مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي بوش في معرض المزايدات بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري على الأصوات اليهودية قراراً خطيراً للغاية يقضي برصد وملاحقة الحملات والحركات المعادية للسامية في العالم وتقديم تقرير سنوي عنها. وقد نصل في الأيام المقبلة الى اعتبار معاداة السامية جزءً من الحركات الارهابية، مع الاشارة الى ان العداء للسامية يعني بالدرجة الأساسية والوحيدة العداء لليهود والحركات الصهيونية بشكل خاص، وليس العداء للعرب الذين هم ساميون أيضاً!

وقبل ذلك بأسبوع تقريباً أشارت وكالات الأنباء الى تقرير تتداوله أوساط الخارجية “الاسرائيلية” مفاده ان العزلة الدولية تتزايد على “اسرائيل”، وان الحديث عن العنصرية يتزايد، وان الغضب العالمي يتزايد على ما يقوم به الجيش “الاسرائيلي” من قتل ومجازر وتجريف للأراضي الزراعية والمساكن ضمن عملية ابادة مبرمجة، وقد يواجه نظام تل أبيب موقفاً شبيهاً بما واجهه نظام جنوب افريقيا خلال مرحلة التفرقة العنصرية. وبطبيعة الحال لا يدعو التقرير الى إعادة النظر في العلاقات “الاسرائيلية” الفلسطينية او الى طبيعة الكيان العنصري الصهيوني، وانما يطالب بشن حملة اعلامية ضخمة على الصعيد العالمي وتسويق الكيان الصهيوني لتبرير كل الجرائم التي يرتكبها يومياً، بما في ذلك اقامة الجدار العازل الذي ثبت انه عاجز عن حماية المدن والقرى في منطقة الخط الأخضر (فلسطين 1948).

كما أن القرار الأمريكي بتشكيل لجنة لمراقبة ومتابعة الحملة العالمية ضد السامية هو اول عمل يوكل الى الإدارة الأمريكية في معرض التسويق للكيان الصهيوني والدفاع عن جرائمه، والاصرار على أن العداء للسامية هو عداء للحركة الصهيونية، وهو عداء لـ“اسرائيل”، والمطلوب بالتالي السكوت عن جرائم شارون وتبريرها باستمرار واجبار كل دول العالم على ان تتجاهل ما يجري على أرض فلسطين وتعتبر ان “الاسرائيليين” يدافعون عن أنفسهم في وجه الأعداء المعادين للسامية في غزة والضفة الغربية!

وإذا كان ذلك يشير الى الترابط العضوي بين الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، حيث يتبادل كل منهما المخاوف من الحملة الشعبية العالمية ضد جرائم الأمريكان في العراق وجرائم الصهاينة في فلسطين، فإنه في الوقت ذاته مؤشر على النجاحات التي حققتها المقاومة الفلسطينية في نضالها البطولي واصرارها على استمرار كفاحها بمختلف الوسائل للتأكيد على حق الشعب في مقاومة الاحتلال لتحرير وطنه واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني.

وإذا كانت إدارة بوش ترى ضرورة تدشين حملة عالمية للدفاع عن الحركة الصهيونية، فإن الواجب القومي والأممي يتطلب تدشين حملة قومية عربية وعالمية للدفاع عن المقاومة الفلسطينية من جهة، وتعرية حقيقة الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية كحركة عنصرية معادية لكل قوى التقدم في العالم، وتمثل أبشع افراز للامبريالية في عالمنا المعاصر، وتشكل خطراً على كل شعوب المعمورة.

ويتوجب بالدرجة الأساسية من قبل القوى التحررية العربية تحرير فهمها للصراع العربي الصهيوني من كونه صراعاً ضد اليهود الى صراع ضد الصهيونية ودفاع عن الحق العربي في فلسطين وضرورة تحرير اليهود من الصهيونية ضمن عملية التحرير على أرض فلسطين.

ولمناسبة شهر رمضان الكريم، فإن الحاجة ماسة الى تقوية التضامن مع الأشقاء في فلسطين، واعتبار العداء للصهيونية واجباً قومياً قبل ان يكون موقفاً تضامنياً مع نضال الشعب الفلسطيني، فالخطر الصهيوني يبرز في أكثر من بلد عربي، ولعل العراق مؤشر كبير على ذلك. - التجديد العربي -

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required