مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


في مقابلة له مع صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون ان خطة لفك الارتباط بغزة تمثل "ضربة قاضية للفلسطينيين وهي جيدة لاسرائيل. وفيما يلي المقابلة التي أجراها ناحوم برنياع وشمعون شيفر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون:

في يوم الثلاثاء ليلا في ختام اجتماع مركز الليكود المخزي، عقد شارون اجتماعا "لطاقم المزرعة" في ديوانه في دار الحكومة في تل ابيب. شارك في هذا اللقاء كل من اوري شني ورؤوبين أدلر وإيال أراد وليئور حوريب وثلاثة من موظفي الدولة: سكرتير الحكومة يسرائيل ميمون ومساعد شارون الشخصي ليئور شفينكلشتاين ومستشاره للشؤون الاعلامية آساف شريب. شارون وجه أوامره للطاقم للخروج الى العمل بدء من الليلة في حملة لتسويق خطة فك الارتباط لشعب اسرائيل.

في نفس الوقت اجتمع طاقم توجيه الخطة برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي غيورا آيلاند بمشاركة المدراء العامين الهامين في وزارات الدولة. الأوامر التي صدرت من هناك بموافقة من شارون كانت الايقاف الفوري لتحويل الاموال المخصصة لتطوير المستوطنات في المناطق التي سيتم اخلاءها. هذا يعني، كما قال أحد أتباع شارون، عدم استكمال الجدار الشهير الذي يشيد حول نتساريم. وهذا يعني ايضا عدم بناء بيوت أو شق شوارع في مستوطنات القطاع. الحكاية وصلت الى نهايتها.

شارون قال للطاقم انه يأمل ان تكون خطة فك الارتباط قد وصلت الى ذروتها في عيد الفصح القادم. الطاقم من ناحيته سأله اذا كان القرار قد وصل الى نقطة اللاعودة واذا كان قد ترك لنفسه فتحة للفرار عند الحاجة.

شارون قال بعدم ارتياح "فك الارتباط يعتبر ضربة قاضية للفلسطينيين وهو جيد لاسرائيل".

بعدها قال: "لا يمكن لأي زعيم من اليسار ان يمرر مثل هذه الخطة". قلنا له ان قادة "يشع" يعتقدون ان هذه الخطة ستتوقف في نهاية المطاف وان كل رئيس حكومة يتجرأ على المس بالمستوطنات يسقط.

"هذا الامر لن يحدث معي، فلا يعقل ان تستطيع مؤسسة مثل مجلس المستوطنات "يشع" من ان تفرض ارادتها على الدولة كلها". شارون يستخدم في حملة الاقناع التي يقوم بها مصطلحات "يمينية ويسارية" على حد سواء. هو مثل من سبقوه، بيغن ورابين وبراك، يتحدث كيميني تحول الى يساري، وكيساري تحول الى يميني. فهو يعد اليمين بإعفائه وإراحته من المسؤولية عن حياة ملايين الفلسطينيين، وان يجنبهم الخطط السياسية التي تدعو للعودة الى خطوط حزيران، وان يواصل تصفية القيادات وطرد عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في الخط الاخضر. عشية انتخابه في المرة الاولى أعلن انه سيؤيد اقامة دولة فلسطينية. الآن في اطار خطوته أحادية الجانب لا توجد دولة. أما اليسار فيعده باخلاء كثيف للمستوطنات وايقاف الاحتلال.

وفي الخلفية تمثل التحقيقات معه. شارون يعرف انها جزء لا يتجزأ من الحكاية. لديه ثقة كاملة، حسب قوله، بالمستشار القضائي وانه لن يقرر تقديم لائحة اتهام ضده لانه واثق من نقائه.

شارون سخر من ايفي ايتام ويوسي سريد اللذين عبرا، كل حسب طريقته، عن القلق من الوضع الناشىء. ايتام قلق على مصير سلطة القانون وسريد قلق من ثقل العبء الملقى على كاهل رئيس الحكومة. "أنا سأعالج شؤون الدولة وكأن القضايا القانونية غير قائمة. هذا ما يتوجب ان أفعله بالضبط".

المهم ان لا ينشأ فراغ

37 سنة وشارون ينتصب بوضوح في الجانب الأيمن من الخارطة السياسية يكافح ضد اغلبية المبادرات التي تنطوي على تنازلات عن مناطق، وكان البلدوزر الذي شق الطريق أكثر من أي زعيم يهودي آخر لبناء المستوطنات في مكان خلف الخط الاخضر. شارون كان الشخص الذي أخلى مستوطنات سيناء في اطار كامب ديفيد، بعدها قال انه ارتكب خطأ فادحا. اليوم يتوجب عليه محاسبة نفسه وهو يقرر فك ارتباطه عن مستوطنات غزة.

أين اخطأت؟ سألناه.

"أنا لا اعتقد انني اخطأت"، قال شارون وأضاف "أنا اعتقد ان الوضع قد تغير. لست اؤمن بوضع الفراغ وان شيئا لا يحدث. عندما يكون هناك فراغ تطرح خطط ومشاريع خطيرة من ناحية اسرائيل: الخطة السعودية مثلا - خطة الجامعة العربية. خطة الاحصاء الوطني وجنيف والمشاريع الاوروبية. كما ان يوشكا فيشر حمل خطة ولا يمكن لأحد ان يدعي ان فيشر شخص يكره اسرائيل. هو صديق لها وقد ساعدنا في امور كثيرة. الخطط تبرز من هنا وهناك كالفطر في يوم ماطر: سيل من المشاريع والخطط.

"الولايات المتحدة ايضا. لست أعرف كم ستصمد في مواجهة الضغوط. لديها مصالح في اوروبا والدول العربية. عدم اجراء عملية سياسية هو امر خطير جدا. وسيكون من الخطير جدا دخول اسرائيل في أي عملية تحت الضغوط".

وهل أثرت علينا رسائل الرافضين للخدمة؟ سألنا.

"ليس الرافضون"، قال، "بل انني شعرت بعدم الارتياح في اوساط الجمهور". شارون ينفي أي تعاون مع السلطة الفلسطينية في عملية فك الارتباط. "الخطة صعبة على الفلسطينيين"، قال مكررا، "انها ضربة قاصمة لهم، فالخطوة أحادية الجانب لن تتمخض عن دولة. هذا الوضع يمكن ان يستمر لسنوات طويلة".

- فهل تستطيع ان تصف لنا قوة وفعلا ماذا سيحدث في اطار الخطة المقترحة؟ + لقد كانت هناك امكانيتان اثنتان: الاولى الانسحاب من غزة وحدها، وفي هذه الحالة تكون الامور التي نستطيع الحصول عليها من الامريكيين مقلصة. والثانية اخلاء غزة وأربع مستوطنات في شمالي السامرة. موقف الامريكيين كان ان اخلاء غزة وحدها سيخدم اسرائيل فقط، وقد رغبوا بمؤشر للانسحابات في المستقبل في يهودا والسامرة. في غزة ايضا كانت هناك عدة خيارات. الاول اخلاء كل المستوطنات وعدم ترك أي وجود مدني أو عسكري. هذا الخيار الذي أيدته. قادة الاجهزة الأمنية عارضوا اخلاء محور فيلادلفيا بين غزة ومصر وفتح ميناء غزة ومطار الدهنية من دون رقابة اسرائيلية، وقد قبلت رأيهم هذا. مع ذلك ما زلت أرى فتح كل شيء هو الامر الحقيقي والتوجه المستقبلي. يجب ان نتابع ما سيحدث وان نراقب التطورات في المستقبل. الآن يتوجب اخلاء كل المستوطنات في القطاع ومنع الفلسطينيين من استخدام المطار والميناء وترك الحدود مع مصر تحت رقابتنا. لدينا مشكلة مع المنطقة الصناعية في ايرز. المصانع تعود لليهود جزئيا ولكنها موجودة في المنطقة الفلسطينية. جنود جيش الدفاع يدافعون عن الأمن وعلينا ان نخرج الجنود. أنا افترض ان الحل سيكون خروج اليهود من هناك. من الأفضل، حسب رأيي، فك ارتباطنا عن المنطقة كلها. دفعة واحدة بحيث لا يكون للفلسطينيين ذريعة لعدم مكافحة الارهاب ولنرى ماذا سيفعلون الآن.

- هل يوجد لديك جدول زمني؟ + أنا ضد الجداول الزمنية. هذه عملية معقدة. يجب سن القوانين والتوصل الى اتفاق مع الاشخاص الذين سيتم اخلاءهم. توجههي هو القيام بذلك بأسرع وقت ممكن.

- وهل قرار اخلاء المستوطنات نهائي؟ + فقط اذا كانت مفاوضات مرضية مع الامريكيين. عندما نتحدث عن فك الارتباط فسيكون أفضل شيء بناء الجدار بحيث يحيط بالمناطق الأمنية في يهودا والسامرة. هذا القرار كان سيدخل مئات آلاف الفلسطينيين في جيوب معزولة. وحتى اذا كنا فعالين وناجعين فلا توجد وسيلة للتأكد من وصول كل مزارع الى ارضه ولا طريقة لفتح الأبواب أمام كل صبي فلسطيني حتى يصل الى مدرسته بفرح وسعادة. هذا الوضع سيتمخض عن ضغوط لا تتوقف على اسرائيل. لذلك كان قراري بأن ننفصل. سيكون هناك أقل عدد من الفلسطينيين غربي الجدار. أما من الشرق فستكون هناك مساحة تتحول الى منطقة أمنية. اسرائيل ستقوم بإحاطة المستوطنات بالجدران مثل تجمع المستوطنات شرقي مطار بن غوريون، وفي ذات الوقت لن يكون العرب في جيوب معزولة. بينما يكون اليهود في داخل مناطق مغلقة.

- أنت تتحدث عن فك الارتباط ولكن غزة ستبقى معتمدة على اسرائيل في المياه والكهرباء وما الى ذلك؟ + اسرائيل لن توقف إمدادات المياه والكهرباء. نحن لا نريد إدخالهم في حالة من الفوضى. إلا اذا نشأ وضع ارهابي صعب - عندها فقط لا أستبعد اللجوء لخطوات كهذه.

- وماذا سيحدث للمنازل في المستوطنات؟ + التوجه هو تشكيل منظمة دولية تدفع ثمنها وتحاسب الفلسطينيين. العلاقات التجارية مع الفلسطينيين ستتواصل.

الاخلاء مؤلم

- عندما أخليت يميت في سيناء دمرت كل منازلها. فلماذا فعلت ذلك في حينه وتنوي الإبقاء على المنازل اليوم؟ + أنا معتاد على هذه الكلمات... يقولون انه دمر المنازل... أنا لم أُدمرها. كان هناك قرار حكومي قبل الاخلاء بأشهر. ما أقلقنا في حينه هو ان مصر كانت تنوي إسكان عشرات آلاف المصريين في تلك المواقع. هذا الوضع كان سيتمخض عن حالات تسلل الى اسرائيل من اجل العمل، الامر الذي سيخرب العلاقات مع مصر.

- ما هو الدرس الذي استفدنا منه من اخلاء مستوطنات سيناء؟ + موقف المصريين من الارض أثار غيرتي. عرضت عليهم شتى الاقتراحات البديلة لاخلاء رفح المصرية. السادات قال: الارض المصرية لا تعطى لأحد. الدرس الثاني كان وجوب التفاوض مع المستوطنين والادراك بأن انتزاعهم من ارضهم مسألة لا تطاق. في سيناء كانوا يعيشون لسنوات قلائل أما هنا فقد ربوا أبناءهم وأحفادهم. وثالثا، يحظر إجبار شخص على الانتقال الى موقع معين. يجب ترك القرار بأيدي المواطنين وسؤالهم عن المكان الذي يريدون الانتقال اليه. واذا كانوا يريدون سكنا بنفس التركيبة أو الانضمام الى تجمعات قائمة. يجب التصرف بانسانية. وسن القوانين لاعطاء التعويضات.

- هل ستعرض عليهم السكن في المناطق التي لن يتم اخلاؤها في يهودا والسامرة؟ + لا، من يريد ان ينتقل الى هناك فسيكون هذا قراره الذاتي، ونحن لن نتدخل. هذه عبارة عن صدمة نفسية. كل واحد يستطيع ان يختار أين سيسكن.

- المستوطنون الذين وثقوا بك يرونك الآن عدوا لهم؟ + حسنا. لا ضير من ذلك. الاخلاء مؤلم جدا.

- ما هو الثمن الذي تتوقعه من بوش؟ + أنا في وضع غير مريح ولا استطيع ان أتطرق للتفاصيل. بعض الامور سيتم إنهاؤها بيني وبين بوش.

- ولكن ما هي توقعاتك؟ + أولا ان لا تمارس على اسرائيل أي ضغوط للتعاون مع المبادرات والمشاريع باستثناء خريطة الطريق طالما لم تظهر لدى الفلسطينيين قيادة اخرى تكافح الارهاب. وثانيا ان من حق اسرائيل ان تواصل التحرك عسكريا في المناطق التي ستخليها. وثالثا ان لا توجه امريكا انتقادات لمسار الجدار. المسألة أُزيلت من جدول الاعمال منذ الآن.

- فهل ما يلوح من محادثاتكم مع واشنطن يكفي لتلبية تحفظات وشروط نتنياهو وعلى رأسها موافقة امريكية على معارضة حق العودة الفلسطيني الى دولة اسرائيل؟

+ هذه مسألة أُصر عليها ولكن لم يتم الاتفاق حولها بعد. شارون قال بصدد الائتلاف مع اليمين انه لم يغير توجهاته الأساسية معهم، وانه قد يضطر لتغيير تحالفاته في حالة انسحاب بعض الشركاء، وان الحقائب الوزارية ستوزع من جديد. أما بالنسبة لليكود فقد أراد من طرحه لاقتراح الاستفتاء ان يوفر لاعضاء الحزب فرصة للنزول عن الشجرة. وفي حالة خسارته في الاستفتاء قال انه سيقبل حكم الحركة وسيستخلص العبر.

- وماذا بالنسبة لصفقة التبادل الاستكمالية وقضية رون أراد؟ + لقد ذهبنا الى اتجاهات اخرى تماما في هذه القضية، هناك امور من المثير التحدث حولها، ولكن ليس من الممكن البوح بها. نحن لم نطلق سراح سمير قنطار واخلاء سبيله مشروط بالحصول على معلومات في قضية أراد. جمعية "للحرية ولد" التي تتابع قضيته اقترحت علي الاعلان عن جائزة مالية لمن يقدم معلومات حول مصيره. أنا قلت لهم أجلوا الاعلان حتى نستكمل جهودنا الاستثنائية مع الألمان وحكومات اخرى. أنا لم أتوقف عن معالجة قضية أراد ولا ليوم واحد حتى، وسأواصل ذلك حتى نفك رموز اختفائه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required