن يكون المؤتمر نقطة انعطافية تكون مؤشرا لعملية سلام موثوقة وغير قابلة للتغيير. صافية يقتبس كلمات القائد الصهيوني ناحوم غولدمان الذي وصف رحلات هنري كيسنجر المكوكية في اواسط السبعينيات قائلا: "الدبلوماسية في الشرق الاوسط هي فن تأجيل الامور التي لا يمكن ردها قدر المستطاع". صافية ما زال يأمل بأن ينجح المؤتمر القادم في دحض مقولة غولدمان المذكورة. لو منحوا لقب "آبا ايبان الدبلوماسية الفلسطينية"، لكان هناك شك بأن يكون لعفيف صافية منافسين على هذا اللقب. وزارة الخارجية الاسرائيلية كانت ستكون مسرورة جدا لو امتلكت دبلوماسيين ذوي روح دعابة وطلاقة لسان مثله بالانجليزية والفرنسية. عفيف صافية يعمل في مجال العلاقات الخارجية في اطار م.ت.ف طوال عمره منذ أن غادر مسقط رأسه مدينة القدس وتوجه للدراسة في بلجيكا. في سن التاسعة عشرة كان عفيف صافية رئيسا للفرع البلجيكي لاتحاد الطلبة الفلسطينيين. بعد ذلك بخمس سنوات عندما أنهى في باريس شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية كان على رأس الفرع الفرنسي لاتحاد الطلبة الفلسطينيين، ومن هناك انتقل ابن العائلة المقدسية الكاثوليكية التي انتقلت من حي البقعة في غربي المدينة الى حي الشيخ جراح شرقيها للعمل في ممثليات م.ت.ف مع الامم المتحدة في جنيف. وعمل صافية كذلك في مكتب عرفات في بيروت (من 1978 – 1981) كمسؤول عن الشؤون الاوروبية وشؤون الامم المتحدة. في عام 1988 عندما كان ممثلا لـ م.ت.ف في هولندا كان صافية مشاركا في المفاوضات التي جرت بوساطة وزير الخارجية السويدي، ستان أندرسون، والتي أفضت الى فتح حوار مباشر بين الولايات المتحدة وم.ت.ف. وفي عام 1992 بعد أن عُين ممثلا لـ م.ت.ف في لندن بعامين عقد عفيف صافية لقاءا بين أبو العلاء وبين الدكتورين الاسرائيليين يائير هيرشفيلد ورون فونداك. هذا كان اللقاء المباشر الاول وليس الأخير بين شخصية فلسطينية بارزة مع اسرائيليين. امتداد ذلك كان اتفاق اوسلو كما نعلم. بعد التوقيع على الاتفاق التاريخي قدّم عفيف صافية لوزارة الداخلية الاسرائيلية طلبا بالعودة الى أحضان عائلته في القدس في اطار جمع شمل العائلات، وخطط لاصدار اسبوعية نوعية باللغة الانجليزية مُتمكنا من تجنيد عدد من المُبدعين والكُتاب البارزين وعلى رأسهم البروفيسور ادوارد سعيد. اسرائيل أغلقت أبوابها أمامه رغم أن السبب لا يعود لعدم وجوده في سجل السكان الذي نُظم في احصاء عام 1967 إبان دراسته في الخارج. قبل أقل من عامين، وبعد قدر غير قليل من الجهود نجح رئيس السلطة محمود عباس ووزير الخارجية السابق في حكومته ناصر القدوة باقناع وزير خارجية م.ت.ف، فاروق القدومي، بنقل رئيس الممثلية الفلسطينية في واشنطن حسن عبد الرحمن الى مكاتب م.ت.ف في المغرب. بعد 15 عاما تحول خلالها عفيف صافية وزوجته البلجيكية الى جزء من المشهد الدبلوماسي اللندني، أبحرا مع ابنتيهما الطالبتين عبر المحيط باتجاه القارة الامريكية. ضربة قاتلة عفيف صافية يسبح منذئذ في مياه عكرة. العربي المسيحي (صافية هو ايضا ممثل م.ت.ف في الفاتيكان)، اضطر الى التصدي لوباء الخوف من الاسلام الذي أصاب الامريكيين بعد عمليات ايلول 2001. لم يكفيه فقط أن عليه أن يواجه اللوبي اليهودي، صاحب التأثير الواسع في العاصمة الامريكية، وانما كان عليه أن يناور كذلك بين م.ت.ف المناطق وم.ت.ف الشتات، بين حكومة فتح الضفة وحكومة حماس – غزة. صافية يقول انه لا يرقص على أنغام أي طرف كان. في كل صباح يقرأ الصحف بالانجليزية والعربية ويبني لنفسه جدول اعمال وخطوطا للسياسة التي يتبعها. "بسبب عدم التوازن بيننا لا يمكننا أن نتقدم من دون تدخل طرف ثالث"، يقول صافية في محادثة من شرفة فندق "نوتردام". "مع كل الاحترام للرباعية الدولية إلا أن الولايات المتحدة تبقى الدولة الوحيدة الأعظم في العالم، وهي تتصرف على هذا النحو بالفعل تجاه العرب. إلا أنها تتصرف نحو اسرائيل وكأنها بوزن ليختنشتاين أو لوكسمبورغ سياسيا. أنا أُرحب بقرار بوش لعقد القمة الدولية، ولكن فشل هذه القمة سيكون ضربة قاتلة للعملية التي تبدو أصلا في نظر الكثيرين مجرد كلام فارغ. صافية يسعى للتأكيد على أنه لا يتطلع لدق إسفين بين امريكا واسرائيل، إلا أنه يؤمن أن اليوم الذي سيقول فيه الامريكيون لاسرائيل بأنها لا تستطيع مواصلة أخذ ما تبقى لديهم منهم، ليس ببعيد. المقصود هنا المساعدة ورفض ما هو غير مريح لها من النصائح. "رسالتي كدبلوماسي فلسطيني للمجتمع الامريكي ليست المطالبة بأن يتنازلوا عن صديقتهم وانما أُطالبهم باضافة صديق جديد. ليست لدي مشكلة مع الالتزام الامريكي بوجود اسرائيل وأمنها. أنا فقط اسأل اصدقائي الامريكيين: هل أنتم ملتزمون ايضا بتوسع اسرائيل الاقليمي؟ هل تتضمن مصلحتكم وجود الاحتلال الاسرائيلي في المناطق؟ وهل يساوي ذلك تخاصمكم مع كل العالم العربي؟. "أنا أقول لاصدقائي الامريكيين بأن امريكا هي مجتمع رائع متعدد ومتنوع، وأمة الأمم. امريكا استوعبت ثمانية ملايين مسلم، نصفهم من العرب، و400 ألف فلسطيني. خسارة أن الكثيرين منهم يشعرون بأن الدولة التي تبنتهم ليست حساسة لمأساة وطنهم. استطلاعات الرأي تشير الى أن 60 في المائة من الامريكيين كانوا يرغبون برؤية سياسة أكثر توازنا تجاهنا. اغلبيتهم لم تؤيد قرار الادارة الامريكية برفض وقف اطلاق النار خلال حرب لبنان الثانية، و70 في المائة يؤيدون حل الدولتين". صافية لا يتنازل عن الصوت اليهودي خلال وجوده في واشنطن مثلما لم يفعل ذلك خلال خدمته الطويلة في لندن. في شهر شباط نشرت الاسبوعية اليهودية "بورفارد" مقالة كتبها عفيف صافية الممثل الفلسطيني في امريكا، حيث حاول من خلالها اقناع القُراء اليهود بأن عليهم أن لا ينخدعوا من السياسيين الاسرائيليين الذين يبيعونهم وهْم "عدم وجود شريك فلسطيني". صافية كتب بأن السلام والأمن لا ينموان من خلال التوسع الاقليمي وانما من خلال القبول المتبادل بين الطرفين. "العالم العربي من المغرب حتى مسقط أبدى استعداده خلال سنوات للاعتراف بوجود اسرائيل اذا انسحبت حتى خطوط حزيران 1967"، ادعى عفيف صافية، "الصراع العربي – الاسرائيلي لا يتواصل بسبب الرفض العربي للاعتراف بوجود اسرائيل، وانما بسبب الرفض الاسرائيلي للموافقة العربية"، هذا الموقف تكرر كلمة بكلمة ايضا خلال المقابلة التي أُجريت معه في القدس. انجاز متواضع عفيف صافية يُحدثنا بالدعابة حول الاسرائيلي الذي سُئل اذا كان يريد بأن تكون دولته الولاية 51 للولايات المتحدة الامريكية، فرد "هل جُننتم؟ لماذا نرغب بالاكتفاء بنائبين في مجلس الشيوخ". بعد أن ضحكنا للحظة اقترح عفيف صافية على الاسرائيليين بأن ينتبهوا للتيارات الجديدة في الجالية اليهودية في امريكا. "الكثيرون من مؤيدينا أفرادا ومنظمات يأتون من الجالية اليهودية. نحن نتحدث عن اشخاص ذوي حساسية اخلاقية عالية يعانون من السلوك الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين. العهد الذهبي لايباك قد أصبح من ورائنا. تحفظ اللوبي من اتفاق اوسلو وعدم حماسة بعض قادته لخطة فك الارتباط التي طرحها شارون أظهرت هذا اللوبي حتى في نظر قادة اسرائيليين على صورة المنظمة ذات المواقف المتطرفة. بعد قضية التجسس التي اتُهم فيها موظفين في ايباك يزداد الشعور في واشنطن بأن هذه المنظمة تستغل سطوتها بصورة مفرطة جدا". الدبلوماسي الفلسطيني يشعر بالتشجيع من أن منظمات يهودية ليبرالية مثل "اصدقاء السلام الآن"، "تحالف العدالة والسلام"، و "فوروم السياسة الاسرائيلية" تتحدى احتكار ايباك، ويقول أن تأييد هذه المنظمات للتسوية مع العرب يؤثر على الكثيرين في مجلس النواب. "الشركاء اليهود يُتيحون لهم التقدم في الاتجاه الصحيح من دون أن يحولوهم الى لاساميين". مع ذلك يضطر عفيف صافية وأفراد طاقمه الصغير (اربعة مبعوثين) الى التعرق وهم يعملون بجهد في مقر مجلسي النواب والشيوخ حتى يقنعوا النواب بأن ليس كل فلسطيني مخربا محتملا، ويتذكر بأسى عضو الكونغرس الذي قال له من دون تردد بأنه يشك بأن يكون هناك شيء اسمه "فلسطيني معتدل".
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|